التنمية مقابل الشائعات

مصر من الدول التي يوجه إليها خنجر الشائعات ليل نهار بواسطة من لا وطن، ولا مبادئ لهم، وسيل الشائعات المغرضة تجاه الدولة من قبل أصحاب مآرب قد باتت مفضوحة؛ لكنها تشكل خطرًا على تشكيل الوعي، خاصة لدى العديد ممن لا يحاولون الولوج للمصادر الرسمية الخاصة بمؤسسات الدولة الوطنية؛ ومن ثم يستقون معلوماتهم من منصات التواصل الاجتماعي سريعة الانتشار.
منذ أن تحررت البلاد من خلال ثورتها (30 يونيو 2013م)، وبدأت أيدي الإعمار في شتى ربوع الوطن؛ بغية الخروج من حالة العوز، والتغلب على الأزمات التي كانت ضربًا من المستحيل في الماضي القريب؛ فتحولت من دولة هشة في اقتصادياتها إلى دولة تمتلك مقومات التنمية، بل وصارت جاذبة للاستثمار، وفي المقابل تشتعل نيران الشائعات كل يوم؛ من أجل خلق مناخ سلبي، يهبط العزائم، ويضير بالفكر، ويوجه الطاقات نحو السلبية المفرطة؛ فيبدو العطاء ضربًا ثقيلًا لا يقبل عليه العامة.
الشائعات تستهدف العمل على إحداث فرقة، وتشرذم الشعب؛ كي يدخل في نفق مظلم، بدايته الخلاف، ونهايته النزاع المسلح، وهنا يسهل النيل من مقدرات الدولة المادية منها، والبشرية على حد سواء، وهذا ما تم نهجه في كثير من دول الجوار؛ فأصبحت الواحات الآمنة منصات؛ لإطلاق الصواريخ، وهتك لسياج الأمن، والأمان، وأضحى سيلان الدماء على الأرض، وإزهاق الأرواح البريئة أمرا اعتياديًا، قد ألفته الأنظار.
ما يجعل الأمور في غير نصابها أن من يروجون للشائعات يتركون قضايا ساخنة على الساحة الإقليمية، والعالمية، ويوجهون أسهم مسمومة تجاه مؤسسات الدولة المصرية دون غيرها، وكأن العالم يعيش في رغد، وسلام، ومصر بها كل المشكلات، والتحديات، والأزمات، التي لا مقابل، ولا نظير لها في الدنيا بأكملها، وهذا ما يؤكد أن الشائعات المشوبة التي يبثها أصحاب الأجندات، لا جدوى، ولا طائل منها؛ فقد أخذ الشعب حصانة، ومنعة منها.
شعار الدولة واضح لدينا؛ ألا وهو العمل، وبذل أقصى ما في الجهد من أجل إحداث تنمية مستدامة، تسهم في نهضة الوطن؛ ومن ثم لا تعير شائعات المغرضين أهميتها، وتنطلق مؤسساتها الوطنية الرسمية، وغير الرسمية في طريقها القويم نحو تحقيق غايات عليا، يأتي في مقدمتها توفير الحياة الكريمة التي تحفظ على المواطن عزته، وتجعله قادرا أن يحيا حياة مستقرة آمنة؛ ليصنع مستقبله المشرق بسواعده، وفكره البناء.
العالم بأسره يموج بحالات من الارتباك خاصة في المجال الاقتصادي؛ حيث النوازل، والصراعات المسلحة، وغير المسلحة التي أضرت بالملف الاقتصادي، وأثرت على إنتاجية الدول، والشعوب، وأغرقت الدول في ديون يصعب تقديرها؛ ومن ثم تحاول الدول المستقرة، ومنها مصر أن تدشن المزيد من المشروعات القومية التي تساعدها على تعظيم اقتصادياتها، وتعمل على ترسيخ فكرة القيمة المضافة لكل ما تمتلكه من موارد طبيعية؛ كي تزداد الدخول التي تلبي احتياجات الشعوب قدر الإمكان.
مصر من الدول التي تتميز بجغرافيا تساعدها على جذب الاستثمار في ظل بيئة آمنة، ومستقرة، ومشروعات ساعدت في إيجاد بنية تحتية، وفوقية ساعدت في مضاعفة خطوط الإنتاج لصناعات مهمة قد فتحت آفاقًا كبيرة نحو المزيد من أمل التمدد على المستوى الداخلي، والخارجي، مما يسهم في الطلب من القوى العاملة البشرية، وهذا بالطبع قد حد من مشكلة البطالة؛ حيث فرص العمل المتنوعة، ورغم ذلك لم تسلم الدولة، ومؤسساتها الوطنية، وقيادتها الذكية من شرور أهل الضلال ، الذين يتبنون فكرة الإحباط، وتكريس حالة السلبية لجموع الشعب عبر ما يطلقونه من شائعات تحمل في طياتها أكاذيب.
التنمية سلاح الإعمار، وأداة فاعلة لبناء الأوطان، والشائعات المغرضة معول هدم للدول، والأقطار، وتنمية الوعي الصحيح ضرورة بالغة الأهمية في وقتنا هذا؛ كي يدرك شباب الأمة المصرية أن الوطن لا يباع، ولا يشترى، وإنما يتم الحفاظ على مقدراته، وتعظيم موارده من خلال عمل متواصل، وجهد مستدام، يرفع من قدر، ومقدار مصرنا الحبيبية.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
Trending Plus