سيناء تنهض.. إعمار شامل يرسم مستقبل الحياة على الرمال المقدسة.. رفح الجديدة مدينة تبعث الأمل فى شرايين أرض الفيروز.. شبكات طرق وأنفاق عملاقة وحقول الخير تكسو القرى.. وشواطئ العريش تتألق على خريطة السياحة.. صور

في الذكرى الثالثة والأربعين لتحريرها، تقف سيناء شامخة، تبعث برسالة قوية إلى العالم أجمع: أن الأرض التي طالما كانت مسرحًا للحروب وميدانًا للإرهاب، قد تحولت اليوم إلى أرض تعج بالحياة، تتنفس عملاً وتنمية.
لم تكن السنوات الماضية سهلة على سيناء. فقد عانت، وتألمت، وشهدت صراعًا مريرًا مع قوى الشر، لكن إرادة الحياة كانت أقوى. ها هي سيناء اليوم تمضي بخطى واثقة على درب البناء، تمسح عن جبينها غبار الإرهاب، وترتدي ثوب الأمل المزهر بالمشروعات العملاقة والتنمية الشاملة.
في مشهد يبعث على الفخر، بدأ مشروع تسكين مدينة رفح الجديدة. مدينة ولدت من رحم الألم لتكون عنوانًا للكرامة والحق. فوق الرمال التي لطالما شهدت نزيف المعاناة، شُيّدت بيوت جميلة تحمل بين جدرانها قصص العودة والأمل.
في كل ركن من أركان رفح الجديدة، تنبض الأرواح بالحياة. أطفال يلهون في ساحات الألعاب، وأمهات يزرعن في الشرفات أزهار الحلم، وآباء يتطلعون إلى مستقبل بات أخيرًا في متناول أيديهم. لم تعد رفح مجرد اسم ارتبط بالمآسي، بل أصبحت رمزًا للانتصار على الإرهاب.
ومن رفح الجديدة، تمتد الشرايين الحيوية إلى بقية سيناء. طرق جديدة تشق الصحاري، تربط المدن بالقرى، وتختصر المسافات بين الحلم والحقيقة. ها هي قضبان السكك الحديدية تصل مجددا إلى شمال سيناء، تحفر في الذاكرة لحظات تاريخية لا تُنسى.
وأنفاق تحت قناة السويس، جميعها تصنع معجزة اتصال سيناء بباقي جسد الوطن، بينما وسط سيناء، حيث كانت الصحراء ترتمي على امتداد الأفق بلا نهاية، تغير المشهد جذريًا. بُنيت تجمعات تنموية متكاملة، مخصصة لجذب السكان إلى هذه الرقعة البكر من الوطن.
كل تجمع سكني هو بذرة حياة: منازل حديثة، أراضٍ زراعية خصبة، مدارس، مساجد، ساحات رياضية، وأسواق نابضة. الأسر التي انتقلت إلى هذه التجمعات لم تحصل فقط على بيت، بل على حياة كاملة جديدة، تملؤها الكرامة والعمل.
كان الهدف طموحًا: توطين 3.5 مليون نسمة في سيناء، خلق مجتمعات جديدة تنبض بالنشاط، وتعيد رسم الخريطة السكانية للوطن، وتحمي الحدود الشرقية لمصر بالإنماء لا بالسلاح فقط.
وفي القرى التي عانت طويلاً من ويلات الحرب والإرهاب، اندلعت ثورة من نوع آخر: ثورة زراعية بيضاء. الحقول التي كانت يومًا صامتة باتت اليوم تغني بالأخضر. القمح، الزيتون، الفواكه والخضروات تملأ الأراضي، وتحيل القرى إلى جنات خضراء.
عبر مشروعات كبرى مثل محطة معالجة مياه بحر البقر، أضيفت مئات الآلاف من الأفدنة إلى الرقعة الزراعية. وتمتد ترعة السلام، شريان ماء الحياة، لتسقي عطش الأرض، حاملة معها وعدًا بمستقبل زراعي مشرق لسيناء.
على شاطئ العريش، حيث الرمال البيضاء تعانق أمواج البحر الهادئة، تنشط جهود تطوير كبرى لاستثمار هذا الكنز الطبيعي. تجري تجهيزات شاملة لتحويل الشاطئ إلى مقصد سياحي عالمي، يتكامل مع روح النهضة التي تعم أرجاء سيناء.
وفي حديث بمناسبة العيد القومي لشمال سيناء، أكد اللواء دكتور خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، أن تنمية سيناء أصبحت أولوية قصوى للدولة المصرية، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
فيما قال المحافظ: "لم تعرف سيناء طعم التنمية الحقيقية إلا في عهد الرئيس السيسي. الدولة تضخ مليارات الجنيهات لتنفيذ مشروعات تنموية كبرى، تربط سيناء بباقي محافظات الجمهورية عبر شبكة أنفاق ومحاور طرق عملاقة، وتوفر بنية تحتية حديثة غير مسبوقة."
وأضاف مجاور، أن زيارة الرئيس السيسي للعريش، رفقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مثلت حدثًا تاريخيًا، بث الأمل والفخر في نفوس أبناء سيناء، ووجه رسالة قوية للعالم بأن سيناء في قلب الدولة المصرية.
ورداً على الشائعات المغرضة حول إنشاء مدينة رفح الجديدة لاستيعاب الفلسطينيين المهجرين، قال المحافظ بحسم: "رفح الجديدة للمصريين فقط. كل ما يثار شائعات لا أساس لها. هدفنا هو إعادة تسكين أهالي رفح والشيخ زويد الذين عانوا من ويلات الإرهاب، وإعادتهم إلى حياة كريمة وسط مجتمعات حضرية متكاملة."
وأوضح أن 922 وحدة سكنية تم طرحها للمنتفعين ضمن المرحلة الأولى، مع تخصيص نسبة لأسر الشهداء والمصابين وذوي الاحتياجات الخاصة، كجزء من سياسة الدولة لرعاية أبنائها وتكريم تضحياتهم.
لم تغفل الدولة عن تطوير الخدمات الصحية والتعليمية. أشار المحافظ إلى أن مستشفى العريش العام شهد نقلة نوعية من حيث البنية التحتية والتجهيزات، بجانب تطوير وحدات الرعاية الصحية الأساسية.
وفي مجال التعليم، تسير خطة شاملة لبناء مدارس جديدة، وتحديث المناهج، وإتاحة فرص التعليم الجيد لكل طفل سيناوي، تأكيدًا على أن العلم هو الحصن الحقيقي في مواجهة الجهل والتطرف.
وفي ملف المياه، أشار المحافظ إلى أن جهودًا ضخمة تُبذل لتوفير مياه الشرب النقية للمواطنين، من خلال إنشاء محطات تحلية جديدة، ومد شبكات حديثة لضمان وصول المياه إلى كل بيت. كما يجري تنفيذ مشروعات طموحة لمد شبكات الكهرباء والطاقة النظيفة.
وفيما يتعلق بالأزمة الفلسطينية، أكد المحافظ أن سيناء، بما تمتلكه من إمكانيات لوجستية كبري، تلعب دورًا محوريًا في خطة إعادة إعمار غزة، بالتنسيق مع الدولة المركزية، دون المساس بثوابت مصر الوطنية بعدم تهجير الفلسطينيين.
اشجار زيتون سيناء العامره بالمحصول

البناء والتعمير

انتاج زراعى من سيناء

حفر ابار لاستصلاح مساحات جديدة

خيرات الأرض
مدينة رفح بشمال سيناء

مزارع الشعير

مزارع الطماطم

مساكن تجمعات بوسط سيناء

من الانتاج
Trending Plus