الأطفال يصنعون الذكريات ومغامرات العلم تكتب فصلا من الإبداع بمهرجان الشارقة

في أجواء نابضة بالفرح والمعرفة، جمع مهرجان الشارقة القرائي للطفل بين سحر الأغاني الكرتونية ودهشة العلوم وروعة الدبلجة، ليصنع للأطفال عالماً من الإبداع والذكريات. بين نغمات كورال "روح الشرق"، وتجارب الاستكشاف العلمي، وفنون الأداء الصوتي، عاش الصغار لحظات تثري الخيال وتغذي الحلم.
فرقة روح الشرق
فى ليلة طربية بامتياز جمعت بين الأصالة والإبداع، والحيوية والتفاعل، قدمها كورال "روح الشرق" على المسرح الرئيسي في مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته السادسة عشرة، والتي يحتضنها مركز إكسبو الشارقة وتستمر حتى 4 مايو المقبل، حيث أمتعت هذه الأمسية الموسيقية جمهور المهرجان في حفل غنت فيه هذه الفرقة روائع تيترات مسلسلات الأطفال الكرتونية، وبأغنيات حاضرة في ذاكرة الأجيال، تمايل معها الحضور من الصغار والكبار، وذكّرتهم بلحظات غالية من وحي الطفولة.
الأمسية التي حملت عنوان "الجيل الذهبي" غنت خلالها هذه الفرقة الموسيقية أشهر أغنيات قنوات الأطفال، ضمن شراكة مع فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل، في أداء جماعي تفاعلي، استحضر ذاكرة الزمن الجميل، وجذب الحضور إلى الغناء مع هذه المقاطع وطلب الأغنيات الشهيرة المفضلة.واصطفت هذه الفرقة الموسيقية التي تتكون من ثلاثين شابة وشاباً موهوبين، وحققت شهرة واسعة في مصر والوطن العربي، من خلال حفلاتها وانتشار مقاطعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على المسرح لتقدم عرضا موسيقياً قدم مزيجاً متناغماً من الأغاني الكلاسيكية والمعاصرة.
ومن المقاطع التي غنتها هذه الفرقة وتفاعل معها الجمهور، أغنية "كونان" وأغنية "ريمي" و"هزيم الرعد" و"مرة في حينا زارنا فيل ظريف"، و"أمي ذكرى لا أنساها"، والعديد من الأغنيات الأخرى، التي أمتعت الأطفال والعائلات وسط تصفيق شديد، حيث تعرف الأطفال على جماليات الموسيقى وتذوقوا فن الكورال، من خلال هذه الفعالية التي تعزز ارتباطهم بتراثهم الثقافي بطريقة ممتعة وتعليمية، وتلهمهم تقدير الفنون والموسيقى، في تجربة تثري الوجدان وتستحضر الذكريات من خلال أغاني الطفولة.
كورال روح الشرق
أربع محطات للآلات والديناصورات والعلوم والألعاب
بخطوات صغيرة وعيون متطلعة، يدخل الأطفال إلى متحف صناع المستقبل، أحد أبرز المناطق التعليمية التفاعلية في المهرجان، حيث يتحول التعلم إلى مغامرة لا تُنسى، والمعلومة إلى لعبة ممتعة.
في هذه المساحة المصممة بعناية وكأنها "حضانة علمية"، يعيش الصغار لحظات استكشاف حقيقية، يتنقلون خلالها بين أربع محطات رئيسية وهي: ركن الآلات، وركن الديناصورات، وركن العلوم، وركن الألعاب التفاعلية، يتعلّمون ويضحكون ويكتشفون أنفسهم والعالم من حولهم.
في ركن الآلات، يعمل الأطفال فى تجربة عجلات التروس، وفهم فكرة تشغيل الآلات من خلال تجارب حية، أما ركن الديناصورات، فيعيد الأطفال في الزمن إلى العصور السحيقة، حيث يرتدون قبعات الحماية وينطلقون في مهمة تنقيب، يبحثون عن حفريات صغيرة ويلونونها، قبل أن يعيشوا لحظات خيالية في جولة افتراضية عبر نظارات VR للتعرّف على الديناصورات وسبب انقراضها.
وفي ركن العلوم، تفتح أمامهم أبواب الطب من خلال غرفة عمليات مصغّرة، حيث يُجسّد الطفل دور الجرّاح الصغير ويُجري عملية جراحية دقيقة باستخدام نموذج صوري. بعدها، يستكشف الأطفال مفهوم قوة الدفع عبر جهاز يدفع الكرات بالهواء، ثم ينتقلون إلى عالم الضوء والصوت ليتعرّفوا على حركتهما باستخدام مجسّمات مبتكرة وآلات موسيقية شبيهة بـالدرامز.
متحف صناع المستقبل
شخصيات كرتونية
في تجربة شيقة جمعت بين اللعب والإبداع الصوتى، اصطحبت ورشة "امنح صوتك لشخصيات الكرتون" الأطفال في رحلة فريدة داخل عالم الأصوات التي تضفي الحياة على شخصيات الرسوم المتحركة.
وخلال 45 دقيقة من البهجة والحيوية، اكتشف الأطفال أسرار الأداء الصوتي، وتعلّموا كيف يمكن لصوت واحد أن يُثير الضحك، وكيف لآخر أن يُعبّر عن الدهشة أو يروي حكاية كاملة دون الحاجة إلى صورة، وقد استهلّ الورشةَ سارج الجميّل المتخصص في الأداء المسرحي والدبلجة بمقدمة مميزةٍ حول فنون الدبلجة، تناول فيها أساسيات تشكيل الصوت، وأهمية التلوين الصوتي في بناء شخصية كرتونية تنبض بالحياة.
لم يقتصر دور الجميل على الشرح النظري، بل انتقل بالمشاركين إلى الجانب العملي عبر عرض نماذج حيّة من أفلام كرتونية شهيرة، حيث شاهد الأطفال مشاهد مختارة ثم طُلب منهم إعادة تمثيل الأصوات بأنفسهم، وفي الجزء الثاني من الورشة اختار الجميّل لقطات مليئة بالمشاعر والتعابير المتناقضة، مبيّناً كيف يمكن لنبرة الصوت والتوقيت وطريقة الإلقاء أن تغيّر معنى المشهد كلياً، وبهذه الطريقة تعرَّف الأطفال على تقمّص أدوار متعددة في وقت واحد، فمرةً يتحدثون بصوت الشرير الغاضب، ومرةً أخرى بصوت البطلة الشجاعة أو القرد المضحك.
وفي الختام، تعرف الأطفال على العديد من تقنيات التنفس وتغيير طبقات الصوت، وجربوا تمثيل مشاهد قصيرة عبر المايكروفون، مقلّدين أصوات القطة الخجولة، أو الروبوت السريع، أو التنين الطريف، حيث شكلت تلك التجربة فرصة ثمينةً لهم للتعبير عن أنفسهم وبناء الثقة بالنفس.
ورشة شخصيات كرتونية
دبلجة ألعاب الفيديو
وسط حالة من التركيز والانتباه، جلس مجموعة من الطلاب في ورشة بركن القصص المصوّرة للتعرف إلى أسرار عالم الدبلجة، وخاصةً دبلجة ألعاب الفيديو، في ظل استحواذها على اهتمام الأطفال وشغفهم الدؤوب بها.
وحرص المخرج وخبير الدبلجة، يامن عبد النور، خلال ورشة "مقدمة عن دبلجة ألعاب الفيديو"، التي أقيمت ضمن فعاليات الدورة الـ16 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، على خلق تفاعل مع الأطفال، من خلال الأسئلة حول ما يعرفونه عن هذا الفن، ولماذا يتم استخدامه؟ وعرض أمام الأطفال مقاطع لأفلام كرتون شارك فيها بصوته ضمن فريق الدبلجة، لشرح هذا الفن بصورة أوضح أمامهم، ومنها فيلم ice age الشهير.
دبلجة ألعاب الفيديو
Trending Plus