فتاوى وشائعات.. واستراتيجية الباطل المغلّف بالحق

مُفترض أن وقت الأزمات والمحن تتوحد الكلمة والمواقف ويصطف الجميع، ويسعى الكل على نقاط الالتقاء والاتفاق، لكن لأهل الشر رأى آخر حيث يستغلون المحن بإشعال الوجدان والمشاعر من خلال إطلاق فتاوى وأفعال غير منضبطة وتأتى تحت ما يسمى "حق يراد به باطل" أو باطل مغلف بالحق، والذى يعد أخطر من الباطل الصريح لأنه هدفه الخداع والتضليل.
وهو ما يجب الانتباه إلى هذه الفتاوى التي تثير حالة من الجدل ، خاصة أن أصحاب هذه الفتاوى يوظفونها كأداة سياسية للتشويه، ولا يتوانى صاحب هذه الفتاوى عن استخدام الفتوى سلاحاً لإقحام الدين في السياسة من اجل المصالح والاعتبارات الشخصية.
لذا، من المهذ الحذر والتوعية بكل الطرق لمواجهة أخطار هذه الفتاوى وتأثيرها في ظل الظروف الراهنة ومحاولة البعض استغلالها للتشويه، وذلك من خلال الاستعانة بمتخصصين ورجال دين وعلماء يفندون هذه الفتوى ومصادرها وأغراضها، والتركيز على أن الظنيات والمتغيرات أمور داخلة في إطار المقاصد الحاجية ومصالح الدولة، التي تتكيف حسب رؤية مؤسسات الدولة وأجهزتها، وأن هناك مؤسسات معنية بالفتاوى الدينية كالأزهر الشريف منارة العلم والدين في العالم الإسلامي ودور الفتوى، حتى لا نقع في فخ التضليل وفخ المسميات التي تتبع لمؤسسات ومنظمات وجماعات خاصة وليس لها طابع رسمي أو شرعى.
إضافة إلى ضرورة العمل على تعظيم وتعزيز دور البحوث العلمية في تطوير استراتيجيات المواجهة وتفنيد سرديات الجماعات المتطرفة والإرهابية، وصياغة ردود فعالة في مُخاطبةِ الرأي العام في ملف الرد على الفتاوى الشاذة أولًا بأول.
وما يجب الانتباه إليه أيضا، أن مروجى الشائعات لا يختلفون عن مطلقى الفتاوى الشاذة، فالمنهج واحد والهدف أيضا واحد، لذلك يعملون على التلاعب اللفظى واتباع طريقة الاجتزاء والكذب والتدليس بحجة الخوف على المصلحة والكلام في الصالح.
لذلك، لابد أن نحترس أن سلاح الحق الذى يراد به باطل أحد أسلحة الحروب النفسية ومن أكثر الأسلحة خطورة لأن أعداء الوطن وقوى الشر يتخذونه كغطاء لتنفيذ مخططاتهم وتحقيق أهدافهم وما هو يجب الانتباه إليه جيدا لخطورته في كل وقت خاصة وقت الأزمات والمحن..
Trending Plus