سيناء.. رمز بطولات المصريين ووحدتهم سلما وحربا وتنمية

تَمُر السنوات والعقود، وتبقى سيناء رمزا لكفاح المصريين، حربا وسِلما، بجانب قدرتهم على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، مع التمسك بخطة التنمية بشكل كبير، وقد جاءت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى الذكرى 43 لتحرير سيناء، برسائل واضحة للداخل والخارج، تأكيدا لموقف مصر الواضح تجاه أمنها القومى والإصرار على استكمال حرب التنمية فى سيناء، والتى لا تقل أهمية عن حرب التحرير من المحتل، وحرب التطهير من الإرهاب، حيث إنهما لا تنفصلان عن بعضها.
ويحرص الرئيس دائما على التذكير بأن الثمن الذى دفعه المصريون فى سيناء غال وكبير، ليس من المال فقط، لكن من أرواح الشهداء والجرحى والأبطال الذين ما زالوا يسهرون على أمن الوطن بكل شجاعة، وقال الرئيس إن سيناء مصرية وستظل مصرية، وليست مجالا لأى نوع من التلميح، كما أن مسؤولية مصر التاريخية تجاه القضية الفلسطينية مستمرة.
الرئيس تحدث عن حجم التحديات الموجودة الآن، وتمثلها الحرب على غزة، مع تمسك مصر بإنهاء هذه الحرب ورفضها التام بحسم لأى محاولات لتهجير الفلسطينيين من غزة أو غيرها، مع التمسك بحل الدولتين، وأن قيام الدولة الفلسطينية هو سبيل إقرار السلام، وأن نموذج السلام الذى صنعته مصر يقوم على توازن القوة.
سيناء بمصريتها حاضرة فى كلمات الرئيس السيسى، وتتمسك مصر بحل الدولتين، بموقف حاسم، حيث إن السلام القائم على القوة والردع هو السلام الحقيقى، ولهذا ضرب الرئيس السيسى المثل باتفاقية السلام المصرية مع إسرائيل، وتسعى مصر لإنهاء الحرب على غزة من خلال إبرام صفقة تبادل المحتجزين.
والواقع أن الدولة كانت بعيدة النظر عندما أصر الرئيس على بدء معركة التنمية، فى ظل مواجهة الإرهاب، وبينما تصدى أبطال القوات المسلحة والشرطة وأهالى سيناء للإرهاب، بدأت عملية التنمية 2014، لبناء مجتمعات قابلة للتوسع والنمو، وبالفعل أقيمت مئات المشروعات التى تنوعت بين استصلاح 500 ألف فدان، وإقامة محطات لإعادة تنقية المياه لأهداف الزراعة، مع أنفاق ربطت سيناء بالوادى والدلتا، مع السعى لإعادة بناء مدن ومساكن ومشروعات لأهالى سيناء، وخلال العام الماضى تم افتتاح مدينة رفح الجديدة، واليوم يقام أولمبياد رياضى فى سيناء، تأكيدا على الاستقرار والأمن الذى تتمتع بهما.
ولا تقل معركة تنمية سيناء عن حروب تطهيرها من الاحتلال والإرهاب، حيث إن تحرير سيناء بالحرب والدبلوماسية يجعلها شاهدة على قوة مصر وشعبها، وصلابة قواتها المسلحة ومؤسساتها، لأن سيناء كانت دائما موضعا للاستهداف والعدوان، وعلى مدار السنوات الماضية، واجهت مصر اختبارا استهدف سيناء، وخاضت الدولة حربا، وقدم أبطال القوات المسلحة والشرطة حربا شرسة، هزموا فيها الإرهاب الذى بدا أنه جزء من مخططات التهجير التى تصدت لها مصر بحسم.
ولفت الرئيس إلى التطورات التى يشهدها الإقليم خلال الشهور الماضية، والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والموقف المصرى الرافض لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو إلى أى مكان آخر، حفاظا على القضية الفلسطينية من التصفية، وحماية لأمن مصـر القومى، مع سعى مصر لوقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية، ودفع جهود إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة.
حديث الرئيس لفت النظر أيضا إلى أهمية وحدة الشعب المصرى ووعيه، وهى طوال الوقت معادلة صعبة، نجح المصريون بها فى مواجهة تحديات فككت دولا، وأدخلتها فى الفوضى، بينما بقيت مصر عصية على الفتن أو الأكاذيب، تتمسك بمسؤوليتها عن القضية الفلسطينية، وأيضا تتمسك بأمنها القومى ووحدة وسلامة أراضيها، الدولة لم تتوقف عن البناء والتنمية خلال معركة مواجهة الإرهاب وبطولات القوات المسلحة على مدار 8 سنوات فى مواجهة الإرهاب استمرارا لبطولاتها فى أكتوبر 1973، وتمثل قوات ردع رشيد لمواجهة أى تهديدات أو حتى مجرد تلميحات، كانت سيناء وستظل رمزا لبطولة أبناء مصر وقواتها المسلحة وأبنائها الذين يعمرونها ويزرعون فيها القمح والأمل.

مقال أكرم القصاص
Trending Plus