اكتشاف مقبرة جماعية لجنود رومانيين تحت ملعب كرة قدم في فيينا

عثر عمال بناء على اكتشاف مذهل "مقبرة جماعية قديمة مليئة ببقايا هياكل عظمية متشابكة تعود بوضوح إلى عشرات الجثث، ازداد هذا الاكتشاف أهمية عندما أرجع علماء الآثار تاريخ الجثث إلى الإمبراطورية الرومانية في القرن الأول الميلادي.
وقام خبراء من متحف آثار مدينة فيينا (شتادتارتشولوجي فيينا) بالتعاون مع شركة نوفيتوس المحدودة الخاصة بتحليل هذه المقبرة الجماعية، والتي يرجح أنها نتيجة اشتباك عنيف بين الرومان والقبائل الجرمانية، بعد أشهر من الدراسة، كشف خبراء من متحف فيينا عن نتائجهم علنًا، حيث ربطوا الموقع بصراع عسكري كارثي - أول معركة قديمة معروفة تسجل في هذه المنطقة.

مقبرة
تحتوي المقبرة الجماعية، الواقعة في حي سيميرينج بفيينا، على رفات مؤكدة لـ 129 شخصًا، يعتقد علماء الآثار أن العدد الإجمالي للضحايا يتجاوز 150 شخصًا (العديد من العظام معاد تجميعها)، مما يجعل هذا اكتشافًا فريدًا من نوعه في أوروبا الوسطى، وفقا لما ذكره موقع ancient orgnins.
كان لمدينة فيندوبونا القديمة ، وهي القاعدة العسكرية الرومانية التي أصبحت فيما بعد مدينة فيينا الحديثة ، حضور روماني كبير، ومع ذلك، تعد هذه المقبرة الجماعية استثنائية، إذ كانت ممارسات الدفن الرومانية في تلك الفترة تتضمن حرق الجثث بشكل رئيسي.
وقد أكدت كريستينا أدلر-فولفل، رئيسة قسم آثار مدينة فيينا، على ندرة هذا الاكتشاف قائلةً: في فيينا، ستجد نفسك دائمًا على أهبة الاستعداد لاكتشاف آثار رومانية.
وأضافت فيرونيكا كاوب-هاسلر، مستشارة الثقافة والعلوم في فيينا. "بفضل الحفريات الأثرية العديدة في منطقة فيينا الحالية، تتوفر بالفعل معلومات قيّمة، ومع ذلك، فإن الاكتشافات دائمًا ما تؤدي إلى اكتشافات جديدة ومدهشة."
وتشير التحليلات الأولية إلى أن الهياكل العظمية تعود حصريًا لشباب تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عامًا، يتجاوز متوسط طولهم 1.7 متر، وتتمتع البقايا بصحة جيدة، مع أسنان محفوظة جيدًا وعلامات مرضية طفيفة ومع ذلك، تبرز ظروف وفاتهم العنيفة أصابتهم بجروح بالغة ناجمة عن أسلحة كالرماح والخناجر والسيوف وسهام القوس.
يشير الوضع الفوضوي للرفات إلى أن هذا لم يكن دفنًا منظمًا، بل دفن جماعي متسرع بعد مواجهة ضارية. ويوحي حجم المذبحة الهائل بهجوم كاسح وسريع، أجبر الناجين (أو أعدائهم) على التخلص من الجثث بسرعة وعشوائية في مكان واحد.
Trending Plus