الخماسين المقدسة.. رحلة فرح روحى تعيشه الكنيسة من القيامة إلى العنصرة.. تسابيح باللحن الفرايحي واحتفالات يومية بقيامة المسيح.. موسما مناسبا للزواج بين الأقباط ومنع خلالها الأصوام.. وهذا سبب تقسيمها لـ7 آحاد

كتبت بتول عصام
الأحد، 27 أبريل 2025 04:00 م
تعيش الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في هذه الأيام أقدس وأبهج فترات السنة الطقسية، وهي فترة "الخماسين المقدسة"، التي تبدأ بـ عيد القيامة المجيد وتُختتم بعيد العنصرة، وتُعد من أغنى الفترات الروحية في التقويم الكنسي.
ما هي الخماسين المقدسة؟
الخماسين المقدسة هي فترة تمتد لخمسين يومًا، تبدأ من عيد الفصح (القيامة) وتنتهي بعيد الخمسين (العنصرة)، وهي أيام فرح لا يُصام فيها، وتُقام فيها الصلوات باللحن الفرايحي، ويُحتفل يوميًا بتذكار قيامة السيد المسيح، وكأن الكنيسة تعيش يوم أحد متصل على مدى سبعة أسابيع.
القيامة والصعود والعنصرة
في اليوم الأربعين من القيامة، تحتفل الكنيسة بعيد الصعود، إحياءً لذكرى صعود السيد المسيح إلى السماء، بعدما وعد تلاميذه بإرسال الروح القدس، ويتحقق هذا الوعد بعد عشرة أيام، في عيد العنصرة، يوم حلول الروح القدس على التلاميذ، والذي يُعد عيد ميلاد الكنيسة وبداية الكرازة المسيحية.
الدورات الطقسية خلال الخماسين
من أبرز مظاهر هذه الفترة، "دورة القيامة" التي تُقام يوميًا في الكنائس عند إقامة القداس الإلهي حتى اليوم الـ39، تعبيرًا عن الظهورات بعد القيامة، أما بعد عيد الصعود، وحتى عيد العنصرة، فتُجرى الدورة داخل الهيكل فقط، باعتباره رمزًا للسماء، وفق توصية المجمع المقدس الصادرة في 27 أبريل 2001.
وقد شهد الأحد الواقع بين عيدي الصعود والعنصرة نقاشًا بين رأيين بشأن إقامة دورة القيامة فيه: أحدهما يرفض باعتبار أن الظهورات انتهت بالصعود، والآخر يرى أن الدورة لا تقتصر فقط على الظهورات بل تعبر عن الفرح الكامل بالقيامة.
أبرز المعلومات عن فترة الخماسين المقدسة في الكنيسة القبطية
تُعد الخماسين المقدسة من أقدس وأبهج الفترات في التقويم، للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهذه أبرز ملامح هذه الفترة، كما تحددها الكنيسة:
- تمتد فترة الخماسين المقدسة على مدار خمسين يومًا، تبدأ بعيد الفصح المجيد (عيد القيامة) وتُختتم بعيد العنصرة (عيد حلول الروح القدس).
- تعتبر هذه الفترة زمن فرح روحي، فلا يُصام خلالها، وتُقام جميع الصلوات بالألحان الفرايحي.
- تحتفل الكنيسة يوميًا بقيامة السيد المسيح، وكأنها تعيش يوم أحد متصل على مدار سبعة أسابيع.
- في اليوم الأربعين من القيامة، تحتفل الكنيسة بعيد الصعود، إحياءً لذكرى صعود السيد المسيح إلى السماء، وفقًا للإيمان المسيحي.
• بعد عشرة أيام من الصعود، تختتم الكنيسة هذه الفترة بعيد العنصرة، الذي يُعد يوم ميلاد الكنيسة وبداية الكرازة.
- تُقام "دورة القيامة" في الكنائس حتى اليوم التاسع والثلاثين من الخماسين، ويُختتم الاحتفال بها بدورة خاصة في صلوات رفع بخور باكر يوم عيد الخمسين.
- تُقسم الكنيسة آحاد الخماسين إلى سبعة آحاد مميزة، لكل أحد منها طابع خاص وتعليم لاهوتي وروحي.
- تُعد الخماسين المقدسة موسمًا مناسبًا للزواج بين الأقباط، حيث تسوده الأجواء الروحية والفرح الكنسي.
آحاد الخماسين.. تأملات أسبوعية في حياة المسيح
لكل أحد من آحاد الخماسين المقدسة طابع روحي خاص ورسالة عميقة:
1- أحد توما: يرمز للثبات في الإيمان، ويُحتفل فيه بظهور المسيح لتوما التلميذ، الذي شكك في القيامة ثم آمن.
2- أحد خبز الحياة: يسلط الضوء على الإفخارستيا كسر للقيامة وحياة أبدية.
3- أحد السامرية: يشير إلى المسيح ينبوع الحياة الذي يروي العطشان للحق.
4- أحد نور العالم: يتأمل في المسيح كنور يبدد ظلمة العالم ويهدي إلى الحق.
5- أحد الطريق والحق والحياة: يعلن أن المسيح ليس فقط دليلاً، بل هو ذاته الطريق إلى الآب.
6- أحد الصلاة: يأتي بعد عيد الصعود ويعبر عن انتظار التلاميذ للروح القدس بالصلاة.
7- أحد العنصرة: يوم حلول الروح القدس وولادة الكنيسة وبداية كرازتها.
كانت الكنيسة قد عاشت طقس الحزن في أسبوع الآلام، إذ امتلأت الصلوات بالخشوع وغطت الكنائس بالسواد، ومع حلول القيامة، تتحول الأجواء إلى الفرح، فتُرفع الأستار السوداء، ويُحتفل بالانتصار على الموت، حيث تُعد الخماسين المقدسة تعبيرًا روحيًا عميقًا عن الفرح بالقيامة والرجاء في الحياة الأبدية.
Trending Plus