القمح في مصر القديمة.. المصريون قدسوا سنابل القمح والشعير

موسم حصاد القمح، واحد من أجمل أيام المصريين في السنة، فعرف المصري القديم زراعة القمح وصنع منها طعامه، فكيف كان القدماء يتعاملون مع السنابل المقدسة؟
يقول عالم المصريات سليم حسن في موسوعة مصر القديمة الجزء الثاني تحت عنوان "الحبوب التي كانت تزرع في مصر":
لما اهتدى الإنسان أول الأمر إلى النباتات الغذائية التي كانت تنبت بالطبيعة، وعرف فائدتها، أخذ في زرعها وتعهدها بالري والسماد وأهم هذه النباتات على ما تعلم هي الحنطة وهي نبات يشبه الشعير، ولكنه في الواقع نوع من القمح، وقد بقي يزرع في مصر طوال عهودها التاريخية ولعله انقرض من البلاد في القرن الأول المسيحي ويعرف عند الفرنج باسم Emmer.
وقد وجدت حبوبه في مقابر "مرمدة"، وكذلك عثر عليه في مقابر عصر الأسر الأولى وما بعدها. ويعزى استعماله في الأساطير إلى الإله وزير الذي يقال إنه وجد الشعير ناميا بين النباتات البرية بطريق الصدقة فدرس طبائعه ثم صنعت له أخته وزوجه إيزيس منه الخبز، ولذلك تعتبر سنابل القمح والشعير من الأشياء المقدسة التي يرمز بها لهذه الآلهة، وقد وجد الشعير في المقابر القديمة مع الحنطة منذ عصر ما قبل الأسرات، وكذلك عثر على سنابل شعير منذ عهد الأسرة الخامسة ولكن في حالة تحلل، وقد استعمله قدماء المصريين خبرا في عهد بناة الأهرام ولعمل الجعة حسب رواية هيرودوت.
ورغم كل ما ذكر فإن الرسوم التي وجدناها على مقابر الدولة القديمة لم تعطنا فكرة معينة عن أنواع الحبوب، كما أن قوائم موائد القربان لم تترجم إلى الآن ترجمة تجعلنا في مركز تحكم به على أنواع هذه الحبوب، وعلى أية حالة فإننا تعرف على وجه التقريب الحبوب الرئيسية من النماذج التي حفظت لنا في المقابر المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات، وهي التي نسبها القوم كما ذكرنا للإله أوزير.
وقد كشف عن نوع من القمح منذ عصر نقادة، وهو ما تسميه النقوش في الدولة القديمة بدت، وكذلك عثر على نوع من الشعير أطلق عليه المصري في النقوش اسم "أت" وهذا النوع قد حققه العالم شفينفورت .
وقد ذكر مونتيه نوعا آخر يسمى بش تعرفه في مقبرة "مرا" بسقارة وفي مصطبة ليدن، ويقول الأستاذ يترى إن القمح النشوي يرجع تاريخ وجوده في مصر إلى العصر الحجري الحديث ولا يزال يزرع للآن في ممالك أوروبا، وعلى حسب قول المؤرخين كان يصنع منه الخبز المصري المعتاد، أما الحنطة أو الجاودار ( فتعد أنها أقدم نوع من الحبوب بذل الإنسان فيه مجهودا لتحسينه بعد أن كان نباتا بريا. وقد عثر على حبوبه محفوظة في الأواني وفي الأقداح وهو ما يطلق عليه في النقوش لفظة "سوت".

Trending Plus