"الضفة في خطر" 1.. الاحتلال يشن عدوانه الأوسع منذ 23 عاما ودباباته تخترق شوارع المدن.. الفلسطينيون في أصعب اختبار لعدم تكرار نكبة 1948.. تل أبيب تحول المدن لأماكن شبه خالية وسط مخطط لتحويلها إلى أقاليم منفصلة

<< هدم مئات المنازل وتحويل بعضها لثكنات عسكرية
<< عمليات التهجير الأطول في الضفة الغربية منذ الانتفاضة الثانية
<< الاحتلال يحرم أكثر من 5 آلاف طفل من التعليم
<< إسرائيل تمارس 16612 انتهاكا بحق الفلسطينيين خلال 2024
<< مخيمات اللاجئين الشمالية غير صالحة للسكن والنازحون يحتاجون لمساعدة عاجلة
<< الفلسطينيون يكافحون لتأمين احتياجات أساسية كالغذاء والرعاية الطبية
<< نقص حاد في الطعام والماء والدواء بعد غلق الاحتلال مداخل المدن
<< إخلاء أكثر من 40 ألف من سكان مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس
<< وفاة امرأة مريضة بعد منع الاحتلال مرور سيارات الإسعاف
<< تنفيذ ما لا يقل عن 38 غارة جوية منذ بداية عام 2025
خرج موقع "أكسيوس" الأمريكي في 26 فبراير الماضي ليكشف أن هناك تعليمات لموظفي لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي بتسمية الضفة الغربية بيهودا والسامرة، خبر لم يعد جديدا في ظل سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدعم الاحتلال في ضم الضفة لإسرائيل، لكن توقيت هذه المعلومة يأتى مع تصعيد شامل انتهجته تل أبيب ضد المدن الفلسطينية بشن عمليات عسكرية واسعة، بل ودخول دبابات لأول مرة لمخيم جنين منذ 23 عاما في تطور لافت، بجانب حضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعا مع عدد من قيادات الجيش في أحد المنازل بطولكرم.
حملة عسكرية شاملة على الضفة
حملة عسكرية شاملة هي الأصعب على الضفة منذ اقتحام مخيم جنين في 2002، فما لبث وقف إطلاق النار في غزة – قبل أن تعود الحرب مجددا في 18 مارس الماضي - إلا وبدأ الاحتلال في تنفيذ مخطط واسع لزيادة الاستيطان سواء في القدس أو المدن الفلسطينية كجنين وطولكرم ونابلس وبيت لحم ورام الله، شهدت انتهاكات عديدة سواء ضد المؤسسات أو المستشفيات أو المدنيين، وبدأت عمليات تهجير وإخلاء للمنازل وتوسيع عمليات الاعتقال وهدم البيوت واستشهاد العشرات وإصابة المئات ومنع وصول الجرحى إلى المنظومة الطبية في صورة أشبه ما شهدناه في القطاع على مدار 15 شهرا.
أول اقتحام بالدبابات لمخيم جنين منذ 2002
في 26 فبراير الماضي، خرجت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين لتؤكد أنه للمرة الأولى منذ عام 2002 دفع الاحتلال بدبابات إلى محيط المخيم وسط عمليات تجريف وشق طرق واسعة بعد تدمير المنازل ونسف المربعات السكنية وتخريب شبكات الكهرباء والمياه، حيث يعمل الاحتلال على تغيير معالم المدينة وإنهاء صفة المخيم عنه من خلال تدمير ممنهج طال أكثر من 120 منزلًا بشكل كلي وعشرات المنازل الأخرى جزئيا، بجانب تعمد إسرائيل تدمير البنية التحتية والشوارع والمنازل وممتلكات المواطنين ما يؤكد أن العدوان ليس لهدف أمني فقط بل هو جزء من حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني وتدمير مقدراته في مسعى لتهجيره من أرضه، وتعطيل الخدمات الصحية والعملية التعليمية، حيث فقد أكثر من 2000 طالب القدرة على الوصول لمدارسهم التابعة للأونروا.
قبلها بيوم واحد، خرجت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين لتؤكد تدمير 483 منزلًا ونزوح 90٪ من أهالي مخيم جنين وعددهم 20 ألف جراء العدوان، بجانب استشهاد 27 فلسطينيًا، وإصابة أكثر من 50 آخرين، واعتقال 172 مواطناً منذ بداية العدوان، وإخضاع العشرات للتحقيق الميداني، وتوغل دبابات الاحتلال في المدينة وشق طرقا واسعة بعد تدمير ونسف منازل الأهالي.
الاحتلال دمر عدد كبير من منازل جنين ويحول المخيم لمنطقة عسكرية
هنا يكشف أحمد سعدي، المتحدث باسم محافظة جنين، تفاصيل انتهاكات الاحتلال في المحافظة، موضحا أن ما يجري في مدينة جنين ومخيمها وضع كارثي للغاية، حيث نسفت إسرائيل عدد كبير للغاية من المنازل داخل المخيم وبعضها داخل المدينة وهدم عدد كبير من المنازل هدم جزئي في المخيم والحي الشرقي للمدينة.
ويقول المتحدث باسم محافظة جنين، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إنه منذ اليوم الأول الاجتياح الاسرائيلي للمدينة ومخيمها هجر الاحتلال جميع سكان المخيم وعددهم حوالي 20 ألف مواطن الذين توزعوا إلى ريف جنين والمدينة ومدارس إيواء النازحين والمجالس المحلية ومنعتهم إسرائيل من أخذ الاحتياجات الأساسية لهم بالإضافة إلى تجريف البنيه التحتية بشكل كامل وقطع خطوط المياه والكهرباء.
هناك العشرات من المعتقلين لكن الرقم غير واضح نظرا لإخفاء الجيش العدد الحقيقي للأسرى، حسب ما يؤكد أحمد سعدي، لافتا إلى أن الدمار داخل المخيم غير معروف بعد إعلان الاحتلال أن المخيم منطقه عسكرية مغلقة ويمنع أي شخص الدخول إليه.
ويوضح المتحدث باسم محافظة جنين، أن أصوات الانفجارات داخل المخيم تسمع دائما من حين لأخر، مشيرا إلى أن الاحتلال يرفض عودة من هجرهم ، ولا زالت إسرائيل تحتل جنين وتداهم ريفها بحجة البحث عن مطلوبين وممارسة كل انواع التنكيل في المدنيين.
وأرسل لنا أحمد السعدي مجموعة من الفيديوهات والصور الحصرية لتوغل الدبابات داخل جنين، بالإضافة إلى اقتحام الجنود لمنازل الفلسطينيين في المخيم.
69 غارة جوية على الضفة منذ 7 أكتوبر 2023
وفي 15 مارس كشف قناة إن بي سي الأمريكية عن تقرير لبتسيلم "المركز الإسرائيلي للمعلومات عن حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة"، تأكيده أن الجيش الإسرائيلي كثف القصف الجوي للضفة الغربية منذ هجوم 7 أكتوبر، موضحا أن تل أبيب شنت 69 غارة جوية على الضفة منذ 7 أكتوبر 2023 راح ضحيتها 261 شهيدا على الأقل.
وفي 20 مارس الماضي، كشفت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين مجددا اتساع إخلاءاتٌ وهدمٌ وإحراق منازل في المدينة، حيث دفعت قوات الاحتلال بدبابات ومزيد من الآليات والجرافات لتسريع عمليات التدمير، بعدما أخطرت بهدم قرابة 66 منزلا في حارات الحواشين والألوب، ومسجد عزام، وجورة الذهب، وحارة السمران، بحجة توسيع الشوارع، وشق طرقا جديدة لدخول آلياتها العسكرية.
الاحتلال داخل مخيم جنين
تهجير سكان 3200 منزل واعتقال أكثر من 227 مواطناً
وبحسب اللجنة الإعلامية، أحرقت قوات الاحتلال عددا من المنازل في محيط ديوان السعدي ، فيما تستمر في إغلاق الشارع المؤدي إلى مستشفى جنين الحكومي بالسواتر الترابية، وتجريف 100% من شوارع المخيم وقرابة 80% من شوارع مدينة جنين، فيما تم تهجير سكان 3200 منزل وشهد الاقتصاد تراجعاً كبيراً وازدادت نسبة الفقر بين سكانها، وإجبار الأهالي على إخلاء 3200 بيت ، واستشهاد 36 فلسطينيا، وأكثر من 227 مواطناً جرى اعتقالهم واحتجازهم، بينما تعرض العشرات للتحقيق الميداني والضرب والتنكيل.
الاحتلال يقتحم مخيم جنين
قوات الاحتلال تتخذ بعض المنازل ثكنة عسكرية لجنودها
الأمور لم تقف هنا، بل أيضا في 8 مارس، أكدت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين، أن قوات الاحتلال تتخذ بعض المنازل ثكنة عسكرية لجنودها، لرصد تحركات الأهالي في المنطقة، مؤكدة سقوط 31 شهيداً وعشرات الجرحى، كما خلفت جرافات الاحتلال دمارا واسعا وخاصة حارة السمران، بالإضافة إلى حرق وتدمير مستمر لمنازل الأهالي في المخيم، مؤكدة أن هناك عشرين ألف نازح يقدرون بـ 90% من سكان المخيم قضوا شهر رمضان خارج بيوتهم بعد إخراجهم قسراً تحت تهديد السلاح.
عدد النازحين الفلسطينيين بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية على الضفة
وأضافت، في بيانها، أن عدد من العائلات التي ما تزال في مخيم جنين، تعاني من نقص حاد في الطعام والاحتياجات الأساسية للأطفال في مخيم جنين، كما يحرم الاحتلال أكثر من ألفي طالب من التعليم بسبب توقف المدارس، وحرمان مئات العائلات من الخدمات الصحية في المخيم، كما تسبب العدوان بتضرر 503 منازل ومنشأة بشكل كامل أو جزئي، وتعرض 199 من الأهالي للاعتقال والاحتجاز ، إضافة لإخضاع العشرات للتحقيق الميداني، وتنفيذ 427 عملية مداهمة.
وبعدها بيومين، أكدت أيضا اللجنة الإعلامية في جنين، أن أهالي المخيم يطالبون بتحرك واضح يضمن عودتهم إلى ديارهم وإنهاء معاناتهم المستمرة، بعد تهجيرهم قسرا بفعل عملية الاحتلال العسكرية المستمرة، خاصة مع تعمد إسرائيل حرق المنازل مع تواصل عمليات الهدم والتفجير للمباني وخاصة في حارة السمران، وتوسيع تل أبيب عدوانها ليطال بلدة اليامون جنوب المدينة، وسط عمليات اقتحام لمنازل الأهالي استمرت لساعات.
جنود الاحتلال في مخيم جنين
الفلسطينيون يجدون صعوبة في الوصول إلى المراكز الصحية
محمد حمدوني، هو أحد سكان قرية أمريحه، إحدى قرى محافظة جنين، يعاني كثيرا من حالة الإغلاق التي مارسها الاحتلال على القرية، ما يجعله يجد صعوبة للغاية في الوصول إلى المراكز الصحية نتيجة الحواجز التي أقامتها إسرائيل على مداخل ومخارج المنطقة، بل إن الدراسة تعطلت نتيجة هذه الإجراءات.
خرائط الاحتلال في عمليته العسكرية على الضفة
هنا يؤكد "حمودي"، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن أهالى قريته يعانون من قصر فترات فك الحصار المفروض عليهم فيما يتعلق بالدخول والخروج إلى عملهم وكذلك للمستشفيات، حيث إن هناك ثلاث مواعيد لفتح الحواجز للخروج والدخول مما يشكل صعوبة كبيرة لدى غالبية السكان في الوصول للمراكز الصحية في حالة المرض وخاصة إذا كانت هناك حالة مرضية في غير أوقات فتح الحاجز.
قرية أمريحة في جنين
"بالنسبة للطلاب المتواجدون في مدارس بمناطق أخرى يتم نقلهم عن طريق الباصات، حيث لا يوجد مشكلة لأن أوقات دوام الحاجز مناسب لهم لكن المدارس في أمريحة مغلقة"، هنا يشرح "حمودي"، معاناة الطلاب والمدرسين، موضحا أن جميع التلاميذ والمعلمين يتعذر وصولهم إلى المدارس الموجودة في القرية منذ اشتعال الأحداث في جنين.
دبابات الاحتلال في مخيم جنين
اقتحام نتنياهو وجيشه لمدينة طولكرم
وفي 21 فبراير الماضي، اقتحم بنيامين نتنياهو مع جيشه مدينة طولكرم ليعلن تعزيز القوات الإسرائيلية في الضفة وإطلاق عمليات عسكرية إضافية، قائلا خلال فيديو الذي نشرته رئاسة الحكومة الإسرائيلية له وهو داخل المدينة الفلسطينية لأول مرة :"لقد قمنا خلال العام الماضي بتعزيز نشاطنا بشكل كبير، ونقوم بتدمير شوارع بأكملها ولم تتوقف هذه الرغبة بعد و قمنا بتوجيه مني وتوجيه وزير الدفاع الإسرائيلي، بتعزيز القوات في الضفة الغربية، كما أمرت بإجراء أنشطة عملياتية إضافية".
وفي هذا السياق، يؤكد عبدالله كميل، محافظ طولكرم، أن الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال في المدينة الفلسطينية تسببت في تهجير أكثر من 15000 نازح، مشيرا إلى أن عدد المنازل التي تم تدميرها جزئيا أو كليا خلال الاجتياحات الأخيرة لمدن الضفة الغربية مع هذه العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل أكثر من ألف منزل.
ويتحدث محافظ طولكرم، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، عن مصير المهجرين من المدينة، حيث إن جزء من الفلسطينيين يذهبون إلى مراكز نزوح جزء، والجزء الأخر إلى منازل أقارب أو أنسابهم أو أصدقائهم في كل القرى والبلدات الخاصة بالمدينة.
"الاحتلال تسبب في تدمير بعدد من الشوارع وجزء من مجمع المحاكم في طولكرم"، هذا يشرح عبدالله كميل حجم الدمار الذي خلفته إسرائيل في المدينة، مشيرا إلى أن تل أبيب حولت كل المحافظة عمليا لمنطقة عسكرية والآن عادوا ليفرضوا طوقا على المستشفيات، كما أن العدوان الإسرائيلي الأخير على المدينة تسبب في سقوط 12 شهيدا بينهم امرأه حامل بالشهر الثامن.
وفي 1 مارس الماضي، أعلنت اللجنة الإعلامية في مخيم طولكرم، أن 15 ألف نازح من مخيميّ طولكرم ونور شمس عاشوا خلال شهر رمضان المبارك بعيداً عن منازلهم، وبعدها بـ 10 أيام، وبالتحديد في 11 مارس، أعلنت اللجنة الإعلامية في طولكرم، أن الاحتلال عزل المخيم بالسواتر بعد إغلاق مداخله بالسواتر الترابية مع عمليات تجريف وتدمير، ودفع بتعزيزات إلى مخيم نور شمس مع تدمير كبير في المنازل والبنية التحتية، وتعرض الأهالي للضرب والتنكيل، والاحتلال يسيطر على عمارات سكنية.
وأشارت اللجنة إلى صدور شكاوى من العائلات النازحة من ظروف صعبة في خلال شهر رمضان الماضي، خاصة مع استشهاد 13 شخصًا بينهم طفل وامرأتان، وإصابة واعتقال العشرات، ونزوح أكثر من 9 آلاف شخص من مخيم نور شمس، من مجموع 15 ألف في طولكرم.
ذات اللجنة الإعلامية في طولكرم، أعلنت في 21 مارس أيضا استمرار قوات الاحتلال في تنفيذ عمليات التهجير والنزوح القسري بحق الأهالي تزامنا مع تواصل العدوان على المدينة ومخيمها، ما كشف عن مشاهد قاسية للحظات خروج السكان من الأطفال والنساء والرجال في ظل أجوا البرد والأمطار، حيث عكس مشهد النزوح تحت الأمطار وفي ظل الأجواء الباردة، حجم المعاناة التي يواجهها السكان، جراء جرائم إسرائيل القمعية، وذلك في ظل التصعيد المستمر من عمليات الاقتحام والمداهمة والاستيلاء على المنازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.
وحذرت اللجنة في تقريرها، من الوضع الإنساني الكارثي الذي تعاني منه مدينة طولكرم ومخيمها ومخيم نور شمس، خاصة أن حصار الاحتلال وجرائمه المتصاعدة أدت إلى نقص حاد في الطعام والماء والدواء، بالإضافة إلى ت️وسيع تل أبيب علميات المداهمة، والتي طالت منازل جديدة في ضواحي ذنابة والعزب واكتابا، فيما لا تزال تجبر عدد من المواطنين على إخلاء شققهم السكنية، قبل أن تقوم بتحويلها إلى ثكنات عسكرية، ضمن تعزيز وجودها العسكري في المدينة، إلى جانب الانتشار الواسع في شارع نابلس، وإجبار الناس على النزوح قسرا من منازلهم، وتحديدا الذين كانوا متبقين في حاراته الواقعة على أطرافه، ومنها قاقون وأبو الفول ومربعة حنون والحدادية والمطار.
هذه الإجراءات القمعية التي ينفذها الاحتلال وكشفت عنها تلك اللجنة الإعلامية تتوافق مع ما ذكرته صحيفة "هآرتس" العبرية في 21 مارس، عن مصادر قولها إن الجيش الإسرائيلي ينوي هدم 95 منزلا في مخيم جنين و85 منزلا في مخيم العين قرب نابلس.
وفي 22 مارس الماضي، وافق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، "الكابينت"، على مشروع فصل 13 مستوطنة في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، تمهيدا لضمها لأراضي دولة إسرائيل، حيث قال وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، صاحب المقترح، إن القرار يعني أن خطوات فرض سيادة تل أبيب على الضفة بدأت، وإضفاء الطابع القانوني على المستوطنات بات ممكنا.
إسرائيل تفرض واقع جديد في الضفة الغربية
في هذا السياق تحذر الدكتورة تمارا حداد، المحللة السياسية الفلسطينية، من أن إسرائيل تفرض واقع جديد في الضفة الغربية عبر منع إعادة بناء المنازل التي دمرتها قوات الاحتلال بادعاءات أمنية، حيث يزعم أن هذه المنازل كانت تستخدم من قبل فصائل المقاومة، إلا أن الهدف الحقيقي هو تغيير البنية الأمنية في الضفة وتمهيد الطريق لمزيد من السيطرة الإسرائيلية.
وتضيف المحللة السياسية الفلسطينية في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن قوات الاحتلال هدمت مئات ومنعت إعادة بنائها، مما يجبر الفلسطينيين على إيجاد بدائل سكنية جديدة وهو ما قد يغير من طبيعة المخيمات وهويتها الوطنية، وهو ما يشير إلى أن تل أبيب تمهد تدريجيا لفرض سيادتها على الضفة، حتى وإن لم تعلن ذلك رسميًا في الوقت الحالي
وتوضح تمارا حداد أن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى مزيد من التوتر والتصعيد في الضفة الغربية، وهو ما يزيد من احتمالات اندلاع مواجهات أوسع في المستقبل.
تل أبيب تدرس خطة لتقسيم الضفة إلى أقاليم منفصلة
تحركات جيش الاحتلال لهدم مزيد من المنازل يتزامن مع ما كشفه الإعلام الإسرائيلي في ذات اليوم، بأن تل أبيب تدرس خطة لتفكيك الضفة الغربية وتحويل كل منطقة إلى إقليم منفصل، حيث أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت على لسان مسئولين إسرائيليين قولهم إنهم يسعون لتكيك الضفة ومنح كل مدينة فلسطينية إدارة ذاتية تتعامل مباشرة مع الجيش الإسرائيلي، حيث يتم التخطيط لتنفيذ تجربة نموذجية في مدينة الخليل، حيث سيتم تشكيل قيادة محلية فلسطينية تتولى المسؤولية بدلًا من السلطة الفلسطينية - على حد زعمهم.
آثار العملية العسكرية الإسرائيلية على التراث الفلسطيني في الضفة
قرار جيش الاحتلال نكبة جديدة وجريمة تطهير عرقي ممنهجة
هذه الخطوات رد عليها المتحدث الرسمي باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، عبد الفتاح دولة، الذي يؤكد أن قرار جيش الاحتلال الإسرائيلي بهدم المنازل وتقسيم الضفة يمثل نكبة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق أبناء الشعب، وحلقة جديدة من سياسة التطهير العرقي والتهجير القسري التي تستهدف الوجود الفلسطيني في أرضه.
ويوضح المتحدث الرسمي باسم حركة فتح، أن هذه الجريمة تأتي في سياق استهداف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، في محاولةٍ بائسة لتصفية حق العودة وطمس الشاهد الحيّ على النكبة المستمرة منذ عام 1948، خاصة أن الاحتلال يسعى من خلال هذه الممارسات الإجرامية، إلى فرض واقع جديد يخدم مشروعه الكولونيالي-الاستيطاني، بالتزامن مع استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة.
ويتحدى عبدالفتاح دولة الاحتلال وإجراءاته القمعية بتأكيده بأن الشعب الفلسطيني لن يساوم على حقوقه الوطنية المشروعة، ولن يتنازل عن حقه في العودة والتعويض، ولن يغادر أرضه مهما بلغت سياسات البطش والتهجير، لافتا إلى أن هذا العدوان لن ينجح في كسر إرادة الفلسطينيين أو ثنيهم عن مواصلة مشروعهم الوطني التحرري لإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
طولكرم تتحول لمدينة شبه فارغة
تزامنا مع تلك الانتهاكات الإسرائيلية، تحول مخيم طولكرم لمكان شبه فارغ بعد نزوح أكثر من 12 ألف لاجئ منه، بحسب ما تؤكده تلك اللجنة الإعلامية للمدينة، فيما تواصل قوات الاحتلال الدفع بتعزيزاته العسكرية إلى مخيم نور شمس، الذي يعيش تحت حصار مطبق، تزامنا مع هدم جرافات الاحتلال للمنازل والمباني السكنية في حارة المنشية وتخريب البنية التحتية، بعدما وسعت تل أبيب عمليات المداهمة والاقتحام في مخيم نور شمس، ونفذت عمليات تفتيش لعدد من المنازل، وتحديدا في حارات جبلي النصر والصالحين، وتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية، لتعزيز سيطرته على المنطقة، مما تسبب في دمار هائل في البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات، إضافة إلى الدمار الشامل في شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والاتصالات.
التداعيات الكارثية للعملية العسكرية الإسرائيلية على الضفة
المدنيون النازحون في شمال الضفة الغربية يحتاجون إلى مساعدة عاجلة
كذلك خرجت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في 25 فبراير الماضي لتؤكد أن المدنيين النازحين في شمال الضفة الغربية يحتاجون إلى مساعدة عاجلة، والفلسطينيون يكافحون لتأمين احتياجات أساسية كالمياه والغذاء والرعاية الطبية، معربة في ذات الوقت عن قلقها بشدة من تأثير العمليات الأمنية الجارية على المدنيين في جنين وطولكرم وطوباس، ومطالبة بضرورة معاملة السكان بالضفة الغربية معاملة إنسانية وحمايتهم من العنف.
وبالإشارة إلى تصريحات نتنياهو بتوجيهه لجيشه بتدمير شوارع بأكملها في الضفة، أعلنت اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم في 25 فبراير الماضي، أن الاحتلال شق شارع واخترق عمق 4 حارات في المخيم بدءا من حارة البلاونة، مرورا بحارتي الحمام والسوالمة، وصولا لحارة الخدمات على شارع ذنابة، الأمر الذي أدى إلى هدم 26 بناية وتسويتها بالأرض بشكل كامل وإلحاق أضرار جسيمة بكل ما هو حولها من بنايات ومرافق.
بعد يومين من دخول نتنياهو لمدينة طولكرم، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إخلاء أكثر من 40 ألف من سكان مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس في شمال الضفة وهي شبه فارغة، قائلا في تصريحات نقلتها صحف عبرية حينها :"️أصدرت تعليماتي للجيش بالبقاء في هذه المناطق خلال السنة الحالية والتأكد من عدم عودة السكان إليها".
توسيع العملية العسكرية بمخيمات الضفة الغربية
كما أكد أنه قرر مع رئيس الوزراء توسيع العملية العسكرية بمخيمات الضفة الغربية والدفع بالمزيد من القوات، ليقول نتنياهو في نفس اليوم إن القوات الإسرائيلية ستبقى في الضفة الغربية، ولأول مرة منذ عشرات السنين يدخل دبابات، كما أكد موقع واللا الإسرائيلي، رصد تحرك للدبابات لأول مرة منذ عملية السور الواقي عام 2002 في محيط مدينة جنين، وهي ما كشفته الصور التي أرسلها أحمد السعدي المتحدث باسم محافظة جنين كما ذكرنا في السطور الماضية.
استهداف المؤسسات الأممية في الضفة
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل وصل إلى استهداف المؤسسات الأممية التي تقدم أنشطة وخدمات للفلسطينيين مثل وكالة الأونروا، بحسب ما ذكرته الوكالة الأممية في 14 فبراير الماضي عبر بيان لها، باستخدام قوات الاحتلال، مركزا صحيا تابعا للوكالة بمخيم العروب شمال الخليل، كمركز للتحقيق الميداني مع المواطنين واحتجازهم، لافتة إلى أن ما قامت به قوات الاحتلال يعد تطورا جديدا في تجاهل صارخ لحرمة مرافق الأمم المتحدة، كما اقتحمت إسرائيل المركز الصحي بمخيم العروب واستخدمته مركزا للتحقيق الميداني والاحتجاز.
وحصل "اليوم السابع"، على عدد من الفيديوهات التي صورها صحفيين فلسطينيين، تظهر قيام عدد من جنود الاحتلال بإلقاء قنابل صوتية على مواطنين فلسطينيين في بوابة جسر مخيم العروب.
صفوت القواسمة، هو أحد سكان مدينة الخليل، الذين يعانون من حصار من قبل جنود الاحتلال، حيث يؤكد في تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن هناك إغلاق بشكل مستمر لمداخل مدن المحافظة مما يتسبب في ازدحامات كبيرة في الشوارع انتظارا لفتح الحواجز وتضييق على الناس، بجانب موجود اعتقالات بشكل مستمر بجانب هدم القوات الإسرائيلية للعديد من منازل المواطنين.
عدد الانتهاكات الإسرائيلية ضد مدن الضفة خلال عام 2024
وفاة امرأة مريضة بعد منع الاحتلال مرور سيارات الإسعاف
بينما يذهب نادر عبدالجواد، وهو أحد مواطني الخليل لقضية أخرى وهو زيادة معاناة المرضى في المدينة نتيجة عدم قدرة وصول سيارات الإسعاف لهم، حيث يكشف واقعة مأساوية بعدما منع الاحتلال عبور الإسعاف مما تسبب في وفاة امرأة مريضة، بجانب تأثير هذا الإغلاق على طلاب المدارس خاصة في المناطق المصنفة "ج"، مما يدفعهم يتنقلون بخوف ويتعرضون للتنكيل من المستوطنين الإسرائيليين.
ويكشف نادر عبدالجواد، متى بدأ الاحتلال يصعد ضد محافظة الخليل، مشيرة إلى أنه بعد قصف إيران للمناطق الإسرائيلية الأخير في الأول من أكتوبر الماضي، فحينها حدثت عملية فدائية في تل أبيب في ذات الليلة والتوقيت، قتل سبع إسرائيليين، وكان منفذي العملية شابين من الخليل، لتبدأ تل أبيب بعدها في تفجير منازل عائلة الفدائيين، اللذان استشهد أحدهما يوم العملية والثاني أصبح أسيرا لدى سجون إسرائيل، موضحا أنه منذ قلك التاريخ ويشهد سكان المدينة حالة عقاب جماعي وتدمير منازل والانتقام من الفلسطينيين وإغلاق كامل منذ تلك العملية.
ويؤكد أن أكثر منطقة تتعرض للانتهاكات هي الخليل بحكم أن الاحتلال لديه أطماع عقائدية فيها، مشيرا إلى أن الانتهاكات لا تتوقف بل تتزايد بمبررات وبدون مبررات، خاصة أن المدينة تحكمها "اتفاقية الخليل" وهي اتفاقية خاصة جاءت بعد اتفاقية أوسلو وأصبحت مقسمة جغرافيا وأمنيا وتشهد استيطان في قلب المدينة واستفزازات المستوطنين تتزايد يوم بعد يوم.
"الخروج من الخليل يحتاج لساعات طويلة انتظارا على الحواجز، بالإضافة إلى تنكيل بالمواطنين أمام الحواجز من قبل الاحتلال وغارات للمستوطنين المسلحين على المركبات في الشوارع التي تربط المدن ببعضها"، حسبما يوضح نادر أبو عبدالجواد .
عمليات التهجير في الضفة الأطول منذ الانتفاضة الثانية
قبلها بثلاثة أيام وبالتحديد في 11 فبراير، أعلنت الوكالة الأممية أيضا أن عمليات التهجير التي تمارسها إسرائيل بدأت في مخيم جنين وهي الأطول في الضفة الغربية منذ الانتفاضة الثانية، وامتدت إلى مخيمات طولكرم ونور شمس والفارعة.
وأضافت الوكالة في بيان لها، أن آلاف العائلات الفلسطينية هجِرت قسرا منذ أن بدأت إسرائيل تنفيذ عمليات واسعة النطاق في الضفة الغربية في منتصف عام 2023، لافتة إلى أن العمليات المتكررة والمدمرة جعلت مخيمات اللاجئين الشمالية غير صالحة للسكن؛ ما أدى إلى حصار السكان في نزوح دوري، خاصة أن أكثر من 60%، من النزوح في عام 2024 كان نتيجة لاقتحامات الاحتلال.
وأوضحت أن النزوح القسري في الضفة هو نتيجة لبيئة خطيرة وقسرية على نحو متزايد، حيث أصبح استخدام الضربات الجوية والجرافات المدرعة والتفجيرات المتحكم فيها والأسلحة المتقدمة من الاحتلال، أمرا شائعا وهو امتداد للحرب في غزة، حيث تم تنفيذ ما لا يقل عن 38 غارة جوية منذ بداية عام 2025 ، لافتة إلى ضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في جميع الأوقات، والعقاب الجماعي غير مقبول على الإطلاق.
مخيم جنين أصبح خاليا من السكان
وكشفت الأونروا خلال بيانها أن مخيم جنين أصبح خاليا من السكان، ما يستحضر ذكريات الانتفاضة الثانية، وهذا المشهد من المقرر أن يتكرر في مخيمات أخرى، وهذا الوضع يعرض حياة اللاجئين وموظفيها الذين يخدمونهم لخطر جسيم، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة وشركائها يواصلون دعم الفلسطينيين المتضررين من العدوان المستمر الذي يؤدي إلى مزيد من النزوح، وتقديم برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه مساعدات نقدية لنحو 1200 أسرة.
الاحتلال يحرم 5 آلاف طفل من التعليم في مدارس الوكالة بالضفة
وتعلق إيناس حمدان مدير مكتب الإعلام بوكالة الأونروا، على البيان بتأكيدها أن الضفة الغربية تشهد أوضاع صعبة للغاية بسبب استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية حتى الآن على مدار أسابيع، مشيرة إلى أن الاحتلال حرم أكثر من 5 آلاف طفل يذهبون عادة إلى مدارس الأونروا من التعليم.
وتكشف مدير مكتب الإعلام بوكالة الأونروا، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن غالبية من أُجبروا على النزوح من منازلهم كانوا في مخيمات شمال الضفة، بجانب حدوث دمار كبير في البنى التحتية وفرض قيود على الحركة بين المدن، موضحة أن طواقم الوكالة الأممية تتابع أوضاع النازحين عن كثب وتواصل تقديم الغذاء والرعاية الصحية والأساسيات التي يحتاجون إليها بشدة.
وخلال تقرير صادر عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، في 5 يناير الماضي كشف أن انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين سجلت ارتفاعا قياسيا في العام الماضي 2024، خاصة أن عدد تلك الانتهاكات وصل إلى 16612 بحق الفلسطينيين، وممتلكاتهم في مختلف المحافظات.
وبحسب تقرير الهيئة، فإن جيش الاحتلال نفذ 13641 انتهاكا، فيما أقدم المستعمرون على 2971 انتهاكا، حيث تركزت انتهاكات إسرائيل في محافظة الخليل بواقع 2934 انتهاكا، تلتها محافظة نابلس بـ2531 انتهاكا، ثم محافظة رام الله والبيرة التي رصد في كل منهما 2224 انتهاكا، بينما انتهاكات المستعمرين تركزت في محافظة نابلس بـ806 اعتداءات، ثم محافظة الخليل بـ657 انتهاكا، فمحافظة رام الله والبيرة بـ532 انتهاكا.
وأكد التقرير، استشهاد 10 فلسطينيين خلال العام الماضي على يد المستعمرين، الذين تسببوا بإشعال 373 حريقا في الممتلكات والحقول في محافظات نابلس ورام الله وجنين وطولكرم، بجانب 451 انتهاكا تسببت باقتلاع وتضرر وتخريب وتسميم ما مجموعه 14212 شجرة منها 10459 شجرة زيتون، حيث احتلت الخليل صدارة المحافظات من حيث عدد الأشجار المتضررة بـ 3980 شجرة، تلتها محافظة بيت لحم بتضرر واقتلاع 3791 شجرة، ثم محافظة نابلس بتضرر واقتلاع 2737 شجرة.
أقام المستعمرون العام الماضي 51 بؤرة استعمارية جديدة، 36 منها أخذت شكل البؤر الرعوية في محافظات رام الله والبيرة، وبيت لحم، والخليل، ونابلس، والقدس، وطوباس، وأريحا، وسلفيت، وطولكرم، بحسب تقرير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فيما بدأت سلطات الاحتلال تسوية أوضاع 13 بؤرة استعمارية، ليتحول جزء منها مستقبلا إلى أحياء استعمارية أو مستعمرات بحد ذاتها، وذلك عبر قرارات حكومية وتعديل حدود مستعمرات.
أكثر من 770 ألف مستعمر في 180 مستعمرة و256 بؤرة
وكشف التقرير أيضا أن عدد المستعمرين في مستعمرات الضفة بما فيها القدس، بلغ نهاية عام 2024 ما مجموعه 770420 ألف مستعمر، موزعين على 180 مستعمرة، و256 بؤرة استعمارية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية، موضحا أن سلطات الاحتلال أصدرت 903 إخطارات بهدم منشآت فلسطينية بحجة عدم الترخيص، تركز توزيعا في محافظات الخليل بـ 180 إخطارا، ومحافظة أريحا والأغوار بـ 140 إخطارا، ثم محافظة بيت لحم بـ 126 إخطارا، تخللها إصدار 20 إخطارا تستهدف برية بيت لحم الشرقية، كما نفذت 684 عملية هدم، هدمت خلالها 903 منشآت في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس وتضرر جراء ذلك 4332 شخصا، منهم 2320 طفلا وطفلة وتركزت عمليات الهدم في محافظات القدس بـ 190 عملية هدم، ثم محافظة الخليل بـ 172عملية هدم، ومحافظة بيت لحم بـ 68 عملية هدم.
ومن خلال تحليل البيانات التي وردت في بيان الهيئة، سنجد أن مدينة الخليل هي الأعلى بشكل مطلق سواء من حيث حجم الانتهاكات التي مارسها الاحتلال ضدها خلال العام المنصرم، وعدد الأشجار التي أحرقتها إسرائيل، وكذلك إخطارات هدم المنشآت الفلسطينية.
المصادقة على بناء 8800 وحدة استعمارية
واستولت سلطات الاحتلال خلال عام 2024 فقط على 46597 دونما بموجب ما أصدرته من جملة أوامر عسكرية، منها 35 أمرا لوضع اليد استهدفت نحو 1073دونما لإقامة 12 منطقة عازلة حول المستعمرات، و5 أوامر استملاك انتهت بالاستيلاء على نحو 803 دونمات، و8 قرارات إعلان أراضي دولة استهدفت 24597 دونما، و6 أوامر لتعديل حدود محمية طبيعية استولى الاحتلال بموجبها على نحو 20 ألف دونم، وفقا لما ورد في تقرير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، كما أن اللجان التخطيطية لسلطات تل أبيب درست ما مجموعه 173 مخططا استهدفت مستعمرات تقام على أراضي الضفة الغربية والقدس.
الاحتلال يدمر أكثر من 50 منزلا بشكل كامل في مخيم طولكرم
هنا يكشف الوزير مؤيد شعبان رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، خسائر مدن الضفة منذ بداية الاجتياحات العسكرية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الاحتلال دمر في مخيم جنين أكثر من 470 منشأة ومنزل بشكل كلي أو جزئي، إضافة إٕلى تعطيل الخدمات الأساسية بشكل رئيسي، خاصة المرافق الصحية منها والتعليمية، تزامناً مع انقطاع كامل للمياه والكهرباء ونقص حاد في المواد التموينية في المدينة ومحيطها.
عدد الأشجار التى أحرقها الاحتلال في مدن الضفة خلال عام 2024
ويضيف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن قوات الجيش الإسرائيلي منعت وصول المياه إلى 4 مستشفيات رئيسية في جنين، عدا عن حرمانها لـ35 % من أهالي مدينة جنين من المياه، لافتا إلى أن الاحتلال دمر 200 منزل بشكل كامل و120 منزلا جزئيا في مخيم نور شمس.
ويشير مؤيد شعبان، إلى أن الاحتلال دمر أكثر من 50 منزل بشكل كامل في مخيم طولكرم، مؤكدا أن 90% من سكان المخيم نزحوا من المخيم بعد أن أجبرهم الاحتلال على النزوح قسرا وبالقوة.
ويوضح رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن الاحتلال أجبر نحو 17 ألف شخص على مغادرة مخيم جنين للاجئين، فأصبح المخيم مهجوراً تقريباً، لافتا إلى أن إسرائيل أجبرت ستة آلاف شخص، أو نحو ثلثي سكانه، على المغادرة في مخيم نور شمس، بينما غادر عشرة آلاف آخرون مخيم طولكرم.
عدد إخطارات الاحتلال بهدم منشآت فلسطينية في مدن الضفة خلال عام 2024
Trending Plus