هل اقتربت نهاية العالم بعد وفاة البابا فرنسيس؟.. اعرف الحكاية

غمرت وفاة البابا فرنسيس الكاثوليك في جميع أنحاء العالم بحالة من الحزن العميق، إذ عرف بتواضعه، ومناصرته للفقراء، وجهوده الدؤوبة لإصلاح الكنيسة الكاثوليكية، ويمثل رحيله نهاية بابوية حظيت باحترام واسع ومحبة كبيرة.
وفيما يترقب الجميع ما سيحدث لاحقًا، تعود نبوءة قديمة عمرها قرون إلى الواجهة، تنسب إلى القديس ملاخي رئيس أساقفة أيرلندي في القرن الثاني عشر، تُعرف هذه النبوءة باسم "نبوءة الباباوات"، وتُدرج 112 بابا مستقبليًا، تصف كلًا منهم بعبارة لاتينية غامضة، وتنتهي بالبابا الأخير المعروف باسم "بطرس الرومانى".
وفقًا لهذه النبوءة، سيقود بطرس الروماني الكنيسة الكاثوليكية خلال محن عظيمة، تعقبها نهاية روما، مما ينذر بيوم القيامة، فهل كان البابا فرنسيس، البابا السادس والستون بعد المئة، هو بطرس الروماني المتنبأ به؟ إذا صح ذلك فقد تمثل وفاته بداية عصر كارثي.
وُلد القديس ملاخي، واسمه الأصلي Máel Máedóc Ua Morgair، عام 1094 في أرماغ أيرلندا، وكان شخصية بارزة في الكنيسة الكاثوليكية الأيرلندية، وهو أول أيرلندي يعلن قداسته.
خلال زيارة له إلى روما عام 1139، يقال إنه رأى رؤيا تصور سلسلة من الباباوات المستقبليين، وصف كلًا منهم بعبارة لاتينية قصيرة، تبدأ النبوءة بالبابا سلستين الثاني (المنتخب عام 1143)، وتنتهي بآخر بابا، بطرس الروماني، لم تنشر هذه النبوءة إلا في عام 1595، حين أدرجها الراهب البنديكتي أرنولد ويون في كتابه "شجرة الحياة" (Lignum Vitae).
ويقال فى الكتاب وفقا للنبوءة "سيحكم بطرس الروماني، الذي سيرعى قطيعه وسط محن عظيمة، وبعد ذلك ستدمر المدينة ذات التلال السبع، وسيحكم القاضي الرهيب الناس للنهاية"، حظيت نبوءة الباباوات باهتمام واسع، وأثارت جدلًا كبيرًا بسبب ما يبدو أنه تطابق لافت بين أوصاف بعض الباباوات وتفاصيل حياتهم الفعلية.
مع ذلك، بدت دقة النبوءة تتضاءل بعد عام 1595، حيث أصبحت الشعارات أقل وضوحًا وأكثر غموضًا، وزاد التباسها بتضمين باباوات مزيفين واختلاف في عددهم عن السجل الرسمي للكنيسة.
أما البابا فرنسيس، فقد وُلد باسم خورخي ماريو بيرغوليو في الأرجنتين، وكان أول بابا يسوعي، وأول بابا من الأمريكتين، واختياره لاسم "فرنسيس"، تيمنًا بالقديس فرنسيس الأسيزي، عكس التزامه بالفقر والتواضع وحماية البيئة، ويفسر البعض ارتباطه بنبوءة "بطرس الروماني" بعدة أوجه: فوالد القديس فرنسيس الأسيزي كان يُدعى "بييترو" (بطرس بالإيطالية)، وأصول البابا فرنسيس إيطالية، ما قد يجعله "رومانيًا"، كما يرى البعض أن التحديات التى واجهها خلال بابويته، مثل فضائح الانتهاكات الجنسية وأزمة كوفيد-19، تُعد تجسيدًا لـ"المحن العظيمة" التي تنبأت بها النبوءة.

لدى العديد من الثقافات أساطير عن نهاية العالم، من راجناروك النوردية إلى كالي يوغا الهندوسية، مما يوحي بدافع بشري عالمي لتوقع التغيير الكارثي والاستعداد له، وترتبط نبوءة الباباوات بهذا الدافع، مذكرةً الكثيرين بهشاشة الحياة على المستويين الفردي والجماعي.
وتمثل وفاة البابا فرنسيس لحظةً محوريةً للكنيسة الكاثوليكية، بغض النظر عن دقة نبوءة الباباوات، تواجه الكنيسة تحديات جسيمة، مثل تراجع الحضور في الدول الغربية وفضائح الاعتداءات الجنسية المستمرة من قبل رجال الدين، سيخدم البابا القادم - بافتراض وجوده بالطبع - في بيئةٍ معقدة وهشة، بينما يواجه تحدي استبدال رجلٍ كان يحظى بشعبية واحترام واسعَي النطاق.
Trending Plus