وزارة الرى: نفذنا مشروعات لحماية الشواطئ بأطوال تصل إلى 210 كيلومترات.. ساعدت فى إيقاف تراجع خط الشاطئ بمناطق النحر الشديد واسترداد الشواطئ المفقودة.. وساهمت فى حماية بعض القرى والمناطق المنخفضة من مخاطر الغمر

تشهد مصر ظواهر جوية متطرفة وغير مسبوقة مثل الأمطار الشديدة، الأمر الذى يستلزم تكثيف الجهود في مجال التكيف مع التغيرات المناخية، واتخاذ الإجراءات اللازمة للتخفيف من التغيرات المناخية، متضمنة المشروعات الجارى تنفيذها في مجال حماية الشواطئ ومواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية، حيث تم خلال السنوات الماضية تنفيذ أعمال حماية للشواطئ بأطوال تصل إلى 210 كيلومترات، وجار العمل في حماية أطوال أخرى تصل إلى 50 كيلومترا بهدف تأمين الأفراد والمنشآت بالمناطق الساحلية، والعمل على إيقاف تراجع خط الشاطئ في المناطق التى تعانى من عوامل النحر الشديد، واسترداد الشواطئ التى فُقدت بفعل النحر، الأمر الذى يُسهم فى زيادة الدخل السياحي بالمناطق التي تتم فيها أعمال الحماية، وحماية الأراضى الزراعية الواقعة خلف أعمال الحماية، والعمل على استقرار المناطق السياحية واكتساب مساحات جديدة للأغراض السياحية، وحماية بعض القرى والمناطق المنخفضة من مخاطر الغمر بمياه البحر.

أوضح المهندس محمد غانم المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية والرى، أنه يتم تنفيذ مشروعات رائدة فى محافظة كفر الشيخ عن طريق استخدام تقنيات صديقة للبيئة ومنخفضة التكاليف إلى جانب كون مواد إنشائها الأساسية من البيئة المحيطة إذا تعتمد بشكلٍ أساسي على البوص والرمال، حيث تم إنشاء عدد من الجسور الشاطئية لحماية المناطق المنخفضة، وإنشاء خطوط طولية لمصدات الرمال ثم عمل صفوف عمودية عليها، حيث تستخدم مصدات الرمال في تجميع الرمال بواسطة الرياح أثناء العواصف.

من أبرز المشروعات الجارية لتنفيذها لحماية شواطئ مدينة الإسكندرية، مشروع حماية كورنيش وشواطئ المدينة، حيث تم الانتهاء من تدعيم وتطوير الكورنيش في منطقة المنشية ومحطة الرمل، لحماية سور الكورنيش الأثري وطريق الكورنيش، من خلال إنشاء حائط بحري بطول 835 مترًا باستخدام كتل خرسانية زنة 5 أطنان وأحجار بتدرجات مختلفة، وتنفيذ أعمال ترميم وصيانة للبلاطات الخرسانية المجاورة لسور الكورنيش لمسافة 350 مترًا. كما تم استكمال إنشاء سلسلة من الحواجز الغاطسة بالإسكندرية لحماية الشواطئ وطريق الكورنيش بمنطقة شاطئ السرايا وأمام فندق المحروسة، من خلال إنشاء لسان بحري على شكل حرف L أمام فندق المحروسة بطول حوالي 600 متر، وإنشاء رصيف بحري بطول 155 مترًا، نظرًا لتعرض المنطقة للأمواج العالية.

يسهم المشروع في استعادة الشواطئ المفقودة بسبب النحر، مما يُمكن محافظة الإسكندرية من تعظيم الاستفادة من الاستثمارات المقامة بالمنطقة. كما يجري تنفيذ مشروع حماية ساحل الإسكندرية من بئر مسعود حتى المحروسة، من خلال إنشاء حاجزين غاطسين بطول إجمالي حوالي 1600 متر وعرض 40 مترًا، مع تغذية بالرمال في منطقة الشاطئ خلف الحواجز الغاطسة بعرض حوالي 30 مترًا.

كذلك يتم تنفيذ عملية حماية قلعة قايتباي بالإسكندرية من الأمواج العالية والنحر المستمر في الصخرة الرئيسية المقامة عليها القلعة، بالإضافة إلى تطوير المنطقة المحيطة بها لتنشيط الاستثمارات السياحية، من خلال إنشاء حائط أمواج بطول 520 مترًا، وإنشاء مرسى بحري بطول 100 متر، وممشى خرساني بطول 120 مترًا، ولسان حجري بطول 30 مترًا، مع تغذية بالرمال.

وتقوم هيئة حماية الشواطئ بتنفيذ عملية حماية وتدعيم الحائط البحري الأثري بالمنتزه، بهدف حماية الحائط وكوبري المنتزه حتى الفنار من الأمواج العالية وعمليات النحر المستمرة التي تسببت في تصدعات وانهيارات جزئية بالحائط وأساسات الكوبري. ويتم إنشاء حائط بحري بطول 280 مترًا من الأحجار المتدرجة والكتل الخرسانية، وتدعيم أساسات الكوبري والحائط البحري الأثري ومنطقة دوران الفنار، ومعالجة وتدعيم الجزء المنهار من الحائط، وتنفيذ بلاطات خرسانية أعلى الحائط. كما تم إسناد المرحلة الثانية من عملية حماية ساحل الإسكندرية بطول 600 متر.

ويجري كذلك تنفيذ مشروع حماية منطقة السقالات أمام القوات البحرية بخليج أبي قير، ومشروع تكريك مصب النيل فرع رشيد بمحافظتي كفر الشيخ والبحيرة، بعرض حوالي 100 متر وطول حوالي 2 كم، من خلال أعمال حفر أو تكريك للرمال المترسبة بالجانب الشرقي لمجرى النيل، والتي تبعد حوالي 2 كم من فتحة بوغاز رشيد في اتجاه الجنوب لتسهيل الملاحة.

كما تم تنفيذ مشروعات عديدة لحماية المناطق الساحلية المنخفضة غرب مصب فرع رشيد بمنطقة رشيد الجديدة بمحافظة البحيرة، وحماية المنطقة الساحلية شمال بركة غليون بإنشاء 16 رأسًا حجريًا، بالإضافة إلى حماية المناطق المنخفضة من غرب البرلس حتى مصب فرع رشيد بطول 29 كم، ومن المدخل الغربي لمدينة جمصة حتى غرب مدينة المنصورة الجديدة بطول 12 كم، وحماية المنطقة شرق الرؤوس البحرية المنفذة شرق مصب مصرف كوتشنر مع تغذية بالرمال. وتم أيضًا تنفيذ أعمال حماية بمدينة رأس البر، تشمل حماية المنطقة غرب لسان رأس البر، وإعادة تأهيل الحائط البحري، وتدعيم حواجز الأمواج، وتكريك مصب مصرف جمصة، وحماية مناطق الخليج وشرق ميناء دمياط وغرب لسان رأس البر وشرق عزبة البرج.

وفي مدينة مرسى مطروح، تم الانتهاء من مشروع حماية وتطوير خليج المدينة، من خلال تنفيذ ألسنة بحرية لحماية المنطقة الجنوبية من الخليج وكورنيش مرسى مطروح من النحر المتسارع، والمحافظة على الأعماق المناسبة للملاحة، ومنع ترسيب الرواسب، مع تحقيق تنمية سياحية وتوفير فرص عمل للأهالي وزيادة العائد الاقتصادي للمحافظة.

وفي ضوء تراجع خط الشاطئ بشاطئ الأبيض، أحد الشواطئ المميزة بمرسى مطروح، والذي يهدد الاستثمارات القائمة، قامت هيئة حماية الشواطئ بإنشاء 5 رؤوس حجرية داخل البحر عبارة عن حواجز أمواج على شكل حرف T بأطوال تتراوح بين 50 و75 مترًا، تفصل بينها مسافات 300 متر تقريبًا. ويجري العمل حاليًا في المرحلة الثانية من المشروع، والتي تشمل إنشاء 20 رأس حاجز شرقي الحواجز الحالية لحماية منطقة الأبيض وكورنيش الأبيض الجديد بطول حوالي 4 كيلومترات، ومن المقرر الانتهاء منها في مايو 2024.

ويُنفذ أيضًا مشروع تعزيز التكيف مع آثار التغيرات المناخية على السواحل الشمالية ودلتا نهر النيل، لمواجهة ارتفاع منسوب سطح البحر والظواهر الجوية الحادة، التي تؤثر على المناطق الساحلية المنخفضة وتوغل مياه البحر أثناء النوات. يبلغ إجمالي أطوال الحماية نحو 69 كم في 5 محافظات ساحلية هي: بورسعيد، دمياط، الدقهلية، كفر الشيخ، والبحيرة، ومن المتوقع الانتهاء من أعمال الحماية قبل نهاية العام الحالي. يشمل المشروع إقامة محطات إنذار مبكر على أعماق مختلفة في البحر المتوسط للحصول على بيانات تتعلق بالعواصف والأمواج، بالإضافة إلى خطة إدارة متكاملة للسواحل الشمالية للحفاظ على الاستثمارات والثروات الطبيعية، ومن المقرر الانتهاء من هذه الخطة قبل نهاية عام 2025.

وقد بدأ تنفيذ مشروع التكيف بمحافظة كفر الشيخ بطول 27 كيلومترًا كأولوية أولى، لحماية الطريق الدولي ومحطة كهرباء البرلس ومشروع الاستزراع السمكي في بركة غليون والأراضي الزراعية المجاورة والتوسعات المستقبلية. وتم طرح مرحلتين من المشروع لحماية 14 كيلومترًا، وجارٍ الإعداد لطرح باقي المراحل تباعًا. يتميز المشروع باستخدام تقنيات منخفضة التكلفة ومواد صديقة للبيئة من المنطقة المحيطة، حيث تم إنشاء جسور شاطئية لحماية المناطق المنخفضة، وإنشاء خطوط طولية لمصدات الرمال، ثم صفوف عمودية عليها.