حسبة عمري.. وفضيلة طرح الأسئلة

هيثم الحاج على
هيثم الحاج على
هيثم الحاج على

منذ فترة طويلة لم نحظ بموسم للدراما الرمضانية بهذا القدر من الجدية والفنية العالية، وربما يمكن لنا اعتبار هذا الموسم بداية جديدة لأعمال تتماس مع الواقع وتشتبك معه، وتقدم صناعة عالية الجودة وجريئة في الوقت نفسه، مما يعلي من سقف التوقعات في الفترة القادمة التي نرجو ألا تركز فقط على دراما رمضان بل تهتم بهذه النوعيات من الإنتاج على مدار العام.

وربما كان مسلسل حسبة عمري واحدا من تلك الأعمال التي استطاعت بحرفية عالية أن تشتبك مع قضايا اجتماعية تخص المرأة ودورها المهم وواجباتها وحقوقها في المجتمع وداخل مؤسسة الزواج، خاصة عندما تختار طواعية، أو بحكم الظرف الاجتماعي أن تتنازل عن حقها في العمل وفي الاستقلال المالي، وهو الأمر الذي يتوجب النظر معه إلى طبيعة التغيرات الاجتماعية ومواكبتها، سواء على مستوى العرف أو على مستوى صياغة القوانين التي تحكم هذه الأمور.

وأيا كان الرأي النهائي في هذا الأمر فإن مجرد طرح مثل هذه التساؤلات هي في ذاتها جرأة كبيرة لم تدّع تقديم إجابة نهائية أو حل أخير، لكنها نبهت إلى بعض الجوانب التي يجب على المتخصصين الوقوف عليها ومناقشتها، وربما بدا النجاح الحقيقي للمسلسل في إثارته لما يشبه الحوار المجتمعي حول القضية، بما يجعل من عرض المسلسل مرة أخرى في غير زحام هذا الموسم أمرا ضروريا لاستمرار مثل هذا الحوار.

من ناحية أخرى فقد كان مشهد الحوار الذي أقامته بطلة العمل (روجينا) مع أحد المتخصصين (عبد العزيز مخيون)، وهو المشهد الذي أجاب فيه الرجل مرتين إحداهما في أثناء التسجيل والآخر خارجه، إجابتين متناقضتين، إحداهما للنشر والأخرى هي تعبير عن قناعته الشخصية، أمر يجب الوقوف عليه جليا، وجرأة في طرح فكرة الازدواجية الممكن وجودها داخل هذا السياق، وهي الازدواجية التي تنتج عن مجرد فكرة الاتباع الكامل للأعراف حتى لو كانت مناقضة لمنطق التغير والتحول، وهو ما يعكس إعلاء العرف حتى لو كان مؤقتا على القانون الأكثر ثباتا.

أيا كان الأمر، وأيا كانت نتيجة ذلك الحوار، فإن مجرد الطرح يعكس أفقا مفتوحا يجب الإفادة منه واستثماره، بل العمل على زيادة مساحته حتى يصبح التماس مع القضايا الحقيقية للمجتمع واحدا من الاهتمامات الأساسية للأعمال المماثلة.

تحية لفريق العمل في هذا المسلسل الذي قدم قضية مهمة في ثوب فني رائق وخصوصا بطلي هذا العمل عمرو عبد الجليل وروجينا اللذين خرجا بحرفية من دائرة أدوارهما المعتادة في السنوات الأخيرة إلى أفق رحب وحساس.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمود سعد: أرقام تحاليل أنغام تتحسن لكن موصلتش لمرحلة الخروج من المستشفى

أعظم العسكريين بالتاريخ الفرعونى.. تمثال الملك تحتمس الثالث بمتحف الغردقة

ليلى علوى: الحمد لله أنا كويسة ومحبتكم نعمة من عند ربنا (فيديو)

مواعيد قطارات خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الجمعة 15- 8 - 2025

مدرب شيكو بانزا السابق: اللاعب إضافة قوية للزمالك وقادر على التألق فى مركز الجناح


بيراميدز يواجه دايموند وديا اليوم استعدادا للمصري البورسعيدي

سنة دون مبرر.. غلق الوحدة السكنية يوجب إخلاءها فى قانون الإيجار القديم

مواعيد عرض "بتوقيت 2028" ثانى حكايات مسلسل ما تراه ليس كما يبدو

بدء هدم عمارة هندسة السكة الحديد بميدان رمسيس لتوسعة كوبرى أكتوبر.. إنشاء موقف متعدد الطوابق للقضاء على العشوائية وإزالة كافة الأكشاك والمحال المنتشرة بالميدان.. وتجهيز مول تجارى ومكاتب إدارية بديلة.. صور

رغم جاهزية اللاعب .. إمام عاشور خارج مباراة الأهلى وفاركو


بعد توجيه وزير الأوقاف برعايته الصحية.. قصة إمام مسجد بقنا طعنه لص

المشدد 5 سنوات لشقيقين لحيازتهما أسلحة واستعراض القوة بشبرا الخيمة

سموتريتش: نتنياهو يدعم ثورة الاستيطان بالضفة الغربية

ترامب عن لقاء بوتين فى ألاسكا: العقوبات جاهزة إذا لم نصل لنتيجة

طقس شديد الحرارة غدا ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 درجة وأسوان 49

الرئيس الفلسطينى يدعو اليابان للاعتراف بالدولة الفلسطينية

ليلى علوى تطمئن الجمهور على حالتها بعد الحادث: أنا بخير وقدر ولطف

وزير خارجية بريطانيا يبلغ عن نفسه بعد رحلة صيد مع نائب ترامب بسبب "سنارة"

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

ريال مدريد يقدم ماستانتونو لوسائل الإعلام.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى