أم بجمة.. كنز التعدين المنسي في جنوب سيناء.. صور

المشروع القديم

جنوب سيناء ـ محمد حسين

الخميس، 03 أبريل 2025 02:00 ص

تمثل منطقة أم بجمة بمدينة أبو زنيمة في جنوب سيناء إحدى أغنى المناطق بالثروات المعدنية في مصر، حيث تزخر بخامات المنجنيز، الكاولين، رمل الزجاج، الدولوميت، الأكاسيد، واليورانيوم. وكانت المنطقة في بدايات القرن العشرين مركزًا صناعيًا متكاملًا لصناعة التعدين، حيث ضمت أقدم مدينة صناعية مصرية متخصصة في استخراج المنجنيز، وجذبت العديد من المهندسين الإنجليز الذين أسهموا في تطوير القطاع.

آوضحت بيانات محافظة جنوب سيناء الرسمية انه تقع أم بجمة على ارتفاع 1100 متر فوق سطح البحر، وشهدت تأسيس منشآت متكاملة تضمنت منازل للمهندسين والعمال، مستشفى، مدرسة، مخبز، صيدلية، وحتى مسرح يُقال إنه استضاف حفلاً لكوكب الشرق أم كلثوم. وللتغلب على صعوبة التضاريس، أنشئ أول تلفريك في إفريقيا لنقل خام المنجنيز إلى محطة السكة الحديد المؤدية إلى مصنع أبو زنيمة. كما أسس الإنجليز أول مصنع للحديد والصلب في الشرق الأوسط داخل المنطقة، مما عزز مكانتها الصناعية.

ويعد الوصول إلى أم بجمة مغامرة شيقة، حيث تتطلب الرحلة سيارات دفع رباعي تعبر ممرات جبلية وعرة، وصولًا إلى بوابة الموقع الحديدية التي لا تزال قائمة حتى اليوم، ويديرها بدو سرابيط الخادم الذين يفتحونها للأفواج السياحية المهتمة باكتشاف هذه المدينة التراثية الفريدة، وبحسب ماجاء في بيانات محافظة جنوب سيناء انه رغم تاريخها العريق وأهميتها الجيولوجية، فإن أم بجمة تحولت إلى مدينة مهجورة لم يتم استغلالها سياحيًا بالشكل الأمثل. ويمكن تحويلها إلى مزار سياحي عالمي، خاصة للسياح الإنجليز الذين ارتبطت أجدادهم بتاريخ بناء هذه المدينة قبل 150 عامًا. كما يمكن تنظيم رحلات علمية وجيولوجية تسلط الضوء على أهمية التعدين في مصر عبر العصور.

إلى جانب المنجنيز، تزخر جنوب سيناء بمعادن أخرى، أبرزها الفيروز، الذي كان يُعرف عند الفراعنة باسم "مفكات"، حيث أرسل ملوك مصر القديمة بعثاتهم إلى سرابيط الخادم والمغارة لاستخراجه، ومن بينهم أمنمحات الثالث، أحمس، تحتمس الثالث، ورمسيس الثاني، ويعد استغلال أم بجمة سياحيًا قد يسهم في إحياء تاريخ التعدين المصري، ودعم الاقتصاد المحلي، وكشف هذا الكنز المفقود بين جبال جنوب سيناء.