طرد الموريسكيين من إسبانيا.. حنين للماضي أم تخلص من آخر مسلمي الأندلس؟

الموريسكيون - صورة أرشيفية
الموريسكيون - صورة أرشيفية
محمد عبد الرحمن
تمر اليوم الذكرى الـ 416 على قيام فيليب الثالث ملك إسبانيا بإصدار المرسوم الملكي القاضي بطرد الموريسكيين من إسبانيا، وهو ترحيل للسكان أمر به الملك وبموجبه يجب على الموريسكيين، (أحفاد السكان المسلمين الذين تحولوا إلى المسيحية) بموجب مرسوم الملكين الكاثوليكيين فى مغادرة الأراضي الإسبانية.
 
وتٌرجع المراجع التاريخية القرار إلى رؤية الملك فيلب الثالث ملك إسبانيا آنذاك، إذ رأى أن الموريسكيين لا يزال لديهم حنين شديد بالعودة إلى ماضيهم المجيد في الأندلس الإسلامية، أكثر من رغبتهم في الاندماج في إسبانيا المسيحية، وهذا قد يدفعهم مستقبلا للتحالف مع المغرب أو الإمبراطورية العثمانية التي أصبحت سيدة البحر الأبيض المتوسط وكانت سفنها تغير على شواطئ إسبانيا بين الحين والآخر.
 
وتذكر المراجع التاريخية كذلك، أنه من بين الأسباب الرئيسية التي جعلت فيليب الثالث يصدر أمر الطرد، بداية العلاقات المغربية الهولندية، واقتناء المغرب بذلك للعديد من الأسلحة والفرقاطات الهولندية، وقبل تنفيد عملية الطرد كانت تحوم الإسبان شكوك حول الكيفية التي سيستقبل بها المغاربة قرار تسليم العرائش، حيث تزامن هذا الحدث مع موضوع ميناء العرائش، الذي كان يتفاوض الإسبان حوله مع الشيخ المأمون، بدعمه عسكريا ضد شقيقه السلطان زيدان، مقابل تنازله عن العرائش لفائدة التاج الإسباني، فتخوف الإسبان من سخط المغاربة ضد هذا الاتفاق وانتقال شرارته للموريسكيين الذين سيتلقون أمر الطرد.
 
وبحسب موسوعة "المعرفة الأندلسية" فأن الملك أمر الموريسكيون بالحضور مصحوبين بأمتعتهم وأموالهم في ظرف ثلاثة أيام ليحملوا في مراكب بحرية إلى خارج إسبانيا، ويستثنى من هذا كل الأطفال البالغ عمرهم أربع سنوات اللهم إذا لم يقبل آباؤهم أو أولياء أمورهم تركهم، وسمحوا لعشرة من الموريسكيين بالعودة من المغرب لأجل أن يطلعوا إخوانهم على المعاملة الحسنة التي عوملوا بها من قبل رجال البحرية أثناء سفرهم.
 
كذلك كما رغب ملك إسبانيا في وضع حد للاتهامات الرائجة في باقي دول أوروبا التي تعتبر إسبانيا هي الدولة المسيحية الوحيدة التي تعيش بين ظهرانيها أقلية مسلمة علاوة على الانعكاسات التي حملتها ثورة المسلمين في منطقة ألبوخارا في غرناطة ما بين سنتي 1568-1571 ضد السلطات المسيحية وقتها.
 
وينص المرسوم على أن يسمح بالإقامة في إسبانيا لستة أسر في كل مائة أسرة لأجل المحافظة والسهر على فنون الزراعة ، وسمع الموريسكيون قراءة المرسوم، فصاروا يبكون رجالا ونساء وأطفالا على فراق وطنهم الذي عاشوا فيه وأنهم سيغادرونه إلى مكان لا يدرون ماذا سيكون مصيرهم به.

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى