ذكرى بدء أعمال حفر قناة السويس عام 1859.. ما دور ديليسبس؟

في بورسعيد، وضع حجر الأساس لقناة السويس، فى مثل هذه اليوم لعام 1895، وهي ممر مائي اصطناعي مصمم ليمتد لمسافة 101 ميل عبر برزخ السويس، ويربط بين البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، وكان فرديناند ديليسبس الدبلوماسي الفرنسي الذي نظم هذا المشروع الضخم، هو من أطلق شرارة البدء في أعمال البناء.
شقت القنوات في منطقة السويس، التي تربط قارتي آسيا وأفريقيا منذ العصور القديمة، في عهد البطالمة في مصر، وربطت قناة البحيرات المرة بالبحر الأحمر، وامتدت قناة أخرى شمالًا من بحيرة التمساح حتى نهر النيل، وتهالكت هذه القنوات أو دمرت عمدًا لأسباب عسكرية، وفي أوائل القرن الخامس عشر، فكر الأوروبيون في بناء قناة عبر السويس، مما يسمح للتجار بالإبحار من البحر الأبيض المتوسط إلى المحيط الهندي عبر البحر الأحمر، بدلًا من الإبحار مسافة طويلة حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا.
أُجرى أول مسح جاد للبرزخ خلال الاحتلال الفرنسي لمصر في نهاية القرن الثامن عشر، حيث تفقد الجنرال نابليون بونابرت بنفسه بقايا قناة قديمة، وأجرت فرنسا دراسات إضافية لشق قناة، وفي عام 1845، أبرم فرديناند ديليسبس، القنصل الفرنسي السابق في القاهرة، اتفاقية مع الحاكم العثماني لمصر لشق قناة، وضع فريق دولي من المهندسين خطة البناء، وفي عام 1856 تأسست شركة قناة السويس ومنحت حق تشغيل القناة لمدة 99عامًا بعد اكتمال العمل.
بدأ البناء في أبريل 1859، وكان الحفر في البداية يدويًا باستخدام المعاول والمجارف لاحقًا، وصل عمال أوروبيون مزودون بالكراكات والمجارف البخارية. أبطأت النزاعات العمالية ووباء الكوليرا عملية البناء، ولم يُكتمل بناء قناة السويس إلا في عام 1869، أي متأخرًا أربع سنوات عن الموعد المحدد.
في 17 نوفمبر 1869، افتُتح مشروع قناة السويس رسميًا في حفلٍ ضخم حضرته الإمبراطورة الفرنسية أوجيني، زوجة نابليون الثالث وحاول فرديناند ديليسبس لاحقًا، دون جدوى، شق قناة عبر برزخ بنما قبل أن يتوفي عام 1894.
Trending Plus