جدتى سلمى.. سلام على روحك الطيبة

أحمد منصور
أحمد منصور
أحمد منصور

حين أسلمت جدتى الحبيبة سلمى عبد الستار روحها لبارئها فى لحظة هادئة كأنها صلاة خفية، انكشفت قلوبنا على وجع الفقد، وارتجف الزمن فى أعيننا، لم تكن فقط جدة.. كانت ركنًا من أركان حياتنا، دفئها الذى لا يخبو، وحنانها الذى لا يجارى، ظلا يسكنان تفاصيلنا منذ الطفولة حتى اشتد عودنا وواجهنا الحياة رجالًا ونساء.

كانت امرأة لا تنكسر، رغم ما حملته الأيام لها من أعباء، فقدت زوجها وهى شابة، ووجدت نفسها وحدها أمام مسئولية جسيمة، تربية ثمانية من الأبناء (خمسة أولاد وثلاث بنات)، لم تتراجع، لم تتذمر، بل تحولت إلى جبل من الصبر، وواحة من الحنان، حملتهم فى قلبها قبل أن تحملهما يداها، وصنعت من محنتها مدرسة فى الكفاح.

رفضت أن تتزوج بعد رحيل شريك عمرها وهى فى عز شبابها، فاختارت أن تكون أمًا فقط، بكل ما تحمله الأمومة من تضحيات ونُبل، كرست حياتها لأبنائها، لا تطلب شيئًا لنفسها سوى أن تراهم بخير، كانت ترى فى رعايتهم رسالتها الكبرى، وفى سعادتهم خلاصها الوحيد من الألم.

ومع الزمن، لم تكن فقط الأم، بل صارت الجدة التى تسكن ذاكرة أحفادها، تربينا بجوار أمى، ترعانا بحب نادر وحنان صافٍ، كانت تقرأ وجوهنا كما تقرأ القصائد، وتعرف متى نحتاج إلى حضن، ومتى نحتاج إلى دعوة صادقة تنقذنا من متاعب الحياة.

رغم صعوبة الطريق، ظلت نبعًا من الحنان لا ينضب، لم تبخل يومًا بحب أو عطاء، كانت توزع دفئها علينا كما توزع الشمس نورها فى صباح شتوى، تزرع الطمأنينة فى قلوبنا وتروى أرواحنا بكلماتها اللينة وصبرها الجميل.

شاهدتها بعينى كيف كانت تسند خالاتى وأخوالى، تسهر على تعبهم، تفرح بنجاحهم، تحتمل أوجاعهم، واليوم، وقد صار كل واحد منهم علامة مضيئة فى طريقه، نعلم جيدًا أن جذور نجاحهم مغروسة فى قلبها هى، فى تعبها، فى دعائها.

لم يكن قلبها يتسع لعائلتها فقط، بل كان حبها يفيض لمن حولها جميعًا، كانت تؤمن أن الخير الحقيقى هو ما تزرعه فى قلوب الناس، وقد زرعت فينا جميعًا قيم النبل والعطاء دون أن تنتظر شيئًا بالمقابل.

الآن، وقد غابت عن أعيننا، ما زالت حاضرة فى كل ما يحيط بنا، فى التفاصيل الصغيرة، فى الدعوات التى اعتادت أن تهمس بها، فى دفء صوتها، فى عبق طيبتها، تركت إرثًا من الحب لا ينسى، وسيرة عطرة تبقى حية فينا ما حيينا.

جدتى سلمى.. رحلتِ، لكنك لم تغادرى، ستظلين النور الذى يهدينا، والحنان الذى يعيننا، والصوت الذى لا يغيب، رحمك الله رحمةً تليق بقلبك الكبير.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الإسماعيلى يعقد اليوم الجمعية العمومية العادية بحديقة رضا

للزوجات مع اقتراب موسم الدراسة.. من يملك قرار التعليم بعد الطلاق؟

السبت.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا

وفاة الفنانة المعتزلة سهير مجدى

مدحت صالح يتألق بغناء حبيبى يا عاشق وزى المليونيرات بحفله فى مهرجان القلعة


قدم لكلية الطب وسبقه القدر.. وفاة طالب أثناء تركيبه ميكروفون لمسجد في قنا

عم طارق.. بطل مزلقان بنى سويف أنقذ شابا من الموت على قضبان السكة الحديد.. ويؤكد لـ"اليوم السابع": ما حسبتهاش وما فكرتش فى نفسى.. حسيت إن ثانية واحدة ممكن تفرق بين حياة وموت إنسان.. فيديو وصور

موعد انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس الدولية والرسمية

محادثات بين وزير خارجية إيران ونظرائه بالترويكا الأوروبية و"كالاس"

الشمال يفوز على الريان 4-2 بمشاركة أكرم توفيق


ترامب يعلن إقامة قرعة كأس العالم 2026 في الخامس من ديسمبر المقبل

الأوراق المطلوبة لاشتراكات الأتوبيس الترددى للطلبة وموعد التقديم

شقيق شيرين ينتقد محاميها السابق: دلوقتى طالع تقول الوضع كارثى.. أنت مصدق نفسك

إعلام إسرائيلى: 3 انفجارات ضخمة تهز وسط إسرائيل

رابطة الأندية تعلن تعديل مواعيد وملاعب بعض مباريات المرحلة الأولى من دورى Nile

مشهد بطولي.. عامل مزلقان ينقذ شابًا من دهس القطار فى بنى سويف.. فيديو

حسام حبيب ينفى عودته لشيرين والمطربة تتوعد محاميها السابق ببيان

قرار مهم من ديانج بخصوص تجديد عقده مع الأهلى.. اعرف الحكاية

نقل مباراة الزمالك وفاركو إلى استاد السلام بدلا من هيئة قناة السويس

مان سيتى ضد توتنهام.. سجل سلبى يهدد السيتيزنز فى الدورى الإنجليزى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى