الأمن والتنمية فى أفريقيا.. مصر وأنجولا وجيبوتى

تمثل الدائرة الأفريقية أحد أهم محاور علاقات مصر الاستراتيجية، وبعد زيارة الرئيس السيسى الناجحة لجيبوتى، استقبل رئيس جمهورية أنجولا «جواو لورينسو»، الرئيس الحالى للاتحاد الأفريقى، وقبل يوم استقبل الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السودانى، لبحث التعافى والاستقرار وتقديم الدعم للسودان الشقيق. كل هذه الزيارات واللقاءات تدعم الدائرة الأفريقية والعلاقات القارية والأمن والسلم الأفريقى، بجانب دعم وتقوية المسارات السياسية وإنهاء الصراعات البينية وحل قضايا الأمن القارى، ومن هنا تأتى أهمية التحركات المصرية التى تدعم المؤسسات الأفريقية سواء الاتحاد الأفريقى أو مجلس السلم والأمن بجانب السوق الأفريقية الحرة.
استقبل الرئيس رئيس جمهورية أنجولا «جواو لورينسو»، الرئيس الحالى للاتحاد الأفريقى، وتضمنت الزيارة جلسة مباحثات مغلقة وأخرى موسعة بمشاركة وفدى البلدين، حول تعزيز التعاون الثنائى فى المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وشهد الرئيسان توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، وأكد الرئيس السيسى استعداد مصر لتقديم كل أشكال الدعم والمساندة للأشقاء فى أنجولا، لا سيما فى مجالات تنمية وبناء القدرات فى قطاعات متعددة؛ منها الشرطة، والدفاع، والصحة، والإعلام، والسياحة، والزراعة، ومكافحة الفساد، والطاقة المتجددة، والدبلوماسية، بالإضافة إلى دعم تطوير مؤسسات الدولة، وناقش الرئيسان فرص التعاون بين البلدين، فى إطار مشروع ممر «لوبيتو» الاستراتيجى الذى يمثل محورا واعدا للتنمية فى القارة، وركيزة أساسية للتعاون المشترك، فى قطاعات التعدين والطاقة والبنية التحتية، بما يعود بالنفع على الدول والشعوب.
وبحث الرئيسان السيسى ولورينسو آليات دعم عمل الاتحاد الأفريقى وتعزيز التكامل القارى، إلى جانب الجهود المبذولة للحفاظ على السلم والأمن فى القارة الأفريقية، وثمن الرئيس السيسى رؤية الرئيس «لورينسو» الحكيمة، لرئاسة الاتحاد الأفريقى خلال العام الجارى، وأكد أنهما تبادلا الرؤى إزاء عدد من القضايا، ذات الاهتمام المشترك على الساحة الأفريقية، والتى شملت القرن الأفريقى، والسودان، ومكافحة الإرهاب، والأوضاع فى شرق الكونغو الديمقراطية.
وقال السيسى «أود بشكل خاص، أن أعرب عن تقديرنا العميق، للدور المحورى الذى قام به فخامة الرئيس «لورينسو»، للوساطة فى أزمة شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية»، وأضاف أن مباحثاتهما تناولت ضرورة الحفاظ على المواقف الأفريقية الموحدة، إزاء مختلف القضايا الدولية، وضمان التمثيل العادل لأفريقيا فى المؤسسات الدولية، لا سيما فى إطار جهود إصلاح وتوسيع مجلس الأمن الدولى. واتفقا أيضا، على أهمية الإسراع بعملية الإصلاح المؤسسى للاتحاد الأفريقى، وناقشا كذلك الأوضاع فى غزة، والتحديات الاقتصادية وندرة المياه وتغير المناخ، حيث عكست مباحثاتهما توافقا فى الرؤى إزاء تلك القضايا، واتفقا على استمرار التنسيق والتشاور المشترك، بين «القاهرة» و«لواندا»، فى مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
وفى المؤتمر الصحفى استعرض الرئيسان نتائج المباحثات، التى عكست تطابقا فى الرؤى، وإرادة سياسية مشتركة نحو الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب، بما يسهم فى تعظيم الاستفادة من إمكانات البلدين، ويخدم مصالح الشعبين الشقيقين، حيث اتفقا على ضرورة تعزيز أوجه التعاون فى مختلف المجالات، لا سيما السياسية والاقتصادية والاستثمارية، والعمل على تكثيف الجهود المشتركة، لدفع هذه العلاقات قدما بوتيرة أسرع، بما يتناسب مع عمقها التاريخى.
القضايا الأفريقية حاضرة فى كل لقاءات الرئيس السيسى، إيمانا بأهمية واستراتيجية الدائرة الأفريقية، وفى لقاء الرئيس السيسى بنظيره الجيبوتى «إسماعيل عمر جيله»، حيث تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، وعقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا أكد فيه الرئيس السيسى اعتزاز مصر بالروابط التاريخية، والشراكة الاستراتيجية، بين مصر وجيبوتى.
وتناولت المباحثات مجالات التعاون الثنائى فى مختلف القطاعات خاصة تحقيق أمن الطاقة فى جيبوتى، من خلال عدد من المشروعات، لتأهيل شبكة الكهرباء الوطنية، ومشروع محطة الطاقة الشمسية فى قرية «عمر جكع»، وتوسعة محطات طاقة شمسية وطاقة رياح، فى مناطق مختلفة بجيبوتى، مع التزام مصر بنقل خبراتها للأشقاء فى جيبوتى، وتشجيع الاستثمارات بين البلدين، لا سيما فى مجال الموانئ والمناطق الحرة، ومشروعات بالشراكة بين القطاعين العام والخاص المصرى والجيبوتى، ومشروع توسيع ميناء الحاويات فى «دوراله»، وتم الإعلان عن تأسيس «مجلس الأعمال المصرى الجيبوتى المشترك»، وتدشين مقر بنك «مصر - جيبوتى» فى غضون الأيام المقبلة.
وأكد الرئيس السيسى، على ضرورة دعم كل الجهود المبذولة لتدعيم ركائز الأمن والاستقرار فى الصومال الشقيق، وصيانة وحدته، وتكامل وسلامة أراضيه، ورفض أية محاولات، تهدد وحدة وسيادة السودان الشقيق وسلامة أراضيه، وتعزيز نفاذ المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق، وأكد الرئيسان السيسى وجيلة رفض تهديد أمن وحرية الملاحة فى البحر الأحمر، وضرورة الالتزام بمبادئ ومرتكزات الأمن الإقليمى، والاتفاق على المسؤولية الحصرية للدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، فى حوكمة هذا الممر الملاحى الدولى المهم وتأمينه.

Trending Plus