سياسة الأحزاب المصرية

الفلسفة التي تقوم عليها سياسة الأحزاب المصرية، لا تنفك عن تنمية ربوع الوطن الحبيب في شتى مجالاته؛ لذا تبذل الجهود سواءً أكانت سياسية، أم مجتمعية، أم توعوية، على المستوى الميداني؛ من أجل غاية عظمي، تتمثل في نهضة هذا الوطن، الذي يسكن في قلوب جميع المصريين، دون استثناء، في الداخل والخارج، وبالطبع ندرك أن بوابة الأحزاب لها مبادئ حاكمة، تعزز الحرية؛ لكن في صورتها المسئولية، التي تجعلها أداة بناء، لا معول هدم.
الحفاظ على الدولة ومؤسساتها الوطنية، مسلمة تعضدها الممارسات السياسية، التي تتمخض عن أحزابنا الوطنية، سواءً المؤيدة والمعارضة، وهنا تجد أن للديمقراطية مناخًا يدفع للأمام، وعبر المنابر الحزبية، يتم تناول ما يواجه الوطن من تحديات أو مخاطر؛ فتجيش وحدة الكلمة، والرباط، نحو كل ما من شأنه يشكل مساندة للقيادة؛ كي تتخذ الإجراءات التي تحمى مقدرات البلاد، وتحقق ماهية الأمن القومي في أبعاده المختلفة.
الالتفاف حول قضايا الوطن، يعني الدفع المباشر للأهداف، التي أعلنتها استراتيجية الدولة، ورؤيتها الطموحة، وهنا يأتي الدور الحزبي؛ حيث المتابعة التشريعية والميدانية؛ كي يتم الاطمئنان على سريان العمل الجاد، بكافة مؤسسات الدولة، وأن ملامح الفساد أو الإفساد، لا مكان ولا مجال لها؛ فالعبث بالمقدرات، أو التراخي عن أداء المهام والقيام بالمسئوليات، أو التهاون في حقوق الشعب والدولة، تحاربه الجهات المعنية، وفي مقدمتها الأحزاب السياسية، التي تكشف عن مواطن الضعف، أو القصور، وتقدم الرؤى الإصلاحية بصورة مستدامة.
كل من يمتلك المقدرة على العطاء وتحمل مشاق العمل العام، يمكنه أن يرد بوابة الأحزاب السياسية؛ ليصبح من منتسبيها، والمكلفين بمهام محددة، يؤديها بالوجهة الصحيحة المخطط لها سلفًا، وهنا نؤكد على سياسة الاستيعاب والاحتواء؛ فطاقات الشباب والكبار من خلال الأحزاب، توجه من أجل هذا الوطن الكبير؛ كي تنمو موارده، وتعظم مقدراته، ويصبح شعبه قادرًا دومًا على مواجهة الصعاب، تحت ريادة وقيادة رشيدة، تستهدف الإعمار بصورة مقصودة، منذ أن تولت إدارة شئون تلكم البلاد المتفردة.
التنافسية من أجل الريادة شعار حزبي مشروع؛ لكن الصراع وصور التحايل والتزييف ومحبة الظهور لغاية الشهرة، شعارات لا محل لها من الاهتمام، لدى كافة المخلصين بدوائر العمل الحزبي؛ فالفلسفة الرئيسة للدولة تقوم على قيم مجتمعية نبيلة، غايتها الرئيسة تنمية هذا المجتمع المصري، صاحب الحضارة والتاريخ المجيد؛ لذا تبذل الجهود المضنية المؤسسية الرسمية وغير الرسمية على مدار الساعة؛ كي تصبح بلادنا عامرة آمنة مطمئنة، تستهدف أن تصل لمراحل الرخاء والحياة الكريمة مكتملة الأركان.
قيمنا المجتمعية النبيلة الراسخة في أذهاننا، نتاجها موجه نحو كافة فئات المجتمع؛ ومن ثم صار تنمية الوعي السياسي أمرًا حتميًا، من خلال بوابة الأحزاب السياسية المصرية؛ كي تتسع دائرة النضج السياسي أكثر وأكثر، وتتزايد أطر المشاركة السياسية بالصورة التي تعضد ماهية الاستقرار والاندماج المجتمعي، تحت راية كبرى مرسوم عليها شعار الوطنية، وهذا بالطبع يلزمه عمل متواصل مخطط، يقدم بشكل مقصود، لكافة أطياف المجتمع المصري.
ما يجري في غرف الأنظمة الحزبية المغلقة، يجب أن يضطلع عليه الجمهور؛ كي يستوعب ويتعرف الجهود المخطط لها على أرض الواقع؛ ومن ثم يصبح ظهيرًا مساندًا للبرامج الثرية القابلة للتحقيق، ولها آليات تنفيذية واضحة على الأرض؛ فقد غدت الاحتياجات والمتطلبات الشعبية في قمة هرم الأولويات، وهذا ما ينبغي أن تركز عليها جميع الأحزاب السياسية المصرية في أجندتها، وبرامجها الموجهة، بل وتعلنها بالطرائق سريعة الانتشار، عبر البوابات الإعلامية المختلفة.
سياسة الأحزاب المصرية ينبغي أن تستهدف بصورة واضحة لا مراء فيها العمل الممنهج؛ من أجل تعزيز قيم الولاء لقائد المسيرة، فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورموز الدولة الوطنية، وتعضيد قيمة الانتماء للوطن؛ فقد أكدنا مرارًا على أن الولاء والانتماء، قيمتان لا تنفكان عن بعضهما، ومن خلالهما تحدث التنمية والبناء والنهضة، وفي خضم المعنى العميق لهما، يستطيع المجتمع أن يصون مقدراته، ويحافظ على عزته وكرامته، ويحيا حياة مليئة بالتفاؤل، نحو مستقبل ترسمه أفعاله وعقيدته، نحو فلسفة المواطنة الصالحة.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
Trending Plus