رئة الأرض فى خطر.. محاولات لإنقاذ غابات الأمازون واستعادة 6 مليون هكتار.. البرازيل تترأس المبادرة وتخصص 150 مليون ريال برازيلى.. تدهور الغابات بنحو 500% بسبب قطع الأشجار والحرائق.. وتغير المناخ أبرز الأسباب

تستمر محاولات إنقاذ غابات الأمازون المعروفة بـ"رئة الأرض" فى الوقت الذى تمر بالعديد من التحديات أبرزها تغير المناخ، وإزالة الغابات وقطع الأشجار بالإضافة إلى الحرائق التي قضت على جزء كبير منها، ووصل تدهور رئة الأرض لمساحة 36379 كيلومترًا مربعًا، وذلك خلال عام 2024، بنسبة أكبر 500% من عام 2023.
وأطلقت الحكومة الفيدرالية في برازيليا دعوتها العامة الثالثة لتقديم مقترحات لمشروع "استعادة الأمازون" وسيتم تمويل مبادرة لإنقاذ الأمازون بمبلغ 150 مليون ريال برازيلي من صندوق الأمازون.
وسيتم إعطاء الأولوية لمبادرات الاستعادة البيئية التي تستخدم الأنواع المحلية، وأنظمة الزراعة الحراجية، وإنتاج الغذاء. ويعد البرنامج عبارة عن تعاون بين وزارتي البيئة وتغير المناخ والتنمية الزراعية، إلى جانب البنك الوطني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية (BNDES).
وتغطى الدعوة ثلاث مناطق كبرى: الأولى تشمل ولايات أمازوناس وأكري وروندونيا؛ والثاني ماتو جروسو وتوكانتينز. والثالث بارا ومارانهاو. وستحصل كل منطقة على 46 مليون ريال برازيلي.
وذكرت وزيرة البيئة والتغير المناخي، مارينا سيلفا، أن الهدف هو استعادة ستة ملايين هكتار من الغابات في مناطق إزالة الغابات الرئيسية في منطقة الأمازون، والمعروفة باسم قوس الاستعادة، والتي تشمل أراضي السكان الأصليين.
وأوضحت: "لقد كنا نطالب باستمرار بتخصيص الموارد لتعزيز قدرات أقسام الإطفاء لمكافحة الحرائق أو استعادة ما تم تدميره".
ويجب أن تغطي المقترحات مناطق تتراوح بين 50 إلى 200 هكتار، بتمويل يتراوح بين 1.5 مليون ريال برازيلي إلى 9 ملايين ريال برازيلي، ويجب أن تشمل مشاركة السكان الأصليين في المشاريع. سيتم فتح باب التقديم حتى 19 يوليو.
وخلال إطلاق الدعوة لتقديم المقترحات، سلط الوزير الضوء على الجهود المبذولة للحد من إزالة الغابات وانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والتي تساهم في جذب المزيد من التبرعات لصندوق الأمازون، وقال "خلال العامين الماضيين، نجحنا في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 450 مليون طن، وهو ما سمح لنا بمضاعفة التمويل المخصص لصندوق الأمازون".
مخاوف من زيادة نسبة الحرائق بحلول الصيف
وفى الوقت الذى تستعد فيه الأمازون لارتفاع فى درجات الحرارة ، تزداد المخاوف من زيادة نسبه الحرائق مرة آخرى، حيث ذكر معهد "إيمازون" أن الزيادة الكبيرة فى المساحة المتدهورة فى منطقة الأمازون كانت بسبب زيادة الحرائق، خاصة فى شهرى أغسطس وسبتمبر من العام الماضى، وتقول لاريسا أموريم، الباحثة فى معهد إيمازون: "فى هذين الشهرين، زاد التحلل بنسبة تزيد عن 1000%".
وأشار التقرير الذى نشرته بوابة أو جلوبو البرازيلية إلى أن الحرائق التى اندلعت فى عام 2024 كانت بسبب الجفاف الشديد الذى شهدته المنطقة، وهى الظاهرة التى حدثت أيضًا فى عام 2023، مما زاد من تعرض الغابات للنيران، وتسببت الحرائق التى اندلعت بين يونيو وأغسطس الماضى فقط فى انبعاث 31.5 مليون طن من ثانى أكسيد الكربون، وهو حجم أعلى بنسبة 60% من ذلك المسجل فى نفس الفترة من العام الماضى.
وبحسب الدراسة، حدث التدهور فى منطقة الأمازون البرازيلية على الرغم من انخفاض إزالة الغابات، حيث يشير تقرير آخر صادر عن معهد أبحاث البيئة فى الأمازون (IPAM) إلى أن حرائق غابات الأمازون زادت العام الماضى بنسبة 64% مقارنة بعام 2023. وبلغت المساحة المحروقة 2.46 مليون هكتار، بينما وصلت فى عام 2023 إلى 1.49 مليون هكتار. وشهد شهر سبتمبر أعلى تركيز للحرائق، حيث احترق 756.300 هكتار، وسجلت غابات الأمازون أكثر من 136 ألف حريق فى 2024.
الجريمة المنظمة والإفلات من العقاب
والعائق الرئيسى حسب الباحثين هو الجريمة المنظمة، ووفقا لصحيفة انفوباى الارجنتنية فإن مجموعات كبيرة مرتبطة بالاتجار بالمخدرات، تعمل على تنويع أنشطتها لتشمل ما هو أبعد من الاتجار بالمخدرات. إنهم يدخلون فى أعمال إجرامية مثل المضاربة فى الأراضى، على سبيل المثال، الاستيلاء على الأراضى، وهى تجارة مربحة للغاية، التعدين، وخاصة تعدين الذهب، قطع الأشجار غير المشروع والاتجار بالحياة البرية. وهناك عنصر مهم آخر وهو تصرف بعض الحكومات المحلية. على سبيل المثال، هناك حاجة إلى تحسين عملية الترخيص.
وحن بحاجة إلى أن يكون لدينا سيطرة أفضل وشفافية أكبر حول ما هو قانونى وما هو غير قانونى. ويضيف ألينكار قائلاً: "وهذا لا يعتمد على الحكومة الفيدرالية، بل على حكومات كل ولاية".
Trending Plus