المناعة الأخلاقية في ظل آفات الانفتاح العشوائى

من المؤسف أن هناك مظاهر اقتحمت بيوتنا، مثل الإفراط في تدليل الأطفال والأولاد، وذلك بمنحهم كل ما يريدون من وسائل الترفيه والمادة، متجاهلين أن هذا يعزز التكاسل والتواكل لديهم في المستقبل، بل وصل الأمر أن هناك آباءً وأمهات لم يتركوا فرصة لأبنائهم ليثبتوا أنهم قادرون على تحمل المسئولية، حيث يقومون ببذل كثير من الجهد لبناء لهم مسكن الزوجية بل تزويجهم، وأحيانا الإنفاق عليهم بعد زواجهم.
لذا، ندق ناقوس الخطر بشأن هذه القضية، فليس من المعقول أن نتعامل مع أبنائنا كأنهم أطفال وهم شباب في سن العشرين والثلاثين، فهذا التعامل والنهج في التربية من يدفع ثمنها الآباء والابناء معا، وتكون الشكوى الدائمة التي نسمعها كثيرا في أيامنا هذا، لماذا لم يُقدر أبنائنا تعبنا وتضحياتنا، بل نشتكى من كثرة مظاهر العقوق والجحود.
لذا أصبح من المهم مراجعة منظومة التربية لتتوافق مع الأثر الذى ستؤديه في عصر العولمة والانفتاح، لأن الأسرة هى النواة التى يتشكل منها الضمير الاجتماعى والوطنى، فما لا يزرع فى الطفولة يا سادة لا ينتظر حصاده فى الكبر..
وما نطالب به لإكساب أبنائنا مناعة أخلاقية تحميهم من آفات الانفتاح العشوائى على ثقافات العالم، أن لا يصبحوا هم أنفسهم عبئا في ظل حرص كثير منهم على استيراد نماذج غربية ما أنزل الله بها من سلطان، فقرروا على سبيل المثال، أن يلبسوا أبناءهم الملابس الغربية، وأن يعلموهم اللغات الأجنبية قبل العربية، ويتجاهلون عاداتنا وثقافتنا العربية.
وأخيرا نقول ، إن الأب يكون قدوة بأخلاقه وحكمته وعفة لسانه وصدق حديثه وعزوته ومصدرا للقوة والدعم، والأم تكون قدوة بشرف ملبسها وحنانها وطهارة يدها وحسن مظهرها وعفة لسانها ورعايتها لأبنائها.
Trending Plus