البرديات المصرية تكشف أسرار تاريخ المصرى القديم

يعد التاريخ الفرعونى المصرى القديم أحد أبرز الأسرار التى ما زال البحث عنها مستمرا إلى يومنا هذا، ودليل على وجود الأولين، تركوا مخطوطات دلت على وجودهم وأنشطتهم وحياتهم، كما قدموا من خلال تلك البرديات طرقا للعلاج وأحداث تاريخية وغيرها، حيث دون الفراعنة مخطوطات عديده يكتشفها علماء الآثار يومًا بعد يوم، وفى ضوء ذلك نستعرض أبرز البرديات المصرية القديمة.
بردية إيبرس
تعود معارف الطب في مصر القديمة إلى ما لا يقل عن 3500 عام ويؤكد هذا ثلاث برديات: إيبرس، وإدوين سميث، وبرديات كاهون لأمراض النساء والتى تضم العديد من التعليمات داخل البرديات موازية للإجراءات الطبية الحديثة، وتحتوي على علاجات باستخدام مئات المكونات وقد قدمت بعض هذه المكونات مؤخرًا أدلة معملية على أنها تحتوي على خصائص دوائية فعالة.
وتعتبر مخطوطة بردية إيبرس الموجودة في مكتبة جامعة لايبزج أكبر مخطوطة مصرية قديمة في الطب فهي تحتوي على 108 من الأعمدة المكتوبة على ملفوفة بردي طولها 19 مترا، وتصف عددا كبيرا من الحالات المرضية التي تتفرع حاليا إلى عدة تخصصات في الطب: طب النساء، الطب الباطني، طب الأسنان، طب الطفيليات، طب العيون، وطب الأمراض الجلدية.
بردية كاهون Kahûn Papyrus
ووُجِدت في اللاهون من أعمال مديرية الفيوم عام 1889 ميلادية، تُعتبَر أقدم بردية طبية يرجع تاريخها إلى عصر الدولة المتوسطة بين الأسرتين 12 و13، وهى بردية خاصة بأمراض النساء، وفيها كثير من الوصفات التى تشبه ما جاء فى بردية إيبرس وأدون سميث، مما يدل على أن هاتين البرديتين قد أخذتا الكثيرَ من البرديات السابقة لهما في العصور التاريخية، كما تحوى هذه البردية كثير من الوصفات الطبية السحرية.
كتاب الموتى
بالنسبة للمصريين القدماء كان الموت الجسدي مجرد خطوة أولى في رحلة محفوفة بالمخاطر إلى الحياة الآخرة، حيث كانوا يعتقدون أن الروح تعيش تحت رعاية الآلهة، لذا احتاج المتوفى إلى تعاويذ وتعليمات ليبحر في طريقه إلى الخلود، ومن هنا كتب الفراعنة كتاب الموتى وهو عبارة عن توجيهات مكتوبة فيما يقرب من 200 تعويذة في كتاب الموتى تم نقشها على أوراق البردي التى ظهرت أيضًا على الجدران والتوابيت والتمائم وحتى أغلفة مومياوات قدماء المصريين من الطبقة العليا.
ويعد كتاب الموتى أقدم كتاب فرعوني وصل إلينا، حيث دون فى عصر بناء الهرم الأكبر، ولا تزال نسخة منه محفوظة فى المتحف البريطانى ويضم دعوات للآلهة وأناشيد وصلوات، ثم وصف لما تلاقيه أرواح الموتى فى العالم الآخر من الحساب وما يلحقها من عقاب وثواب، حيث اعتقدوا بالبعث وبعودة الروح التى كانوا يرسمونها فى صورتين متقاربتين كا أو با.
بردية هيرست
وُجِدت هذه البردية في دير البلاص من صعيد مصر عام 1899 ميلادية، وهي محفوظة الآن في متحف كاليفورنيا، وكانت الطبقات الخارجية من هذا الملف البردى متكسرة بالية، وأما الطبقات الداخلية فكانت فى حالة جيدة، ويرجع تاريخ هذه البردية إلى ما بعد بردية إيبرس، كما يظهر من كتابتها أن تاريخها يرجع إلى السنة التاسعة لحكم الملك أمنيوفيس الأول.
بردية المشايخ
وهي من أهم المراجع في علوم العقاقير والعلاج في العصور القبطية، وجدها فلاح في جرجا كان يجمع السباخ بالقرب من بلدة مشايخ، داخل إناء من الفخار واشتراها بوريان، وأهداها للمعهد الفرنسي بالقاهرة سنة 1892، طول البردية 2.48 مترًا، وعرضها 27 سم، مجموع سطورها 240 سطرًا، بها 237 تذكرة، جميع المقارنات تدل على أنها كُتِبت بين القرنين التاسع والعاشر الميلاديين، البردية في مجموعها تشبه في كثير البرديات الفرعونية، فوق أنها حوت الكثير مما تأثَّرت به من الحضارة اليونانية، كما تأثَّرت أيضًا بالحضارة العربية، فاستعملت الكثير من أسماء الأدوية العربية. ترجمها العلَّامة أميل شاسيناه وعلَّق عليها.
Trending Plus