أكرم القصاص يكتب: مصر فى مواجهة جنون نتنياهو.. حرب بلا أفق وغضب الداخل

منذ أعاد نتنياهو الحرب على غزة، لا تزال آفاق العدوان والجنون تتواصل، فى حين تبذل مصر مساعيها لإنهاء الحرب بشكل نهائى، وتضع مصر فى أولوياتها، وقف الحرب وإنهاء الاحتلال، وتواجه فى نفس الوقت مخططات التهجير، التى تتخذ أشكالا وصيغا مختلفة، خاصة مع ضوء أخضر أمريكى يتناقض مع وجود دور لواشنطن فى اتفاق وقف الحرب الذى نقضه الاحتلال، لأسباب متنوعة منها استمرار تجارة الحرب كطريق أوحد لبقاء السياسة الحالية التى يمارسها الاحتلال وتتناقض مع القوانين والاتفاقات، فضلا عن كونها تمثل جرائم متعددة، حيث تواصل قوات الاحتلال قتل المدنيين وقصف المستشفيات والمدارس التى تؤوى المدنيين اللاجئين، مما يضاعف من معاناة الفلسطينيين فى غزة، ويضاعف من معاناتهم، فضلا عن محاولات التهجير التى يبذلها الاحتلال.
مصر تتواصل مع كل الدوائر، وتتمسك بإدانة استمرار الحرب، وتسعى لوقفها بشكل متواصل، بجانب بذل جهود مع الوسطاء الآخرين للتوصل إلى اتفاق من مرحلة واحدة يتضمن تبادل المحتجزين وإنهاء الحرب تمهيدا للسير باتجاه حل الدولتين.
وحسب ما هو معلن فإن مصر وقطر تسعيان إلى أن يكون اتفاق الهدنة فى غزة شاملا، يتضمن تلبية مطالب الطرفين، حيث إن الاحتلال يطالب بإطلاق سراح جميع محتجزيه، وهى مطالب توافق عليها حماس مع تأكيد لتلبية مطالبها بإنهاء الحرب وإطلاق الأسرى الفلسطينيين. وهناك محاولات لتقريب وجهات النظر وصولا إلى اتفاق، لإنهاء حرب بلا أفق، بجانب تعنت من قبل الاحتلال ونتنياهو بدأ منذ انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق.
وتتحرك مصر وقطر دبلوماسيا بالتنسيق مع الولايات المتحدة، لدفع المفاوضات نحو اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، وسط تحركات سياسية متسارعة تهدف إلى إنهاء معاناة الفلسطينيين، وهى جهود لم تتوقف رغم الحرب، التى يواصل الاحتلال شنها، وأيضا حرص مصر على إدخال الوقود والمساعدات الإنسانية التى نفدت وتمثل خطرا فى حال استمرار المجاعة.
وحسب وصف رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فى فلسطين جوناثان ويتال، فإن الأوضاع فى غزة حرجة وأن من لا يُقتلون بالقنابل والرصاص يموتون ببطء بسبب عدم وصول المساعدات، ولهذا يدعو إلى رفع الإغلاق المفروض على دخول المساعدات والإمدادات، واستئناف وقف إطلاق النار، مؤكدا أن الوكالات الإنسانية تواصل على الرغم من التحديات محاولة العمل أينما استطاعت لتلبية الاحتياجات، لافتا إلى نفاد الإمدادات وتقلص قدرة منظمات الإغاثة على العمل فى ظل تزايد الاحتياجات الإنسانية فى جميع أنحاء غزة.
وأعرب جوناثان ويتال، عن أمله فى تحقيق المساءلة لأن الناس فى غزة يتعرضون للاختناق، وأن ما نراه من حولنا هو معاناة لا نهاية لها مع استمرار الإغلاق الكامل والتام منذ ما يقرب من شهرين فى ظل اشتداد الغارات الجوية والعمليات البرية وأوامر النزوح التى تدفع الناس إلى مغادرة ديارهم.
يأتى تحذير الأمم المتحدة وسط إعلان برنامج الأغذية العالمى نفاد مخزونه فى غزة، محذرا من انهيار الوضع الإنسانى، كما أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» نفاد إمداداتها من الطحين فى قطاع غزة، وقالت الأونروا فى منشور على حسابها بمنصة «إكس»، إن لديها نحو 3000 شاحنة محملة بمساعدات منقذة للحياة جاهزة للدخول إلى غزة، غير أن إسرائيل تمنع دخول شاحنات المساعدات، ودعت لسرعة رفع الحصار الذى تفرضه إسرائيل على القطاع منذ سنوات.
كل هذه التقارير تشير إلى أن الحرب أصبحت بلا أفق وتتكثف المساعى المصرية، لإنهاء جنون نتنياهو وتجار الموت، فى حرب إبادة وحصار وتجويع، هدفها جعل غزة غير قابلة للحياة، وهو رهان ثبت فشله على مدى أكثر من 16 شهرا، وتستمر حالة غضب فى الداخل الإسرائيلى، بسبب رفض الحكومة التوصل لاتفاق يتم بموجبه إعادة المحتجزين، وحسب ما نقلت «معاريف» عن لواء احتياط إسحاق بريك، فإن صور الدمار فى غزة هدفها خداع الإسرائيليين بشأن انتصار لم يتحقق، ويحمل الكثير من المبالغة، وهى رؤية لقطاعات واسعة ترى أن تدمير غزة لم يجلب الأمن لإسرائيل، بجانب ما تسببه الحرب من تراجع اقتصادى، وخسائر بسبب الاحتياط وغياب العمال الفلسطينيين، بينما يسعى نتنياهو لتحقيق مكاسب سياسية تضاعف من جنونه.

Trending Plus