سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 25 أبريل 1979.. تبادل وثائق معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل فى احتفال تأخر بسبب عدم تسليم ممثل الجانب الإسرائيلى وثيقة الحكم الذاتى فى الضفة الغربية وقطاع غزة

معاهدة السلام
معاهدة السلام
سعيد الشحات

كانت الساعة الخامسة و10 دقائق بعد ظهر يوم 25 أبريل، مثل هذا اليوم، عام 1979 حين تبادلت مصر وإسرائيل وثائق التصديق على معاهدة السلام بينهما والوثائق المرتبطة بها، والتى وقعها الرئيس السادات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية مناحم بيجين والرئيس الأمريكى جيمى كارتر بحديقة البيت الأبيض فى العاصمة الأمريكية واشنطن قبل شهر وتحديدا فى يوم 26 مارس 1979.


بدأ الحفل متأخرا ساعتين عن موعده حسبما تذكر جريدة الأهرام فى عددها يوم 26 أبريل 1979، بسبب أزمة ظهرت فى اللحظة الأخيرة، وكان السفير سعد عفرة وكيل وزارة الخارجية هو الذى يمثل مصر فى الاحتفال، ويمثله من الجانب الإسرائيلى إلياهو بن ألِيسار مدير مكتب مناحم بيجين، وأول من شغل موقع السفير الإسرائيلى فى القاهرة، كما حضر السفير الأمريكى فى القاهرة «هرمان إيلتس»، وتذكر «الأهرام» أن الاحتفال تأخر بسبب رفض سعد عفرة استلام وثائق المعاهدة لعدم وجود وثيقة الحكم الذاتى للضفة الغربية وقطاع غزة ضمن أوراقها، رغم أن السادات وبيجين وكارتر قاموا بالتوقيع عليها فى واشنطن مع التوقيع على معاهدة السلام، وكذلك الخطابات المتبادلة بين السادات وبيجين حول هذه القضية.


تذكر «الأهرام»، أن السفير المصرى حين وجد الوثائق غير مكتملة، طلب بوضوح تأجيل الاحتفال إلى أن يجرى اتصالاته بقيادته السياسية، واتصل بالفعل بالدكتور مصطفى خليل رئيس الحكومة المصرية، والذى رد عليه بأنه لا بد من تبادل الوثائق كاملة، وبناء على ذلك أبلغ «عفرة» ممثل الجانب الإسرائيلى أن التعليمات لديه تقضى بأن يستلم الوثائق كاملة أو العودة فورا إلى القاهرة، وبعد تبادل الاتصالات التى أجراها «بن أليسار» مع حكومته قرر تسليم كل الوثائق، وفور ذلك أعلن المذيع الأمريكى أن الحفل سيبدأ بعد دقائق، وأنه تقرر إلغاء حفل الاستقبال الذى سيعقبه بسبب هبوط الظلام.


أقيم الاحتفال فى محطة الإنذار الأمريكية فوق هضبة «أم خشيب»، وتطل على صحراء سيناء التى تحيط بها من كل جانب، وتذكر الأهرام، أن العمل فى هذه المحطة بدأ بعد توقيع قرار إقامتها من الرئيس الأمريكى جيرالد فورد يوم 12 يناير 1976 وبموافقة الطرفين المصرى والإسرائيلى، وتضيف «الأهرام»، أنه فى يوم 4 يوليو 1976 تم إنشاء القاعدة الدائمة للمراقبة وتضم 22 من الموظفين الأمريكيين، و140 فنيا، ومجموعهم 162 وكلهم من المدنيين.


تضيف الأهرام، أنه بعد حل المشكلة بتقديم الوفد الإسرائيلى كل وثائق المعاهدة، صعد رؤساء الوفود على المنصة، سعد عفرة، وإلياهو بين اليسار، والسفير الأمريكى هيرمان إيلتس، ثم قامت وحدتان من الجيشين المصرى والإسرائيلى بعزف النشيد المصرى والإسرائيلى، وتقدم رئيس كل وفد ليسلم وثائق المعاهدة إلى الجانب الآخر على المنصة العالية، بعد أن مر الوفدان معا على حرس الشرف المؤلف من جنود الفرقتين المصرية والإسرائيلية.


وألقى سعد عفرة، كلمة قال فيها إن معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية تدخل اليوم حيز التنفيذ كخطوة مهمة وجزء من عملية السلام الشامل للمنطقة، وتسوية النزاع العربى الإسرائيلى من كافة جوانبه وعناصره، وأضاف أن السلام الشامل يرتكز على تسوية المشكلة الفلسطينية من كل جوانبها، وقال، إن تبادل وثائق التصديق لمعاهدة السلام يعطى إشارة البدء للتنفيذ الفورى لخطوات إقامة السلام كما نصت عليها المعاهدة والاتفاق الخاص بالضفة الغربية وقطاع غزة ، وفى خلال شهرين من اليوم سوف تبدأ المفاوضات بخطوات إقامة الحكم الذاتى الكامل للضفة الغربية وقطاع غزة، وفقا للجدول الزمنى المتفق عليه.


وعبر «بن أليسار» عن سعادته بهذه اللحظة، مشيرا إلى أنه من اليوم سنبدأ طريق السلام، وقال السفير الأمريكى، إن توقيع هذا الاتفاق والتصديق عليه معناه أن الشرق الأوسط لم يعد كما كان عليه، وسوف تسكت المدافع فى هذا الجزء من العالم، وسوف يرتبط ذلك بالدعم الاقتصادى، وأن الهدف ليس فقط تحقيق السلام ولكن المهمة الكبرى هى تحسين الحياة لشعبىّ مصر وإسرائيل اللذين عاشا فى صراع لم يكن له مثيل فى العالم من ناحية العمق والخطورة والتدمير، ولم تكن هناك مشكلة يمكن أن تكون أكثر تعقيدا من هذه المشكلة.


كانت «أم خشيب» تشهد هذا الحدث، وفى القاهرة كان هناك حدث آخر وهو زيارة وزير الدفاع الإسرائيلى عايزرا وايزمان وزوجته، واستقبله وزير الدفاع المصرى الفريق كمال حسن على، والذى حذر عقب استقباله من استمرار بناء المستوطنات فى الضفة الغربية وغزة ، وقال: «إن تطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل سوف يكون عسيرا للغاية إذا استمرت إسرائيل فى إقامة المستوطنات فى الضفة الغربية وغزة فى القوت الذى نناقش فيه مشكلة فلسطين، فى حين قال وايزمان إن الهدف من الزيارة هو بحث ترتيبات الجيش الإسرائيلى من العريش ورأس محمد ثم إلى الحدود الدولية، وتطبيع العلاقات استكمالا بما بدأه الرئيس السادات بمبادرته فى نوفمبر 1977.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أتلتيكو مدريد يتلقى خسارة قاتلة أمام إسبانيول في الدوري الاسباني.. فيديو

موعد مباراة الأهلي وغزل المحلة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

445 مليون دولار عالميا لفيلم The Fantastic Four: First Steps منذ يوليو الماضى

عبد الله مجدى يغيب عن سيراميكا لمدة 3 أسابيع للإصابة بمزق الضامة

الرمادى: محمد السيد من مصلحته التجديد للزمالك.. وفتوح لا يستحق البيع


فييرا: الزمالك يحتاج صفقتين خبرة وألفينا رائع والمال سبب انتقال زيزو للأهلى

ولى عهد الأردن يعيد تفعيل نظام "خدمة العلم" وسط تحديات إقليمية

إخلاء سبيل التيك توكر علاء الساحر في تهمة احتجاز شخص والاعتداء عليه

تفاصيل وموعد أول أيام شهر رمضان 2026 فلكياً

محمود سعد: أنغام تعانى من ألم شديد والأكل فى تراجع ومفيش كلام عن موعد خروج


مصور واقعة "مطاردة فتيات الواحات" يكشف كواليس لم ترصدها كاميرا هاتفه

الاتحاد السكندري يفتقد جهود محمود علاء أسبوعين بسبب الضامة

الداخلية تكشف تفاصيل تعدى شخص على زوجة شقيقه فى الزقازيق بالشرقية

الداخلية تعيد شخصا من ذوى الهمم إلى أسرته بمركز سنهور فى الفيوم

التعادل السلبى يحسم مواجهة تشيلسي ضد كريستال بالاس فى الدوري الإنجليزي

توجيه رئاسى بمواصلة دعم قدرات شبكات الاتصالات وتوسيع مناطق التغطية.. إنفوجراف

وفاة المطرب نور محفوظ.. وبسنت النبراوى تنعيه

موعد المولد النبوى الشريف 2025.. ذكرى ميلاد خير البشرية

اهتمام الصحافة يتركز على سر شعر بيرس بروسنان في عرض فيلمه The Thursday Murder Club

ترتيب الدوري المصري بعد نهاية الجولة الثانية.. المصري البورسعيدى يتصدر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى