وزارة الداخلية تعيد تشكيل مراكز الإصلاح.. وراء الأسوار حياة جديدة وفرصة لإعادة البناء.. بين الرياضة والفن والحرف فرص للدمج المجتمعى.. تحويل المؤسسات العقابية من عقاب إلى تعليم وتأهيل وفتح أبواب للأمل

مراكز الإصلاح والتأهيل
مراكز الإصلاح والتأهيل
كتب محمود عبد الراضي

فى مشهدٍ غير تقليدي، يخطو قطاع كبير من مراكز الإصلاح والتأهيل بوزارة الداخلية نحو تحول جذري، مدفوعًا برؤية جديدة تصبو إلى دمج النزلاء في المجتمع بشكلٍ حضاري يتوافق مع أعلى معايير حقوق الإنسان، وتحت قبضة الأمن، يتحول السجن من مجرد مكان للعقاب إلى ورشة لتشكيل شخصيات جديدة، تصطف الجدران الشاهقة لتحتضن أملًا جديدًا في حياة أفضل.

لقد شهدت هذه المراكز تطورًا غير مسبوق في الفترة الأخيرة، حيث تم إعادة بناء المباني وفقًا لأرقى المعايير العالمية، لتصبح أكثر من مجرد أماكن مغلقة وراء الأسوار، أصبحت مراكز الإصلاح وجهة للترقية والتطوير الشخصي، ليس فقط على مستوى الاحتياجات المعيشية، بل على صعيد الاهتمامات النفسية والاجتماعية أيضًا.

في الزمان والمكان اللذين ظنا البعض أنهما لا يحملان إلا قسوة الوحدة، جاء التطور ليمنح النزلاء فرصًا جديدة للإنسانية، مع الحفاظ على أمان المجتمع وسلامته.

في قلب هذا التحول، كانت أولى الخطوات نحو التغيير هي العناية بمرافق الرياضة والترفيه، لقد أصبح لمراكز الإصلاح ملاعب رياضية متعددة الأنواع، حيث يجد النزلاء متنفسًا لطاقاتهم في رياضات متنوعة، تُعد بمثابة شريان حياة يقوي من إرادتهم ويسهم في بناء صحة بدنية ونفسية قوية.

ومن بين هذه المرافق، الغرف المخصصة للموسيقى والعزف، والتي تبعث ألحانًا تأخذ النزيل إلى عوالم مختلفة، بعيدًا عن قيد الأسوار.

أما ورش النحت والخزف والرسم، فقد حولت الجدران إلى لوحات فنية تحمل قصصًا من الألم والأمل، وهو ما يعكس تجارب هؤلاء النزلاء الذين تحولوا إلى فنانين في مواجهة ظروف الحياة.

لا تقتصر الجهود على جوانب الرياضة والفنون فقط، بل تشمل أيضًا الجانب النفسي والاجتماعي، حيث توفر الوزارة أماكن للتأهيل النفسي تهدف إلى إعادة تأهيل النزلاء اجتماعيًا ونفسيًا، تمهيدًا لإعادة دمجهم في المجتمع بعد انقضاء فترة عقوبتهم.

هذه المرافق لم تقتصر فقط على تقديم خدمات الدعم النفسي، بل كانت بمثابة الطريق إلى عودة هؤلاء إلى الحياة الطبيعية، دون أن يحملوا في طياتهم آثارًا سلبية لماضيهم.

وعلى الصعيد الغذائي، فإن مراكز الإصلاح تولي اهتمامًا بالغًا بتوفير نظام غذائي متوازن، حيث يتم توفير ثلاث وجبات يومية لكل نزيل، تتوافر فيها كافة العناصر الغذائية اللازمة لصحة جيدة.

وفيما يتعلق بالرعاية الصحية، فإن المراكز مجهزة بمستشفيات حديثة تواكب آخر التقنيات الطبية، حيث يتوافر بها جميع التخصصات الطبية، والأجهزة الحديثة التي تضمن علاجًا متكاملًا للنزلاء.

من جهة أخرى، فإن وزارة الداخلية تسعى لتعزيز فرص النزلاء المستقبلية من خلال مشروعات الإنتاج الزراعي والصناعي، إذ تُقام ورش للحدادة والخشب وغيرها من الحرف اليدوية التي تهدف إلى تعليم النزلاء مهنًا تضمن لهم فرص عمل حينما يُفرج عنهم.

هذه الحرف لا تقتصر على توفير دخلٍ للنزيل، بل تفتح أمامه أفقًا جديدًا من الفرص الاجتماعية والمهنية.
كما يتم عرض منتجات النزلاء في معارض مراكز الإصلاح، التي تتيح للمواطنين شراء تلك المنتجات، مما يساهم في دمجهم مجددًا في الحياة العامة.
تُظهر هذه الجهود مجتمعة أن مراكز الإصلاح لم تعد مجرد أماكن عقابية، بل تحولت إلى مراكز بناء الإنسان، لتعود بالفائدة على النزلاء والمجتمع ككل.
إن وزارة الداخلية بتوجيهاتها الحكيمة برئاسة اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، تُثبت أن العقوبة ليست إلا خطوة نحو الإصلاح والإعادة إلى المجتمع بشكل أفضل، مما يجعل مراكز الإصلاح نموذجًا يحتذى به في بناء حياة جديدة خلف الأسوار.

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزارة التعليم: إضافة 20% من درجات العربى والتاريخ بالثانوية الدولية للمجموع

الأهلي يتقدم 4 مراكز في تصنيف أندية أفريقيا.. وغياب الزمالك وبيراميدز

الوكرة القطري يرفض طلب الأهلي ويتمسك بعودة حمدي فتحي بعد كأس العالم

الداخلية تضبط المتهمين بالاستعراض بسيارات

رسالة عاجلة من وزارة الخارجية للمصريين المقيمين في ليبيا


الرئيس السيسي يوجه بدراسة إمكانية إدراج الذكاء الاصطناعى كمادة إلزامية

دفاع الفنان محمد غنيم: إنهاء إجراءات إعادة المحاكمة وحبس موكلى لحين تحديد جلسة

ريال مدريد يعلن إستبعاد لونين من قائمة مباراة مايوركا بسبب الإصابة

مجلس الوزراء: رسوم عبور السفن المارة بـ "قناة السويس" تُحصل بالعملات الأجنبية

حسام البدرى لـ"اليوم السابع": نتوجه إلى مصراته وفي طريقنا للعودة إلى مصر


الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته

بيراميدز يكشف حقيقة الحصول على توقيع رامى ربيعة

زلزال مصر 2025.. البحوث الفلكية يكشف أسباب شعور المصريين بالزلزال.. معهد الفلك: لا يمكن التنبؤ بالزلازل والأوضاع فى مصر مستقرة.. تعليمات عاجلة للمواطنين وخط ساخن للإبلاغ عن حالات الطوارئ

زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر يضرب تونجا

أبرز تحديات تواجه ألونسو مع ريال مدريد

حدث ليلا.. تغطية شاملة لزلزال اليوم بقوة 6.4 ريختر: كان قويًا نسبيًا

تفاصيل زلزال "نص الليل".. سكان القاهرة والمحافظات يشعرون بهزة أرضية بقوة 6.4 ريختر.. البحوث الفلكية: قوى نسبيًا.. واستغرق أقل من 20 ثانية.. ورصدنا هزتين ارتداديتين.. والهلال الأحمر: لم ترد بلاغات بوقوع أضرار

ميلان يتحدى بولونيا فى نهائى كأس إيطاليا 2025.. الليلة

تفاصيل ميلاد هلال ذو الحجة وموعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى 2025

زلزال جديد.. الشبكة القومية ترصد أول هزة ارتدادية بقوة 2.69 ريختر

لا يفوتك


بدء اجتماع الحكومة الأسبوعى

بدء اجتماع الحكومة الأسبوعى الأربعاء، 14 مايو 2025 02:24 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى