البخور فى مصر القديمة.. ما علاقته بـ الدين؟

يشتهر وجود البخور، فى الكثير من البيوت المصرية، حيث يوجد الكثير من أنواعه الآن، كما تتعدد أشكال المباخر ليحل بالأماكن أو المحال "البركة"، كطقس روحانى يتبعه المصريون منذ زمن طويل، عرف عنه ارتباطه ببعض الطقوس الدينية، نظرًا لرائحة الذكية التى يظن البعض أنها تطيب العابد، وتطهر المكان من أى روائح غير مستحبة، وذلك منذ العصور الفرعونية القديمة.
وكان البخور يقدم للقرابين والصلوات أمام المعبودات تفتتح بطقس حرق البخور، إيماناً بأن ذلك يسعد المعبود، فيستجيب للصلوات ويتقبل القرابين، كما استخدم الكهنة البخور كمادة تطهير بجوار العطور والدهانات قبل قيامهم بأعمال الخدمة داخل المعابد، وذكرت أن البخور له مكانة كبيرة فى الحضارة المصرية القديمة، وارتبطت بالحياة اليومية للمصرى القديم، سواء فى البيت أو المعبد، كما كان يستخدم كوسيلة للعلاج من الأمراض، وكان أول استخدام فى مصر القديمة لأول مرة، بحسب ما سجله حجر "بالرمو" أثناء حكم الملك ساحو رع فى الأسرة الخامسة.
وقد استخدم المصريون القدماء البخور داخل المنازل، كمادة عطرية مطهرة، بجانب استخدامها فى التطيب الشخصى وتبخير الملابس، وقد اعتقد المصرى القديم أن البخور ذى الرائحة الذكية يطرد الأرواح الشريرة، ودلت بعض البرديات الطبية على دخول البخور فى علاج بعض حالات الأمراض الجلدية لاحتوائه على مواد راتينجية قابضة للأوعية الدموية.
لعب البخور دورًا بارزًا فى ديانة المصريين القدماء؛ فغزا أروقة المعابد والمقابر، فضلًا عن استخدامه فى أغراض السحر والطب، وفى كتابها المباخر والبخور فى مصر القديمة، تؤكد الدكتورة ماجدة أحمد عبد الله أن المواد الراتنجية المكتشفة فى مقابر البدارى، المنسوبة إلى عصر ما قبل الأسرات، كانت تستخدم كبخور، نظرًا لرائحتها الذكية.
وبحسب كتاب "البخور والمباخر فى مصر القديمة" للكاتبة ماجدة أحمد عبد الله، فإن الدراسات أثبتت أن الأنواع والاستخدامات متعددة للبخور فى مصر القديمة، وأن أقدم إشارة موثقة للبخور فى التاريخ وردت باللغة الهيروغليفية على "حجر بالرمو"، أثناء حكم "ساحو رع Sahure" ثانى ملوك الأسرة الخامسة، وتعنى المقرب من إله الشمس "رع"، لافتة إلى أن المصريين زرعوا النباتات المستخدمة كبخور فى أَفْنِيَة المعابد.
Trending Plus