6 أسباب لحوادث افتراس المدربين أو العمال من الأسود.. طبيب بيطرى يوضح

أكد الدكتور محمد راضي الطنطاوي، طبيب بيطرى، أن ترويض الحيوانات المفترسة مثل الأسود والنمور لم يكن في الأصل وسيلة للترفيه، بل ارتبط عبر التاريخ باستئناس بعض الحيوانات لخدمة الإنسان، سواء في الإنتاج مثل الأبقار والجاموس، أو في الحروب مثل الخيول والجمال. لكن مع تطور الحياة وزيادة البحث عن وسائل ترفيه غير تقليدية، اتجه الإنسان إلى ترويض الحيوانات المفترسة لعرضها في السيرك، ما أدى إلى حوادث خطيرة رغم القوانين المنظمة لهذه العروض.
وأوضح طنطاوي، لليوم السابع، أن هناك عدة أسباب رئيسية لوقوع حوادث افتراس المدربين أو العمال، بل وأحيانًا المشاهدين، ومن أهمها:
1- الجوع: الحيوان المفترس، مهما تلقى من تدريب، يظل محكومًا بغريزته الطبيعية التي تدفعه للصيد بنفسه. وعند شعوره بالجوع، قد يخرج عن السيطرة بحثًا عن الطعام، ما يجعله يشكل خطرًا كبيرًا على من حوله.
2- ثقة المدرب: إذا شعر الحيوان بأن المدرب متردد أو خائف، فقد ينقض عليه على الفور. فالمفترسات، رغم الرعاية التي تتلقاها، تظل كائنات تسعى للتحرر من القيود.
3- الحالة المزاجية للحيوان: الحيوانات تشعر بالألم والتعب مثل البشر، وإذا كانت مريضة أو غير مرتاحة، قد ترفض تنفيذ الأوامر أو تصبح أكثر عدوانية. لذا، من الضروري إجراء فحوصات بيطرية دورية قبل العروض.
4- موسم التزاوج: خلال هذه الفترة، تتغير طباع الحيوانات بشكل ملحوظ، وإذا لم ينتبه المدرب لهذه التغيرات، فقد يعرض نفسه للخطر.
5- أصل الحيوان: الحيوانات التي وُلدت في الأسر تكون أكثر تأقلمًا مع بيئة السيرك مقارنة بتلك التي تم أسرها من البرية، والتي تكون أكثر عدوانية وصعوبة في الترويض.
6- الفروق الفردية بين الحيوانات: لكل حيوان طبيعته الخاصة، فبعضها لديه شخصية قيادية يصعب التعامل معها، مما يزيد من احتمالية وقوع الحوادث.
وللحد من هذه المخاطر، شدد طنطاوي على ضرورة اتباع إجراءات وقائية صارمة، منها:
- الاهتمام بتغذية الحيوانات بشكل كافٍ، خاصة خلال المواسم التي تزداد فيها العروض، لضمان عدم تعرضها للجوع الذي قد يدفعها إلى الهجوم.
- تدريب المدربين على التعامل بحكمة مع الهجمات، بحيث لا يظهروا أي ضعف أمام الحيوانات، مما قد يشجعها على زيادة شراستها.
- مراقبة الحالة النفسية والسلوكية للحيوانات بشكل مستمر، وتسجيل ملاحظات حول سلوكها لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر لضمان السيطرة عليها أثناء العروض.
- الانتباه لمواسم التزاوج، حيث تكون الحيوانات أكثر تقلبًا في المزاج وأكثر عرضة لمحاولات الهروب أو الهجوم.
- تخصيص أساليب تدريب تتناسب مع طبيعة كل حيوان، فبعضها ينفذ الأوامر حبًا في المدرب، بينما البعض الآخر يؤدي الحركات بدافع المكافأة فقط.
وختم طنطاوي حديثه بالتأكيد على أن ترويض الحيوانات المفترسة يجب أن يتم وفق ضوابط صارمة تضمن سلامة المدربين والجمهور، مشددًا على أن التسلية لا يجب أن تأتي على حساب أرواح البشر.
Trending Plus