ليسوا صالحين ولا رعايا أولياء.. حكاية طرد الموريسكيين من إسبانيا

بعد سقوط غرناطة، أخر معاقل المسلمين في الأندلس عام 1492 على يد ملك أراغون الكاثوليكي فرديناند الثاني وزوجته ايزابيلا مملكة غرناطة، بدأت مأساة المسلمين هناك، حيث ما لبث أن يمر سنوات قليلة على سقوط عبدالله الأحمر، أخر ملوك غرناطة المسلمين، حتي بدأ الاضطهاد ضدهم الأقلية هناك، حتي أنه تم إجبار المسلمون في منطقة تلو الاخرى إما على اعتناق الكاثوليكية أو الرحيل. وفي تلك المرحلة، أطلق الإسبان اسم "موريسكيين" على من تحوَّلوا الى الكاثوليكية وبقوا في إسبانيا.
رغم الاضطهاد الكبير، لكن لم يكن صدر أي قرار فعلي بحظر الإسلام في إسبانيا حتى عام 1526، لكن هذا الحظر جعل الأمر الموريسكيون أكثر تمسكا بعقيدتهم، وبدأ كثيرون في ممارسة الشعائر الدينية سرًا، ورغم أنهم كانوا طبقة كبيرة من المجتمع، ولعبوا دورا كبيرا في تنميته بصفتهم صناعًا وحرفيين وعمالا، يشكلون قطاع كبير من دافعي الضرائب، لكنهم رفضوا الاندماج في المجتمع، وهو ما أوقعهم ضحية التمييز على يد الحكومة وعامة الشعب، ولعل الشكوك الكنسية المتزايدة في اخلاصهم غذَّت هذا التحامل.
استمرت هذه الشكوك لدى الكنيسة، وهو ما جعل الملك فيليب الثاني، يصدر قرارًا في أبريل من عام 1578، وقضى القرار بمنع لغة الموريسكيين ولباسهم وعاداتهم وتقاليدهم، فأشعل هذا الاجراء نار الفتنة من جديد وأدى الى سفك الدماء.
ويذكر الكثير من المؤرخين إن الحكام الإسبان باتوا مقتنعين أن "الموريسكيين ليسوا بمسيحيين صالحين ولا رعايا أولياء" نتيجة لذلك، واتُّهموا بالتآمر مع أعداء إسبانيا، أمثال البربر والبروتستانت الفرنسيين والأتراك، لدعم اجتياح أجنبي، ودفع التمييز والخوف من خيانتهم فيليب الثالث أن يصدر قرارا بطردهم عام 1609، وفي السنوات اللاحقة، اضُطهد كل مَن اشتُبه بانتمائه اليهم. وهكذا، حقَّقت اسبانيا هدفها المنشود وأصبحت كاثوليكية كاملا ولكن باللجوء الى وسائل شائنة.
Trending Plus