ترامب يمنح الليبراليين فوزاً ثميناً فى كندا.. سياسات الرئيس الأمريكى تجاه جارته الشمالية قلبت الانتخابات لصالح الحزب الحاكم.. كارني بعد فوزه: تهديدات دونالد ليست عابرة ويحاول تحطيمنا ليتمكن من امتلاكنا

استطاع الليبراليون فى كندا تحقيق الانتصار فى الانتخابات العامة، لتستمر مسيرتهم فى حكم البلاد فى فترة ما بعد جاستن ترودو، ليحققوا عودة سياسية مذهلة يعود الفضل فيها إلى حد كبير إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفاز حزب رئيس وزراء الكندى مارك كارنى فى الانتخابات، متفوقا على منافسه اليمينى حزب المحافظين، الذى كان يأمل أن تكون المعاناة الاقتصادية للكنديين فى الأشهر الأخيرة سبيله للعودة إلى السلطة، إلا أن تهديدات ترامب بضم كندا وفرضه رسوم جمركية على جارته الشمالية، قلبت الحظوظ لصالح الليبراليين، لاسيما بعد استقالة رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو.
وقالت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية إن ما حدث كان تحولا مذهلاً فى الحظوظ، سببه تهديدات الرئيس الامريكى
وكان الكنديون على وشك هزيمة ساحقة، حتى بدأ ترامب فى مهاجمة اقتصاد كندا وتهديد سيادتها، باقتراح جعلها الولاية الـ51. وأثارت تصرفات ترامب غضب الكنديين، مما أدى إلى تعزيز الشعور القومى، الذى ساعد اليبراليين فى قلب سرد الانتخابات والفوز بفترة رابعة على التوالي فى السلطة.
فى خطاب الانتصار الذى ألقاه أمام أنصاره فى أوتاوا، شدد كارنى على أهمية الوحدة الكندية فى وجه تهديدات واشنطن، وقال أيضا إن نظام المنفعة المشتركة بين كندا والولايات المتحدة، الذى كان قائما منذ الحرب العالمية الثانية، قد انتهى.
صدمة من الخيانة الكندية
وقال: "نحن فى صدمة من الخيانة الأمريكية، لكن لا ينبغي ألا ننسى الدروس".
وتابع قائلا: "كما حذّرتُ منذ أشهر، أمريكا تريد أرضنا، ومواردنا، ومياهنا، وبلادنا"، قال كارني. "هذه ليست تهديدات عابرة. الرئيس ترامب يحاول تحطيمنا حتى تتمكن أمريكا من امتلاكنا. هذا لن يحدث أبدًا... أبدًا. لكن يجب علينا أيضًا أن ندرك حقيقة أن عالمنا قد تغير جذريًا".
وتقول أسوشيتدبرس إن زعيم حزب المحافظين بيير بويليفرى كان يأمل أن تكون الانتخابات استفتاءً على رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو، الذى تراجعت شعبيته بعد نحو عقد فى السلطة مع ارتفاع أسعار الغذاء والإسكان. إلا أن ترامب هاجم كندا، واستقال ترودو، وأصبح كارنى زعيما للحزب الليبرالى ورئيسا للوزراء.
فى خطاب اعترافه بالهزيمة، ومع استمرار الشك في فوزه بمقعده في مجلس العموم، تعهد بويليفرى بمواصلة النضال من أجل الكنديين.
وقال بزعيم المحافظين لأنصاره فى أوتاوا: "ندرك أننا لم نصل إلى خط النهاية بعد. نعلم أن التغيير ضروري، لكن تحقيقه صعب. يتطلب وقتًا وجهدًا. ولهذا السبب علينا أن نتعلم من دروس هذه الليلة، لنتمكن من تحقيق نتيجة أفضل في المرة القادمة التي يقرر فيها الكنديون مستقبل بلادهم".
وترشح كارنى لأول مرة فى هذه الدورة الانتخابية لتمثيل دائرة فى ضواحى أوتاوا. وتولى كارنى رئاسة الحكومة فى مارس الماضى بعد استقالة ترودو عقب ضغوط ناجمة عن سياسته الاقتصادية.
وسبق أن تولى كارنى منصب محافظ بنك كندا وبنك إنجلترا، وساعد المؤسستين فى التعامل مع الأزمات المالية وبريكست. ورغم أنه قادم جديد إلى السياسات الانتخابية، إلا أنه قدم المشورة لترودو فى التعامل الاقتصادى مع وباء كورونا.
ترامب جوهر الحملة الانتخابية
ورغم أن الانتخابات شأن داخلى تماما، إلا أن تأثير ترامب كان جلياً فيها.
وقال رئيس وزراء كيبيك السابق، جان شاريه، فى تصريح لوكالة أسوشيتدبرس قبل الانتخابات، إن ترامب هو جوهر الحملة الانتخابية، فالسؤال المطروح هو: من سنختار لمواجهة ترامب؟ لقد تغير كل شىء.
وتلفت أسوشيتدبرس إلى أن السياسة الخارجية لم تؤثر على الانتخابات الكندية بهذا القدر منذ عام 1988، عندما هيمنت التجارة الحرة مع الولايات المتحدة على الخطاب السياسي.
Trending Plus