المخدرات الصناعية.. خطر صامت يهدد المجتمع "فيديو"

لم تعد أسماء مثل "استروكس"، "شابو"، و"كريستال" مجرد كلمات رائجة على تطبيقات التواصل الاجتماعي أو نكات متداولة في الميمز، بل أصبحت تمثل تهديدًا حقيقيًا يتسلل إلى المجتمع في صمت، محمّلًا بمخاطر قاتلة لا يمكن التهاون معها.
تُعد هذه المواد من أخطر أنواع المخدرات الصناعية، إذ تُصنَّع داخل المعامل باستخدام مركبات كيميائية شديدة التأثير، بعضها كان يُستخدم سابقًا في أغراض طبية أو حربية، مثل "الميثامفيتامين" الذي استُخدم لتحفيز الجنود أثناء الحروب، أو مركب "THC الصناعي" المشابه للمادة الفعالة في الحشيش، ولكن بتركيبة أكثر خطورة.
تكمن خطورة هذه المواد في تأثيرها المباشر على الدماغ، حيث تمنح المتعاطي شعورًا لحظيًّا بالنشوة، يعقبه انهيار عصبي وحالة فراغ تدفعه إلى الإدمان. ويؤكد الخبراء أن هذه المخدرات تدمّر خلايا الدماغ، وتؤدي إلى الهلاوس، والارتباك، واضطرابات نفسية حادة، فضلًا عن آثار جسدية جسيمة كالفشل الكلوي، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، فضلًا عن ضعف الذاكرة والتركيز.
ولا تتوقف خطورة هذه المواد عند هذا الحد، بل تكمن أيضًا في صعوبة تحديد الجرعات الآمنة منها، إذ تختلف التركيبة من مرة لأخرى، ما قد يؤدي إلى التسمم، أو الغيبوبة، أو حتى الوفاة الفجائية. كما يصعب على الأجهزة الطبية والعلمية كشف بعض أنواعها بسبب تغيّر مكوناتها المستمر.
وتتخذ هذه المخدرات أشكالًا متعددة، منها الحبوب، والبودرة، والنقط، وأعشاب يتم رشها بمواد كيميائية، ما يزيد من صعوبة اكتشافها، خاصة مع انخفاض أسعارها وسهولة الحصول عليها.
ومن هذا المنطلق، تتعامل الدولة مع هذه القضية بمنتهى الجدية، لا لحماية الأفراد فقط من الإدمان، بل لحماية الأمن المجتمعي بأكمله، في ظل تنامي هذا الخطر الذي لم يعد مجرد وسيلة للهروب من الواقع، بل تحول إلى تهديد حقيقي لحياة الإنسان وسلامة من حوله
Trending Plus