سيناء أرض باركها الله.. رحلة فى مواطن المعجزات السماوية

جيب موسى
جيب موسى
أحمد منصور

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، أن سيناء لها قدسية وتفرّد خاص حيث بورك بها المكان موقع المناجاة والإنسان وهو نبى الله موسى والشجر مجسدًا فى شجرة العليقة الملتهبة والبحر فى مجمع البحرين حيث التقاء نبى الله موسى بالعبد الصالح علاوة على وجود سورة خاصة فى القرآن الكريم باسم "الطور" وانعكست هذه البركة على كل سيناء كمكان وعلى كل من يطأ أرضها كإنسان وعلى كل نباتاتها فهى نبتة مباركة وعلى ملتقى البحرين بها فى رأس محمد.

وأوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان أن الآية الكريمة رقم 1 فى سورة الإسراء «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ» تعنى هنا بركة مكان وهو القدس الشريف، أمّا إذا جئنا إلى سيناء فنجد الآية الكريمة «فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِىَ أَنۢ بُورِكَ مَن فِى ٱلنَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا» سورة النمل آية 8 ، تعنى بركة مكان وهو الوادى المقدس وبركة إنسان ناجى ربه عند شجرة العليقة الملتهبة وهو نبى الله موسى وهى الموجودة داخل دير سانت كاترين الآن ولها سر خاص خضراء طول العام فلم تحرق النار الشجرة ولم تطفئ مائيتها النار فظلت مشتعلة، وأخذت منها أوراق لإنباتها بالخارج وفشلت بل حاول الرهبان أنفسهم إنباتها أمامها فخرجت شجرة من نبات آخر.

كما أنها تتوافق مع مسار نبى الله موسى بسيناء الذى حققه الدكتور عبد الرحيم ريحان فى كتابه "التجليات الربانية فى الوادى المقدس طوى" فحين جاءها نبى الله موسى مع أهله عائدًا من مدين كان تائهًا فى موقع شديدة البرودة فذهب لطلب النار ليستدفئ أو يجد من يدله على الطريق وهذا المكان يطلق عليه وادى الراحة حاليًا حيث ارتاحت فيه أسرته عائدًا من مدين وهى داخل سيناء بين نبق ورأس محمد كما أكدها الدكتور ريحان فى كتابه.

وأشار "ريحان"، إلى أن الشجرة مكانها حاليًا فى الوادى المقدس موقع المناجاة داخل دير سانت كاترين وقد أكدت وجود هذه الشجرة أثريًا الإمبرطورة هيلانة أم الأمبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى حين جاءت إلى سيناء وبنت كنيسة فى حضن الشجرة وبرج يحتمى به الرهبان المقيمين بجوارها تبركًا بها، وجاء الإمبرطور جستنيان ليبنى أشهر أديرة العالم دير طور سيناء فى القرن السادس الميلادى الذى تغير اسمه إلى دير سانت كاترين بعد ذلك وحتى الآن خاتم مطران الدير باسم دير طور سيناء، وأدخل كنيسة هيلانة ضمن أسوار الدير ومن يدخلها حاليًا يخلع نعليه تأسيًا بنبى الله موسى.

ويطرح الدكتور ريحان تساؤلًا ويجيب عليه  أين جبل الطور والعليقة الملتهبة؟ فيقول: فى الآية الكريمة "إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى" طه 12، توضح أن  الوادى المقدس يشمل الشجرة والجبل، فقد أكدنا موقع الشجرة فأين الجبل؟ ويطلق عليه جبل طور سيناء أو جبل الشريعة لتلقى نبى الله موسى من عليه ألواح الشريعة وجبل المناجاة لمناجاة نبى الله موسى عليه مرتين حين تلقى الألواح وحين اعتذر لربه عن عبادة بنو إسرائيل للعجل الذهبى أثناء تغيبه ليتلقى الألواح وجبل موسى وجبل سيناء لوجوده على أرض سيناء المباركة.

ويؤكد "ريحان"، أن الآية الكريمة "وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا" مريم 52، تشير إلى أن الجبل يقع مجاورًا لشجرة العليقة الملتهبة  ففى أى منطقة يقع الجبل والشجرة؟، يأتى ذلك فى الآيتين "وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ" المؤمنون 20، "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ" التين 1، وسينين أو سيناء هنا تعنى الجبل المبارك، وبالتالى الوادى المقدس ويضم الشجرة وجبل الطور يقع فى سيناء.

ولفت "ريحان"، إلى أن جبل موسى يبلغ ارتفاعه 2242م فوق مستوى سطح البحر ويتم الصعود إليه عبر ثلاثة طرق، الأول طريق سيدنا موسى والثانى طريق عباس باشا والثالث وادى الأربعين، أمّا طريق سيدنا موسى وهى الشهيرة للصعود فهى مختصرة ومهدها الرهبان منذ عهد بعيد وجعلوا لها سلمًا من الحجر الغشيم مكون من 3000 درجة حتى منخفض بين الجبال يسمى (فرش إيليا)، ثم يصعدون من فرش إيليا إلى قمة الجبل عبر 750 درجة سلم، وعلى قمته بقايا كنيسة صغيرة بناها الإمبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادى وجامع صغير قائم على أنقاض الجامع الفاطمى الذي بناه الأمير أبوالمنصور أنوشتكين في عهد الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله حين بناء الجامع الفاطمى داخل الدير 500هـ 1106م، وهناك كنيسة حديثة شيدت عام 1933م وتسمى كنيسة الثالوث الأقدس، وناجى نبى الله موسى ربه فى الوادى المقدس 3 مرات عند الشجرة وحين تلقى ألواح الشريعة وعند الاعتذار إلى المولى عز وجل عن عبادة بنى إسرائيل للعجل.

وتابع أن جبل التجلى هو الجبل المقابل لجبل موسى الذى وقف عليه وطلب رؤية الله جهرًا فنظر إلى الجبل أمامه الذى تجلى عليه المولى عز وجل فدكه "وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ  قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا" الأعراف 143.

كما شهدت سيناء ثلاث معجزات لعصى موسى حيث انفلق بها البحر "فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ  فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ" الشعراء 63، وتفجّر بها الماء "وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا" البقرة 60 ، وانقلبت حية "قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى" طه 19- 20.

وينتقل بنا الدكتور ريحان إلى بركة مجمع البحرين بسيناء من خلال دراسة تاريخية للباحث المتخصص عماد مهدى التى أوضحت أن التوصيف اللغوي لكلمة "مجمع البحرين" لا ينطبق جغرافيًا على أي مكان في العالم إلا في رأس محمد وهي مجمع خليجي العقبة والسويس في بحر واحد هو البحر الأحمر ولفظ "مجمع" يختلف عن لفظ التقاء.

وأن موقع صخرة الحوت نقطة اللقاء بين نبي الله موسى والعبد الصالح سيدنا الخضر هي الصخرة الوحيدة التي تتوسط طريق الدخول لرأس محمد وتقع في خط مستقيم في طريق الوصول لآخر نقطة في اليابسة في موقع مجمع البحرين، ولذلك فإن المسافة المرجحة التي قطعها الحوت من الصخرة حتى المياه العميقة تبلغ حوالي 2 كيلومتر، والمسافة التي قطعها نبي الله موسى من نفس الصخرة حتى نقطة الارتداد واكتشاف فقدان الحوت توازي نفس المسافة 2 كيلومتر.

كما تشمل المنطقة الممر المائي للحوت حيث حدد القرآن الكريم اتخاذ الحوت سبيلًا للخروج من المياه الضحلة إلى المياه العميقة وتعني الطريق وقد وصف القرآن معجزة شق الطريق إلى البحر وعودة الحياة للحوت والمعروف بمنطقة الخليج الخفي بجنوب رأس محمد وهذا يفسّر وجود مجرى مائي دائم في منطقة الخليج الخفي برأس محمد.

كما تضم رأس محمد مرسى سفينة العبد الصالح وهى الشاهد الأثري على تأكيد موقع "مجمع البحرين" برأس محمد ومنه تم تحديد خط سير السفينة من رأس محمد وتحديد وجهتها، ويقع هذا الرصيف على بعد 300 متر من صخرة اللقاء ويجتاز هذا الرصيف الجدار المرجاني على الشاطئ لمسافة 50 مترًا حتى الغاطس.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ياسمين صبرى فى العرض الخاص لفيلم the history of sound بمهرجان كان السينمائى

الأمم المتحدة: شاحنات المساعدات لا تزال تنتظر الضوء الأخضر الإسرائيلي للدخول إلى غزة

شبورة ورياح وأتربة.. حالة الطقس اليوم الخميس 22 مايو 2025 فى مصر

بالأسماء.. قائمة ضيوف شرف فيلم المشروع x بطولة النجم كريم عبد العزيز

هبة مجدي بعد تكريمها من السيدة انتصار السيسي: فرحت من قلبى وأهم تكريم فى حياتى


مدبولى: توجيه من الرئيس بدخول الدولة فى صناعة الألبان بالشراكة مع القطاع الخاص

"درون " مصري 100% بأيدي أبناء جامعات مصر الذكية.. طلاب علوم الطيران والفضاء بجامعة المنصورة الجديدة يصممون "درون" متكامل بمهام جديدة.. يراقب الطرق ويدعم المستشفيات من خلال خدمة توفير نقل الدم بأسرع وقت

شاهد.. لحظة إطلاق إسرائيل النار على وفد دبلوماسى يضم سفير مصر.. فيديو وصور

"أصحابه حاولوا ينقذوه وفشلوا".. غرق طالب بالمرحلة الإعدادية فى النيل بدسوق

بعد حذفه بيان الانفصال.. مها الصغير تحذف بوست ردها على أحمد السقا


الحكومة: مد خدمة المدرسين المحالين للمعاش أثناء العام الدراسى لنهاية العام

كبير مستشارى ترامب لشئون أفريقيا يثمن أهمية الشراكة بين القاهرة وواشنطن

موعد مباراة توتنهام ضد مان يونايتد فى نهائى الدورى الأوروبى والقناة الناقلة

البحوث الفلكية تكشف موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025

كأس مصر للكرة النسائية.. الأهلى يبحث عن أول ألقابه تاريخيا ودجلة لتعزيز صدارته

صراع المليارات داخل عائلة نوال الدجوي.. قصور تُباع ببصمة مشكوك فى صحتها.. شيكات بملايين الدولارات تشعل النزاع.. فيديو غامض يقلب القضية.. وماما نوال تنتظر جلسة حجر أحفادها عليها 26 يونيو المقبل

900 ألف دولار تمنع إيقاف قيد جديد على الزمالك

مها الصغير بعد طلاقها من أحمد السقا: مفيش حاجة مبهرة قد وقفة ربنا جنبك

أول جلسة لمعارضة نجل محمد رمضان على حكم إيداعه فى دار رعاية 19 يونيو

نجل ترامب يلمح إلى احتمال خلافة والده في البيت الابيض

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى