فى مثل هذا اليوم.. بدء تجارب لقاح شلل الأطفال عام 1954

في 26 أبريل 1954، بدأت التجارب الميدانية للقاح شلل الأطفال "سالك" والتي شملت 1.8 مليون طفل، في مدرسة فرانكلين شيرمان الابتدائية في ماكلين فرجينيا، وشارك في التجارب أطفال من الولايات المتحدة وكندا وفنلندا، واستخدمت لأول مرة طريقة التعمية المزدوجة، وهي الطريقة القياسية حاليًا، حيث لم يكن المريض ولا الطبيب المعالج على دراية بما إذا كان التطعيم هو اللقاح أم دواءً وهميًا.

بعد عام واحد، في 12 أبريل 1955، أعلن الباحثون أن اللقاح آمن وفعال، وسرعان ما أصبح جزءًا أساسيًا من تطعيمات الأطفال في أمريكا، وفي العقود التالية، قضت لقاحات شلل الأطفال تقريبًا على هذا المرض شديد العدوى في نصف الكرة الغربي.

شلل الأطفال، المعروف رسميًا باسم شلل الأطفال، مرض معد وجد منذ القدم، ويُسببه فيروس، يُصيب الأطفال بشكل شائع، وقد يُسبب الشلل، بلغ المرض مستوياتٍ وبائيةً خلال النصف الأول من القرن العشرين، خلال أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين، ارتبط شلل الأطفال بالرئة الحديدية، وهي خزان معدني كبير مصمم لمساعدة مصابي شلل الأطفال الذين يعانون من شلل الجهاز التنفسي على التنفس.

شُخِص الرئيس فرانكلين الدكتور روزفلت بشلل الأطفال عام 1912 عن عمر يناهز 39 عامًا، فأُصيب بشلل نصفي، واضطر لاستخدام دعامات للساقين وكرسي متحرك طوال حياته. في عام 1938، ساهم روزفلت في تأسيس المؤسسة الوطنية لشلل الأطفال، التي سُميت لاحقًا بـ" مارش أوف دايمز" . كانت هذه المؤسسة مسؤولة عن تمويل جزء كبير من الأبحاث المتعلقة بهذا المرض، بما في ذلك تجارب لقاح سالك.

كان الطبيب وعالم الأوبئة جوناس سالك (1914-1995) ، المولود في نيويورك، هو من ابتكر اللقاح الأصلي ، وقد قاده عمله على لقاح مضاد للإنفلونزا في أربعينيات القرن الماضي، أثناء دراسته في كلية الصحة العامة بجامعة ميشيغان، إلى تطوير لقاح شلل الأطفال المعطل (IPV) في جامعة بيتسبرغ عام 1952، استنادًا إلى سلالة فيروسية مقتولة من المرض.
وأُجريت التجارب الميدانية التي تلت ذلك عام 1954، والتي كانت الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة آنذاك، بقيادة زميل سالك السابق في جامعة ميشيغان، الدكتور توماس فرانسيس الابن.

في أواخر خمسينيات القرن الماضي، اختبر الطبيب وعالم الفيروسات البولندي المولد ألبرت سابين (1906-1993) لقاح شلل الأطفال الفموي (OPV) الذي ابتكره من فيروس حي مضعف، أصبح هذا اللقاح، الأسهل في الإعطاء والأقل تكلفة في الإنتاج من لقاح سالك، متاحًا للاستخدام في أمريكا في أوائل الستينيات، ليحل محل لقاح سالك في نهاية المطاف كلقاح مُفضَّل في معظم الدول.

لقد تم القضاء على شلل الأطفال في معظم أنحاء العالم بفضل اللقاح، ومع ذلك، لا يوجد علاج لهذا المرض حتى الآن، وهو لا يزال مستمراً في عدد صغير من البلدان في أفريقيا وآسيا.