عودة شبه كاملة للكهرباء فى جميع أنحاء إسبانيا بعد ظلام حالك.. الملك يعقد اجتماعا طارئا.. الخسائر تتجاوز 44 مليار يورو.. إنقاذ آلاف الركاب العالقين فى القطارات.. ومسئولة تصفه بأحد أخطر الحوادث المسجلة في أوروبا

بدأت الكهرباء تعود إلى أجزاء من إسبانيا والبرتغال في وقت متأخر من يوم الاثنين 28 أبريل، بعد ظلام حالك عاشت فيه البلاد ، بسبب انقطاع  الكهرباء الذى أدى إلى إلغاء الرحلات الجوية وتوقف وسائل النقل العام وتعليق العمليات الروتينية للمستشفيات. ولكن هذه ليست الحادثة الوحيدة من هذا النوع التي تم الإبلاغ عنها مؤخرًا.

وقالت صحيفة لابانجودريا الإسبانية إن انقطاعات التيار الكهربائي بحجم تلك التي حدثت يوم الاثنين نادرة في أوروبا،  ومع ذلك، فقد حدث اثنان بالفعل في أقل من ستة أسابيع، كما أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية حالة الطوارئ الوطنية، وأعلنت وزارة الداخلية البرتغالية حالة الطوارئ في مجال الطاقة بعد انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي أثر على ملايين الأشخاص.

وعقد ملك إسبانيا ، فيليبى السادس، اجتماعا طارئا لمجلس الأمن القومى، وذلك في أعقاب انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء إسبانيا، ومن المقرر حضور رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز.

وأشارت صحيفة الموندو الإسبانية إلى أن الاجتماع سيتم انعقاده فى قصر مونكلوا الملكى، ويرأسه الملك لبحث الرد على انقطاع التيار الكهربائي.

وأعلنت المصادر ذاتها أن سانشيز ترأس اجتماعا الليلة في شركة ريد إليكتريكا مع رئيستها بياتريس كوريدور، وحضره أيضا نائبة الرئيس الأولى ووزيرة المالية ماريا خيسوس مونتيرو؛ النائبة الثالثة للرئيس ووزيرة التحول البيئي والتحدي الديموجرافي، سارة أجيسين، ووزير التحول الرقمي والخدمة العامة، أوسكار لوبيز.

خسائر اقتصادية

وأدى توقف النشاط الاقتصادي بسبب انقطاع التيار الكهربائي إلى انقطاع جميع أنواع العمليات الصناعية والإنتاجية، وتوقفت الصناعات عن العمل، واضطرت قطاعات مثل التجارة والضيافة إلى تقصير ساعات العمل أو تعديلها،  مع تأثير ذلك على مبيعاتهم.

علاوة على ذلك، اضطرت آلاف الشركات إلى تعليق أيام العمل في جميع أنحاء شبه الجزيرة الأيبيرية بسبب نقص الكهرباء.

وقالت بروكسل إنه لا يوجد ما يشير إلى أن انقطاع التيار الكهربائي في إسبانيا والبرتغال ناجم عن هجوم إلكتروني.

وبحسب حسابات اتحاد أصحاب العمل، خسرت البلاد 0.45% من ناتجها المحلي الإجمالي لكل يوم من النشاط الاقتصادي "المفقود" بسبب عطلة نهاية الأسبوع الطويلة،  ولكن حتى في عطلات نهاية الأسبوع الطويلة، هناك شركات تعمل، مثل شركات الخدمات والضيافة.

احتجاز المئات في القطارات

أدى انقطاع التيار الكهربائي الذي ضرب إسبانيا أمس الاثنين 28 أبريل إلى شلل البلاد لمدة 10 ساعات تقريبًا، وكان قطاع النقل، وخاصة السكك الحديدية، أحد القطاعات الأكثر تضررًا، وأدت إلى توقف القطارات واحتجاز مئات الأشخاص بداخلها.

انقاذ ركاب قطار فى اسبانيا

وأشارت صحيفة لابانجورديا الإسبانية إلى أن الحرس المدني الإسبانى قام بإنقاذ  390 شخصًا يسافرون بالقطار من مدريد بين مدينتي بيكانيا وسيريفيلا عندما تعطلت وسيلة نقلهم في منطقة يصعب الوصول إليها، وفقًا لقيادة الحرس المدني في فالنسيا.

وكانت الساعة 4:30 مساءًا، واضطر الركاب إلى قضاء أربع ساعات ونصف داخل القطار ، حتى وصل رجال الحرس المدني للإنقاذ في الساعة التاسعة مساء، بفضل خط الحبال الذي وضعوه لتسهيل النزول، تمكنوا من إخراج الجميع سالمين. وبعد النزول، تم نشر حافلات الطوارئ الطبية لنقلهم إلى محطة خواكين سورولا.

وكانت أعلنت سبع مناطق من المناطق الإحدى عشر التي تتمتع بالحكم الذاتي والتي يحكمها حزب الشعب حالة الطوارئ بسبب انقطاع التيار الكهربائي: "نحن نواجه حالة طوارئ وطنية، ويجب أن نستجيب وفقًا لذلك".

 إنقاذ 13000 راكب

واضطر عناصر الحرس المدني الإسباني، الاثنين، إلى مساعدة ما مجموعه 13 ألف راكب تأثروا بحوادث في القطارات التي كانوا يسافرون على متنها أثناء انقطاع التيار الكهربائي الشامل في جميع أنحاء إسبانيا، بحسب وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي".

وبالإضافة إلى التدخل في فالنسيا، تشمل الإجراءات الجديرة بالملاحظة الأخرى إنقاذ 200 راكب من قطار مدريد - إشبيلية إيريو، الذي توقف بالقرب من بلدة ميساس دي جوادالورا في قرطبة، حيث وزع الضباط زجاجات المياه والطعام.

عادت شبكة السكك الحديدية إلى نصف طاقتها بعد انقطاع التيار الكهربائي: هذه هي الاتصالات التي أعيد إنشاؤها وتلك التي لم يتم إنشاؤها.

كما قدمت المساعدة لقطار توقف بالقرب من بيمبيبري (ليون) وعلى متنه 280 شخصًا تم إجلاؤهم في سيارات الإسعاف بدعم من بعض دوريات أمن المواطنين.

آلاف من ركاب القطارات السريعة يتأثرون بانقطاع الكهرباء في إسبانيا

وبسبب حالة عدم اليقين المستمرة، عززت قوات الأمن أمس الاثنين خلال الانقطاع الكهربائى ، بوجود دورياتها في جميع أنحاء إسبانيا، مع 15 ألف ضابط من الحرس المدني ومجموعة المرور، و15 ألف ضابط آخرين من أمن المواطنين من الشرطة الوطنية، كل ذلك كإجراء وقائي ردًا على انقطاع التيار الكهربائي في إسبانيا.

مسئولة أوروبية: أخطر الحوادث المسجلة في أوروبا

واستبعدت تيريزا ريبيرا، نائبة الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية ، احتمال حدوث تخريب. ومع ذلك، قالت إن الانقطاع "يعد من أخطر الحوادث المسجلة في أوروبا في الآونة الأخيرة".