صمت من أجل غزة.. كيف جسد محمود درويش المأساة الفلسطينية في القطاع

رغم مرور نحو عام ونصف العام على حرب الإبادة الجماعية في غزة، والتي يقوم به جيش الكيان الصهيوني، لكن لازال غزة باقية تقوم الموت، رغم الدمار والدماء المتناثرة في كل بقاع المدينة العريقة، لكنها لا زالت تبض بالمقاومة والحياة في وجه سلاح المتل، لازال غزة أبية في وجه جيش الاحتلال تواجه ببسالة منتهية النظير عمليات القتل والإبادة والتهجير كل يوم.
هذه الصورة التي يراها البعض في غزة، وعلى الرغم من قسوتها ووحشتيها، سبق وجسدها شاعر الأرض الكبير محمود درويش في نص نثري بعنوان "صمت من أجل غزة" يصف فيه كيف يحاصر تلك المدينة الموت، لكنها ظلت وتظل جديرة بالحياة، رغم القذائف والدمار التي يحاصرها دائما..
محمود درويش
حاصرتها بالألغام.. وتنفجر.. لا هو موت.. ولا هو انتحار
إنه أسلوب غزة في إعلان جدارتها بالحياة
منذ أربع سنوات ولحم غزة يتطاير شظايا قذائف
لا هو سحر ولا هو أعجوبة، إنه سلاح غزة في الدفاع عن بقائها وفي استنزاف العدو
ومنذ أربع سنوات والعدو مبتهج بأحلامه.. مفتون بمغازلة الزمن.. إلا في غزة
ليست غزة أجمل المدن..
ليس شاطئها أشد زرقة من شواطئ المدن العربية
وليس برتقالها أجمل برتقال على حوض البحر الأبيض.
وليست غزة أغنى المدن..
وليست أرقى المدن وليست أكبر المدن. ولكنها تعادل تاريخ أمة.
قد ينتصر الأعداء على غزة (وقد ينتصر البحر الهائج على جزيرة قد يقطعون كل أشجارها)
قد يكسرون عظامها
قد يزرعون الدبابات في أحشاء أطفالها ونسائها وقد يرمونها في البحر أوالرمل أو الدم ولكنها
لن تكرر الأكاذيب ولن تقول للغزاة: نعم
وستستمر في الانفجار
لا هو موت ولا هو انتحار ولكنه أسلوب غزة في إعلان جدارتها بالحياة..
وستستمر في الانفجار
لا هو موت ولا هو انتحار ولكنه أسلوب غزة في إعلان جدارتها بالحياة..

Trending Plus