العرب ومعضلة الخطاب الأمريكى

لاشك أن النظام العالمى فى ظل الاضطرابات السياسية والاقتصادية وتعدد بؤر الصراع، وفى القلب أحداث غزة الدامية، نحو تغير جديد قد يوصف بأن هناك انهيار وشيك، وما يقلق حقا، تأثير ذلك وتداعياته على مستقبل المنطقة والإقليم، فالبنظر إلى ما يحدث، فالأوضاع في ليبيا والعراق والسودان لا تتحسن ومن سيّء لأسوأ ، فضلا عن الأوضاع في البحر الأحمر - كممر ملاحي تجاري هام- أصبحت شائكة ، كما أن الأوضاع في اليمن في توتر دائم ومتصاعد فضلا عن تطورات الأوضاع في سوريا ، ولبنان.
والأخطر تعاطى القوى العظمى وعلى رأسهما الولايات المتحدة يؤكد أننا أمام قوى استعمارية جديدة بثوب جديد، وهو ما يؤكده أيضا شكل وفحوى الخطاب الأمريكي للرئيس الأمريكى ترامب وقراراته الأخيرة، والذي لا يفوت فرصة إلا ويُهدد الشرق الأوسط ويتوعده دائما بالجحيم المنتظر باعتباره الحاكم المهيمن على كل الأمور في الشرق والغرب.
بل الأخطر، اختفاء مصطلح "الدول العربية " من الخطاب الرسمي الأمريكي والصهيوني، واستبداله بمصطلح "الشرق الأوسط الجديد
وكل هذا يأتي في ظل مواصلة وإصرار الولايات المتحدة على الاستثمار في الصراعات، حيث تعمل على خلقها وإشعالها لتنال منها مكاسب اقتصادية واستراتيجية وسياسية كبيرة ، كما أنها تعتبر أن الكيان الإسرائيلي أحد أهم الثوابت السياسية والاستراتيجية لها في الخارج لذا فهي تقدم له كل سبل الدعم الممكنة.
لذا، نقول وننبه، إن الانقسامات بين الدول العربية أكبر ذريعة للمجتمع الدولي للتنصل من واجباته في تحقيق العدالة وتنفيذ القانون الدولي حيال الحروب والقضايا المطروحة فعلينا التوحد والاصطفاف والتكامل قبل فوات الآوان.
Trending Plus