علي جمعة لـ"الناس": الاستعمار السبب في توقف تقدم المسلمين في العلوم والاختراعات

أكد الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتى مصر الأسبق، أن السبب الرئيسى لتوقف تقدم المسلمين فى العلوم التجريبية فى العصر الحديث يعود إلى الاستعمار، مشيرا إلى أن الاستعمار كان له تأثير كبير فى تعطيل هذا التقدم.
وأوضح الدكتور على جمعة، خلال بودكاست "مع نور الدين"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن المسلمين فى فترات ازدهارهم كان لديهم اهتمام كبير بالعلوم التجريبية وكانوا من أوائل من اكتشفوا العديد من الحقائق العلمية فى مجالات الطب والفلك والهندسة، لكن مع بداية الاستعمار، تغيرت الأمور بشكل جذرى.
وقال: "نحن لم نكن فى يوم من الأيام نعتبر الاستعمار جزءاً من عقيدتنا، عندما كنا نغزو أو نكتشف بلاداً جديدة، كنا نختلط بالناس هناك ونعيش معهم كأسر متآلفة، ولكن ما تميز به الاستعمار كان هو فكر استنزاف الثروات وتحويلها لخدمة مصالح الدول الاستعمارية فقط، هذا لم يكن جزءاً من تفكيرنا".
وأشار المفتى الأسبق إلى أن الفكر الاستعمارى كان يهدف إلى تدمير القدرات الاقتصادية والثقافية للعالم الإسلامى، مما أثر بشكل سلبى على تطوره فى العديد من المجالات، وكان يسعى لتحويل البلدان المستعمَرة إلى مجتمعات تابعة ومستهلكة للمعرفة والموارد.
وأضاف الدكتور على جمعة أن التاريخ الإسلامى كان خاليًا من فكرة الاستعمار بالمعنى الذى نعرفه اليوم، حيث لم يكن هناك سعى لاحتلال بلدان الآخرين أو استغلالها لأغراض اقتصادية، بل على العكس، كانت الفكرة الإسلامية تقوم على أساس الكفاءة والعدل، حيث كان الحاكم يتولى منصبه بناءً على الكفاءة وليس على الأصل أو اللون، مستشهدا فى ذلك بتولى المماليك الحكم، على الرغم من أنهم كانوا عبيدًا، ولكنهم كانوا كفاءات تؤهلهم للقيادة.
وأكد الدكتور على جمعة أن الاستعمار ترك تأثيرًا عميقًا على المصطلحات والمفاهيم فى العالم الإسلامى، مشيرًا إلى أنه رغم كل الجهود المبذولة، إلا أن المسلمين لا يزالون يعانون من تأثير هذا الفكر الاستعمارى فى طريقة تفكيرهم ومفاهيمهم.
وأضاف: "الاستعمار لم يكن فقط فى غزوه للأراضى، ولكن فى زرع اختلالات فى المفاهيم التى ما زلنا ندور حولها حتى الآن".
Trending Plus