العزلة ولوم الذات أبرز أعراض صدمة "ما بعد الطلاق".. خد وقتك للتعافى

يعد الطلاق، باعتباره فقدان لعلاقة مهمة، من أصعب تحديات الحياة، ويزيد من خطر الإصابة بأعراض نفسية مؤلمة.وفقًا لمقياس تقييم إعادة التكيف الاجتماعي (SRRS)، الذي يقيس العلاقة بين أحداث الحياة والتوتر والقابلية للإصابة بالمرض، يُعتبر الطلاق أحد أشد ضغوط الحياة ، والذى قد يؤدي إلى الإصابة اضطراب كرب ما بعد الصدمة، بحسب موقع "Very well mind"

اضطراب ما بعد الصدمة الناتجة عن الطلاق

يعد اضطراب ما بعد الصدمة ضمن فئة الاضطرابات المرتبطة بالصدمات والضغوط، ويحدث نتيجة التعرض للموت الفعلي أو التهديد بالموت، أو الإصابة الخطيرة، وقد يشمل ذلك تجربة الحدث المؤلم الذي حدث لأحد أفراد العائلة المقربين أو الأصدقاء، أو مشاهدته أو التعرف عليه بشكل مباشر.

وتؤدى الإصابة بالاضطراب لبعض الأعراض، على رأسها:
 

التغيرات في الإثارة وردود الفعل بعد الصدمة
أعراض مزعجة مثل استعادة الذكريات المؤلمة أو الكوابيس بشكل مستمر.
تجنب المشاعر أو التذكيرات الخارجية.
انخفاض الاهتمام بالأنشطة

الشعور بالعزلة

وقد تظهر الأعراض فورًا بعد الحادثة أو تتأخر لأشهر، وتستمر لأكثر من شهر وتُسبب ضائقة أو اختلالًا وظيفيًا اجتماعيًا أو مهنيًا.
وفى العادة لا يسبب الطلاق اضطراب ما بعد الصدمة، إلا أن بعض الدراسات توصلت إلى أن العديد من الأشخاص بعد انتهاء العلاقة، يعانون من أعراض مشابهة لتلك التي يعاني منها الأشخاص الذين نجوا من مواقف مرهقة للغاية، وهذا يعني أنه في بعض الحالات، قد يعاني الأشخاص الذين يمرون بالطلاق من أعراض مشابهة لتلك التي يعاني منها الأشخاص الذين تعرضوا للأحداث الصادمة أو المهددة للحياة.

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة الناتجة عن الطلاق
 

تشمل أعراض اضطراب ما بعد الصدمة التي قد تظهر في أعقاب الطلاق أو الانفصال ما يلي:

الأفكار السلبية المفرطة عن الذات أو العالم
المبالغة في لوم الذات أو لوم الآخرين
انخفاض الاهتمام بالأنشطة
الشعور بالعزلة
التهيج أو العدوانية
جنون العظمة
السلوك المحفوف بالمخاطر أو المدمر
صعوبة التركيز
صعوبة النوم
من الطبيعي أيضًا الشعور بأعراض الحزن بعد الطلاق، قد تكون الصعوبات التي تلي الطلاق شكلاً من أشكال الحزن المؤلم، وهو سمة مميزة لحالة تُعرف باسم اضطراب الحزن المطول .

صدمة الطلاق والأطفال
 

يُعدّ الطلاق أمرًا صعبًا على الأطفال أيضًا. ووفقًا لإحدى الدراسات، فإنّ حالات الطلاق التي تنطوي على صراعات كثيرة تزيد من خطر ظهور أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لدى الأطفال .
يمكن للوالدين المساعدة في الحد من الآثار الضارة للطلاق بالتركيز على نهج غير عدائي لإنهاء الزواج بدلاً من اللجوء إلى التقاضي، كما أن تجنب الخلافات، والتعاون معًا لتربية الأبناء بفعالية، والتحدث إلى أخصائي الصحة النفسية قد يكون مفيدًا أيضًا.

التعامل مع صدمة الطلاق
 

قد يكون الطلاق مؤلمًا للجميع، ولكن هناك أمور يمكنك القيام بها لرعاية نفسك خلال هذه الفترة العصيبة، مثل:

تقبّل مشاعرك

من الطبيعي أن تشعر بمشاعر صعبة ومُزعجة بعد الطلاق. اعمل على تقبّل مشاعرك دون محاولة إنكارها أو الحكم عليها.

اطلب الدعم الاجتماعي

دعم الأصدقاء والعائلة ضروري. مشاركة مشاعرك مع الآخرين تخفف من وطأة الضيق وتساعدك على الشعور بالوحدة.

خذ وقتًا للتعافي

امنح نفسك استراحة وركز على رعاية نفسك عاطفيًا وجسديًا.

استخدم استراتيجيات الاسترخاء

غالبًا ما يكون مستوى التوتر مرتفعًا أثناء الطلاق وبعده، لذلك قد يكون من المفيد استخدام تقنيات الاسترخاء لتخفيف التوتر، بما في ذلك اليقظة والتنفس العميق والتأمل لتهدئة عقلك وجسدك.
إذا كنت تواجه صعوبة في التعامل مع صدمة الطلاق، تواصل مع أخصائي للحصول على مساعدة إضافية، حيث يمكن لمعالج مؤهل مساعدتك في التغلب على مشاعرك وتطوير استراتيجيات جديدة للتكيف تساعدك على العودة إلى المسار الصحيح.