عيد تحرير سيناء.. وتجليات المعركة الرابعة على أرض الفيروز

سيناء فى قلب كل المصريين، وستظل معارك وتضحيات أبطالنا نموذجا للصمود، ورمزا للاعتزاز والفخر، بعد حرب أكتوبر المجيد، ورفع العلم المصرى على كل شبر منها بعد استرداد طابا الغالية التى تعد المعركة الثالثة بعد معركة أكتوبر، والذى توجت بالنصر، وبعد معركة التفاوض والسياسة والتى انتهت باتفاقية السلام، لكن ما أود تسليط الضوء عليه فى ظل احتفالنا بذكرى تحرير سيناء الثلاثة والأربعين، المعركة الرابعة، وهى معركة التنمية والكرامة وهذه المعركة لا تقل أهمية عن المعارك السابقة، فيكفى أن هذه المعركة جاءت بعد إرهاب وتحديات خطيرة تحاك ضد الوطن.
وأعتقد، أن ما يؤكد عظمة ما تم فى سيناء الآن فى ظل هذه الأخطار، أن نتذكر أنه وفقا لاتفاقية السلام، قسمت سيناء لثلاث مناطق؛ أ، ب،ج، ونصت الاتفاقية على تواجد قوات عسكرية مصرية في المنطقة "أ"، ويقتصر التواجد في المنطقة "ب" على قوات حرس الحدود والأمن المركزي، بينما لا تتواجد أي قوات عسكرية في المنطقة "ج"، إلا بالتنسيق بين مصر وإسرائيل، وهو ما نجح فى تحقيقه الرئيس السيسى، حيث تم تعديل الاتفاقية الأمنية، بتواجد القوات العسكرية المصرية في المنطقة "ج"، لتبسط القوات المسلحة المصرية سيطرتها على كامل الحدود وعلى كل شبر فى أرض الفيروز.
لذلك، ما حدث هو انتصار تاريخى، بل لم تكتفي الدولة المصرية بهذا، وإنما قررت أن تحقق المعادلة الصعبة وهو استهداف التنمية المستدامة بالتزامن مع القضاء على الإرهاب وبسط الأمن فى كل ربوع المحروسة وفى القلب منها سيناء، وبالفعل، بدأت التنمية بربط سيناء بمحافظات مصر من خلال مشروعات قومية سواء بزراعة ٢ مليون فدان ، وإنشاء مدن جديدة، وأنفاق ، وجامعات، فضلا عن إنشاء موانئ ونموذجا ميناء العريش وميناء شرق بورسعيد، غير مشروعات البنية التحتية من صرف صحي ونصف طرق ومشروعات تستهدف جذب ملايين المصريين.
وأهم تحرك للدولة المصرية فى تعمير سيناء، استهداف زيادة تعداد سكان سيناء لنحو ستة ملايين مصري ، بحلول عام 2030، بعد جعلها منطقة جاذبة للسكان، بتوفير فرص العمل ، في مختلف المشروعات التنموية التي تقام على أرضها، وهذا سيكون بمثابة انتصار كبير لكي لا تكون مرتعاً للإرهاب، أو مطمعاً لإسرائيل، وغيرها، لتهجير أهالي غزة إليها، فضلا عن إعادة توطين البدو الرحل في قرى جديدة ، حيث تم منح كل أسرة بدوية ٦ أفدنة لزراعتها ومنزل ريفي يتناسب مع أسلوب معيشتهم، إضافة إلى إنشاء مدارس وفصول تعليمية ووحدات صحية ، إلى جانب ثلاث جامعات في شرق بورسعيد، وشرق الإسماعيلية، وجنوب سيناء، لاستيعاب طلاب سيناء بدلًا من اضطرارهم للانتقال إلى جامعات مدن القناة أو القاهرة.
وأخيرا.. ما حدث فى سيناء وما يحدث الآن من تنمية وأمن ، هو من ساهم بقوة فى تحقيق التوازن الاستراتيجي والردع الاستراتيجي لمواجهة كل الاخطار والتهديدات فى ظل ما يجرى فى غزة وما يدور فى البحر الأحمر والبحر المتوسط من حروب وصراعات وما يتعرض إليه مصر من تحديات على حدودها الجنوبية والغربية والشمالية والشرقية، وكل هذا بفضل الرؤية الاستشرافية للقيادة السياسية ، دامت مصر قوية قادرة ملهمة..
Trending Plus