45 عاما فى عشق الخشب والبحر.. أقدم صانع مراكب صيد فى الإسماعيلية يروى أسرار الصنعة.. محمود شطا: الزبون الجاهز يستلم مركبه فى شهر والتقسيط بيأخرنا.. ويؤكد: نقص العمالة وارتفاع التكاليف يهدد باندثار المهنة.. صور

جانب من التصنيع

الإسماعيلية – صبرى غانم

الجمعة، 25 أبريل 2025 03:00 ص

تُعد عائلة "شطا" في منطقة البهتيني، على ضفاف بحيرة التمساح بمحافظة الإسماعيلية، من أشهر العائلات العاملة في صناعة مراكب الصيد بمختلف أنواعها وأحجامها. توارثت العائلة هذه المهنة أبًا عن جد، ولا يزال الأبناء يمارسونها حتى اليوم، وتنتشر العديد من الورش في المحافظة لهذا الغرض.

أمام ورشة محمود شطا، تتراص أنواع متعددة من قوارب الصيد، منها الفلوكة الصغيرة، والمتوسطة، والكبيرة، وكذلك لنشات مزودة بمحركات، وأخرى مخصصة للصيد في البحر الأحمر وقناة السويس.

جانب-من-تصنيع-المراكب

يقول محمود شطا: "مهنة صناعة المراكب هي عشقي منذ الصغر، ولا أرى نفسي في مهنة غيرها. ورثتها عن والدي، الذي تعلمها من جدي، وأنا بدوري علمتها لأولادي". ويضيف أنه يعمل في هذه المهنة منذ 45 عامًا، حتى أصبح من أشهر صناع المراكب في الإسماعيلية.

وأشار شطا إلى أن المهنة تواجه خطر الانقراض، رغم وجود صيادين ما زالوا يصنعون مراكبهم أو يجرون الصيانة لها. ويشرح مراحل تصنيع المركب بدءًا من قص الخشب وتحديد المقاسات، ثم عمل الشاسيه، يلي ذلك تصنيع المقدمة وتركيب الأخشاب تدريجيًا حتى اكتمال التصميم. يُستخدم في ذلك خشب التوت للشاسيه والداخل، والخشب السويدي للجوانب، ويُغطى المركب بالأبلكاش قبل طلائه ومعالجة الفواصل للحفاظ عليه.

وأوضح شطا أن هناك فترة انتظار لتجفيف الخشب قبل تركيب الأجزاء الأخرى، وتستغرق صناعة المركب عادة نحو شهر، لكن قد تطول المدة حسب جاهزية الزبون في دفع التكاليف، فبعضهم يدفع بالتقسيط، مما يؤخر التسليم، وآخرون يسددون المبلغ كاملًا فيُنجز المركب خلال أقل من شهر.

ويتابع: "بعض الصيادين يطلبون صيانة للمراكب القديمة بدلاً من شراء جديدة بسبب ارتفاع التكاليف، فالمركب مثل أي شيء له عمر افتراضي".

ويضيف: "نشتري الخشب من محافظات أخرى، خاصة خشب التوت الذي يُعد أساسيًا في صناعة الشاسيه والتفاصيل الداخلية، لأنه غير متوفر بكثرة في الإسماعيلية". واختتم حديثه قائلاً: "أنا وأولادي نواصل العمل في هذه المهنة حفاظًا عليها من الاندثار، فهي تراث عائلتنا وذكرى أجدادنا الذين أفنوا حياتهم فيها".