الفضة تنزف بسبب الرسوم الجمركية.. هبوط الأونصة 13.3% وتمحو مكاسب 3 أشهر فى التداولات العالمية.. تقليص مكاسب 2025 لتصبح 2.4% فقط.. توقعات تباطؤ النمو العالمي انعكست سلبًا في الطلب الصناعي على المعادن

شهدت أسعار الفضة العالمية تراجعًا حادًا خلال آخر جلستين تداول، حيث فقدت أكثر من 12% من قيمتها، ما أدى إلى محو كامل للمكاسب التي حققتها منذ بداية العام، ويأتي هذا الانخفاض في ظل توقعات بتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، الأمر الذي ينعكس سلبًا على الطلب الصناعي على الفضة بعد إعلان ترامب الرسوم الجمركية على عدد من الدول بنسبة 10 إلى 49%، ورغم ذلك، لا تزال التوقعات الإيجابية بشأن أداء الفضة خلال العام الحالي قائمة.
وانخفض سعر الفضة العالمي خلال الأسبوع الماضي بنسبة 13.3% لتسجل أدنى مستوى منذ بداية العام عند 29.1930 دولار للأونصة وتغلق تداولات الأسبوع عند 29.5885 دولار للأونصة.
مكاسب الفضة من بداية 2025
وهيمنت المخاوف بشأن تراجع الطلب الصناعي على الفضة على معنويات الأسواق بسبب المخاوف من الركود الذي قد ينتج عن سلسلة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي من شأنها أن تضعف الطلب الصناعي على الفضة، حيث من المتوقع أنه في حال تباطؤ النشاط الاقتصادي فمن المرجح أن ينخفض الطلب على الفضة أيضًا.
وتقلصت مكاسب الفضة منذ بداية العام لتصبح بنسبة 2.4% فقط لتبتعد عن أعلى مستوى تم تسجيله منذ بداية العام عند 34.5880 دولار للأونصة، وفق تحليل جولد بيليون.
عادة ما تتحرك أسعار الفضة إلى جانب الذهب لكن الاستخدامات الصناعية مثل الإلكترونيات والطاقة الكهروضوئية تمثل أكثر من نصف الطلب العالمي على الفضة والذي يقدر بنحو 700.2 مليون أونصة بحلول عام 2024 وفقًا لمعهد الفضة وهو جمعية صناعية.
تتأثر الفضة أيضا بتراجع صفقات انتقال الفضة المادية التي أثارتها تهديدات ترامب بالرسوم الجمركية، حيث تدفقت كميات كبيرة من الفضة إلى خزائن نيويورك كما سعت البنوك والجهات الفاعلة في السوق إلى تأمين أنفسهم من الرسوم الجمركية المحتملة. ومع ذلك فإن الفضة من السلع المعفية من رسوم ترامب الجمركية.
وقال تحليل جولد بيليون إن الزيادة بنسبة 51% منذ بداية العام في تدفقات الفضة إلى الخزائن التي تراقبها بورصة كومكس تواجه الآن خطر انعكاس جزئي، مما قد يزيد العرض في السوق الذي أضعفته بالفعل مخاوف الركود قصير الأجل.
بالرغم من هذا نجد أن توصيات المؤسسات العالمية تشير إلى استغلال فرصة هبوط أسعار الفضة للشراء، لأن المستويات المتراجعة للفضة حالياً تمثل فرصة للاستثمار التكتيكي، خاصة أنه مع استقرار الطلب الصناعي وتراجع مخاوف الرسوم الجمركية ستعود الفضة سريعاً للارتفاع خاصة مع استمرار عجز المعروض طويل الأجل.
استمرار مشتريات صناديق الاستثمار المتداولة من الفضة من شأنه أن يساعد الفضة على مواكبة الذهب على المدى القريب، ما لم تتدهور التوقعات الاقتصادية العالمية بسرعة.
تاريخ الفضة
الفضة تعد عنصرًا بارزًا في أي محفظة استثمارية لكبار المستثمرين، حتى لو كانت الفضة تتداول أحيانًا في نطاق ضيق، فهناك دائمًا توقع بأن حدثًا وشيكا قد يحرك السوق يدعم صعود الفضة، ونجحت الفضة على مدار أكثر من 95 عامًا في تحقيق 3.7% نمو سنوى.
ومع تتبع تاريخ الفضة فإن أوقية الفضة كانت تباع في نهاية عام 1925 بحوالي 0.68 دولار، وفي نهاية عام 2023 بيعت أونصة الفضة بسعر 24.14 دولارا، وعلى مدار فترة 95 عاما، نجحت الفضة في ربح 3.46% سنوياً تقريباً.
جدير بالذكر أن التراجع الكبير في سعر الفضة العالمي خلال الأيام الأخيرة قد انعكس على سعر الفضة في مصر ولكن بشكل معتدل، وذلك بسبب الطلب المحلي على الفضة الذي ارتفع خلال الفترات الأخيرة بسبب إقبال المواطنين على شراء الفضة كمخزن للقيمة في ظل الارتفاع الكبير في سعر الذهب والذي دفع العديدين إلى الفضة باعتبارها بديل استثماري وحفظ لقيمة الأموال خاصة أن الفضة تتميز بانخفاض سعرها مقارنة مع الذهب وبالتالي تعد مناسبة لميزانية العديد من الأفراد.
Trending Plus