بداية الإبادة الجماعية فى رواندا عام 1994.. ما الذي حدث؟

تمارس جيوش الاحتلال فى هذه الساعات حرب إبادة جماعية أمام الشعب الفلسطيني الحر من أباء وأمهات وأطفال وكبار في السن، دون اعتبار لأي من القوانين الإنسانية أو الدولية، وهي ليست حرب الإبادة الجماعية الأولى التي يمارسها العدوان الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني، كما أنها ليست حرب الإبادية الجماعية الوحيدة على مستوى العالم، فقد شهدت رواندا في عام 1994م واحدة من أبشع حروب الإبادة في التاريخ.
حسب ما جاء في كتاب "تاريخ الدماء" لـ أحمد عادل داوود بعنوان "الإبادة الجماعية في رواندا": كارثة إنسانية واسعة النطاق بدأت في 7 أبريل واستمرت حتى منتصف يوليو 1994م، فقد شن القادة المتطرفون في جماعة الهوتو التي تمثل الأغلبية في رواندا حملة إبادة ضد الأقلية من قبيلة توتسي، وخلال فترة لا تتجاوز 100 يوم، قتل ما يقارب من 800.000 شخص وتعرضت منات الألاف من النساء للاغتصاب، وقتل في هذه المجازر ما يقدر ب 75% من التوتسيين في رواندا
بدأت حملات القتل الواسعة على الأساس العرقي بعد ساعات فقط من مقتل رئيس الحكومة هابياريمانا الذي مات بسقوط طائرته، واستولت لجنة الأزمات بقيادة تيونيست باجوسورا على السلطة في البلاد بعد مصرع الرئيس السابق، وكانت اللجنة المنسق الرسمي المسؤول عن المذبحة، فأصدر تيونيست باجوسورا أوامر القتل مباشرة بعد استلامه السلطة؛ في خطاب عام له في العاصمة كيغالي، كما أجرى مكالمات هاتفية مع قادة الولايات ووزير الدفاع وقاند القوات المظلية ورئيس الحرس الرئاسي.
كان الحرس الرئاسي وفرق النخبة من الجيش المشرفين الرئيسيين على المذبحة في العاصمة كيغالي، بالإضافة إلى ميليشيات أخرى ساعدت في إقامة حواجز الطرقات، كانت الميليشيات تطالب أي عابر إظهار بطاقة تعريفه الوطنية؛ وهي البطاقة التي تحوي على معلومات عن العرق، لذا كانت القوات الحكومية تتعرف على التوتسيين وتذبحهم فورًا.
وقامت الميليشيات باقتحام منازل التوتسيين وتفتيشها وسرقة ما أمكن وذبح المواطنين، ولعب رئيس إقليم كيغالي فيل، Tharcisse Renzaho، دورًا رئيسيًا في المذابح التي حصلت، فكان يطوف حواجز الطرقات ويشرف على أداء المسلحين، ويستخدم منصبه الرفيع لإقصاء المسؤولين الرسميين إن لاحظ تقاعسهم عن قتل التوتسيين، أما في الأرياف، فقام المدنيون بارتكاب معظم جرائم القتل تلبية لأوامر القادة المحليين.
انتهت الإبادة الجماعية في 15 تموز 1994م؛ عندما نجحت الجبهة الوطنية الرواندية، وهي قوة من المتمردين ذات قيادة توتسية، في طرد المتطرفين وحكومتهم المؤقتة المؤيدة للإبادة الجماعية إلى خارج البلاد، ومع ذلك فلا تزال آثار الإبادة الجماعية باقية إلى اليوم، حيث أنها تركت رواندا مدمرة، وخلفت مئات الآلاف من الناجين الذين يعانون من الصدمات النفسية، وحولت البنية التحتية للبلد إلى أنقاض، وتسببت في إيداع ما يربو على 100.000 من الممارسين لها في السجون.
Trending Plus