فى ذكرى رحيل نعمان عاشور.. ماذا قال عن يوسف إدريس؟

تحل اليوم ذكرى رحيل الكاتب المسرحي الكبير نعمان عاشور، إذ رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 5 أبريل عام 1987، وكان قد ولد بمدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية في عام 1918 واكتسب عشقه للمسرح وهو صغير من والده الذي كان دائم التردد على مسارح شارع عماد الدين بالقاهرة، وخاصةً مسرح الريحاني، ويصنفه البعض بأنه فارس الدراما المسرحية الواقعية أو أبو المسرح، ورغم أن بداية "عاشور" كانت مع القصة القصيرة إلا أنه سرعان ما تركها واتجه إلى المسرح.
حسب ما جاء في كتاب "ضحايا يوسف إدريس وعصره" من تأليف شعبان يوسف، "في البداية أصدر نعمان عاشور مجموعته القصصية الأولى "حواديت عم فرج" في أوائل عام 1954، وكتب لها مقدمة نقدية طويلة، هذه المقدمة كانت البيان الأول لأحد المبدعين الجدد في حقل الواقعية، وعمل عاشور على تقديم بانوراما شاملة للكتابة السردية منذ محمد المويلحي، مرورا بإبراهيم المصري وتوفيق الحكيم ومحمود البدوي وغيرهم، حتى الوصول إلى الكتاب الجدد، الذين سيحررون السرد من ترهله المفرط، ورغم أن نعمان عاشور ذكر كثيرين من كتّاب الماضي، إلا أنه لم يرد ذكر أي من الكتاب الجدد، هؤلاء الكتاب الذين ارتبط وعيهم الفني، بوعي اجتماعي حاد، وأسهب كثيرا في تحديد قسمات وملامح للقصة الواقعية الجديدة، دون أن يذكر مرجعيات من الضروري أن يعود إليها الكتاب الجدد، ولكن من اللافت للنظر أن نعمان عاشور، كان يكتب سلسلة دراسات ومقالات في صحيفة المساء، كتب فيها عن أهمية تشيخوف ومكسيم جوركي".
ورغم الحماس الزائد الذي أبداه نعمان عاشور في كتابة القصة القصيرة، ورغم الجائزة الأدبية المرموقة التي لعبت دورًا كبيرا في تقدير الجميع له، إلا أنه ترك كتابة القصة القصيرة واتجه إلى كتابة المسرح، ويكتب صالح مرسي في مذكراته قائلاً: (في السنوات الأولى من حياتي الأدبية، التقيت ذات مساء بالكاتب المسرحي نعمان عاشور... وكان نعمان رحمه الله نوع من البشر الذي يطلق آراءه دون تحفظ أو مجاملة... وكان قد أصدر في ذلك الوقت، مجموعة قصصية واحدة بعنوان "عمٌّ فرج"، ثم أعطى ظهره للقصة القصيرة نهائيّا، واندفع نحو المسرح، كي يضع اللبنات الأولى في تلك النهضة المسرحية التي شهدها النصف الثاني من العقد الخامس، والنصف الأول من العقد السادس، من هذا القرن -أي القرن الماضي- كان قد قدم "الناس اللي تحت" و"المغماطيس"... عندما سألته ذات مساء، وكنا نقف في باحة المسرح القومي أيام كان المسرح يمثل صرحًا فنيًا رفيعًا بحق، وكان هذا المسرح يستعد في تلك الأيام لتقديم مسرحيته "الناس اللي فوق"... سألته ليلتها... لماذا كف عن كتابة القصة القصيرة، فإذا به يندفع في القول: "قصة قصيرة إيه؟!... إزاي أكتب قصة قصيرة وفيه يوسف إدريس"، وهنا يعقّب صالح مرسى بما يشبه القاعدة أو القانون قائلا: "كان نعمان عنده حق تمامًا فيما يقول... ذلك أن يوسف إدريس - في القصة القصيرة بالذات- كان شيئًا متفردا، لا بالنسبة لجيله فقط، وإنما بالنسبة للقصة القصيرة منذ أن كانت في العالم العربي وحتى الآن".
Trending Plus