أهالي سيناء يتحدثون في ذكرى التحرير: لن نفرّط في شبر من أرض رُويت بالدم "صور"

الشيخ صلاح جاسر

شمال سيناء ـ محمد حسين

الجمعة، 25 أبريل 2025 08:00 ص

تحل الذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء من العدو، فى واحدة من أعظم المحطات الوطنية في تاريخنا.

ويمثل هذا اليوم لأهالي سيناء مناسبة خاصة تعكس ارتباطهم الوثيق بالأرض واعتزازهم بما قدموه خلال فترات الاحتلال، من مقاومة وصمود، وصولاً إلى المشاركة في معارك الدولة ضد الإرهاب، واليوم معركة التنمية والبناء.

الشيخ صلاح جاسر أبو شيتة أحد رموز مدينة العريش، عبّر عن فخره بأن تأتي ذكرى التحرير هذا العام وقد تحولت سيناء إلى ورشة عمل تنموية ضخمة، قائلاً: "من طالع السعد أن نتحدث عن تحرير سيناء ونحن نرى الطرق تُمهد، والميناء العملاق على شاطئ العريش في طور التشييد، ونقولها بكل وضوح: لن نفرط في شبر من سيناء، هذه الأرض التي تحررت بالدم وتُعمر بالعرق".

من جانبه، قال الشيخ سلامة الأحمر الدلح من قرية وادي العمر بمركز الحسنة ، إن عيد تحرير سيناء يمثل عيد النصر وعيد انطلاق التنمية في آن واحد، مشيرًا إلى أن الاحتفال هذا العام له طعم خاص بعد دحر الإرهاب وعودة مظاهر العمران بقوة.

وأكد الشيخ محمد نافل من مشايخ بئر العبد، أن سيناء كانت دائمًا عنوانًا للفداء، وها هي اليوم تسجل صفحة جديدة من العطاء، وتُكمل رحلة التعمير بسواعد مخلصة من أبنائها، قائلاً: "كل روح قدمت فداءً للوطن نُحييها اليوم، وكل يد تبني وتُعمر هي استمرار لنفس الروح".

أما الشيخ عبد الفتاح الأطرش من مشايخ مركز الشيخ زويد، فقد استعاد مشاهد النصر "تحررت سيناء في أكتوبر 1973 واستكمل التحرير في أبريل 1982، واليوم نعيش ملاحم تعمير جديدة.. واجهنا الإرهاب وانتصرنا عليه بتكاتفنا مع رجال الأمن، ولن نقبل بأي محاولة لانتزاع الأرض أو تهجيرنا، فهي أرض مصرية وستبقى".

ويضيف الشيخ ذياب الفايدي من رموز وسط سيناء، أن معارك سيناء لا تتوقف، فهي تتجدد بمعارك التنمية والانطلاق، ويقول: "نُحيي أرواح الشهداء، ونعاهدهم بأن تضحياتهم لم تذهب هدرًا، فسيناء اليوم تشهد تنمية حقيقية تستحق التقدير".

من جنوب رفح، قال الشيخ عيد أبو سنجر من قرية البرث، إن يوم 25 أبريل هو عيد الاستقلال والحرية والتنمية، وهو تاريخ محفور في الوجدان، مضيفًا: "نستعيد ذكرى الأبطال الذين سطروا بدمائهم ملاحم النصر مع القوات المسلحة، واليوم نواصل المسيرة بفخر".

أما الشيخ حمدان سبته من قبيلة بني فخر بالعريش، فقد وجّه التحية لأسر الشهداء وأعرب عن امتنانه للدولة على ما تبذله من جهود حقيقية في تنمية سيناء.

وأكد الشيخ محمد الخليلي من مشايخ أولاد سليمان بالعريش، أن رايات الوطن رفرفت على أرض سيناء بدماء الشهداء، قائلاً: "علينا أن نحافظ على ما تحقق، ونقف خلف قيادتنا السياسية، فما نراه اليوم من مشروعات في المدن الجديدة وجامعة العريش وتطوير الميناء، هو ثمرة هذا التكاتف".

وأشار إلى التوسع في الزراعة، خاصة الزيتون، المحصول الذي أصبح عنوانًا للنهضة الزراعية في شمال سيناء.

الشيخ عزمي أبو مليح من قبيلة الرميلات برفح، وصف ذكرى التحرير بأنها من أعظم الأيام، وقال: "نحتفل هذه السنة بانتصار فوق انتصار، عيد له طعم خاص لأنه يتوج مسيرة من النضال والصمود والتنمية".

ومن العريش، قال الشيخ محمد السيد شراب: "نهنئ القيادة السياسية ونتذكر الشهداء الذين رووا أرض سيناء بدمائهم الطاهرة، وهذه الدماء تُثمر اليوم في شكل تنمية وزراعة وعمران يشهد به الواقع".

الشيخ هاني أيوب من العريش، استعاد ذكريات الطفولة قائلاً: "نتذكر يوم التحرير وكنا أطفالًا نحتفل بعودة الأرض، واليوم نحتفل ببناء المستقبل، وسيناء كانت وستظل جزءًا لا يتجزأ من مصر".

أما حسين سلمان الحُسيسة من عواقل وسط سيناء، فاعتبر يوم 25 أبريل عيدًا للسلام والاستقرار، وقال: "نحتفل اليوم بالتنمية والأمن، وهو عيد من أعياد مصر كما هو عيد لسيناء".

عبد الفتاح الإمام مدير مركز إعلام العريش، وصف هذا اليوم بأنه عيد لكل المصريين، قائلاً: "نشهد اليوم ثمار التنمية في رفح الجديدة والميناء ومحطات المياه وغيرها من المشاريع، والخير قادم بإذن الله".

وبدوره أشار الدكتور شاكر بدوي أحد رجال التعليم بشمال سيناء، ان ما شهدته شمال سيناء من اهتمام بالتعليم من الدولة بعد تحرير سيناء يأتي ثمره، واليوم نجد المدارس تنتشر في كل حي وقرية ومنطقة، وهذا أوجد أجيال حاصلة علي حقها في التعليم وكم من أصحاب الخبرات العلمية المرموقة من المتميزين، وكان من أعظم هدايا الدولة في مجال التعليم إنشاء جامعة العريش التي كل عام نشاهد استحداث كليات جديدة.

في ذكرى تحرير سيناء، تُجدد الذاكرة الوطنية عهدها مع الأرض، وتُثبت أن سيناء لم تكن فقط ميدان معارك ، بل ساحة مستمرة للنضال والمقاومة والبناء، من أجل مستقبل يليق بتاريخها وتضحيات أبنائها.