جرائم الاحتلال فى غزة.. دول منعت من المشاركة بالدورات الأولمبية

تقوم فلسفة الألعاب الأولمبية على السعى لبناء عالم أفضل يسوده السلام والتفاهم بين الشعوب، ومن هذا المنطلق، عندما تنتهك الدول هذه الرسالة السامية، فإنها تواجه فى بعض الأحيان بالإقصاء من المشاركة فى الدورات الأولمبية، وعادة ما تفرض هذه العقوبة على الدول التى تشعل الحروب أو ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، من وهنا يبرز تساؤل مهم هل ستشارك دولة الاحتلال الإسرائيلى فى الدورة الأولمبية المقبلة، رغم ما ارتكبته من جرائم فى قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 حيث تواصل حتى اليوم الإبادة الجماعية بحق المدنيين العزل وخاصة الأطفال، فى ظل صمت دولى وخاصة من الدول الغربية التى طالما رفعت شعارات حقوق الإنسان.
وفى السطور التالية نستعرض أبرز المحطات التاريخية التى تم فيها استبعاد دول من المشاركة فى الألعاب الأولمبية بسبب انتهاكها لمبادئ الميثاق الأولمبى، ووفقا لما ذكره موقع هيستورى، ففي الدورة الماضية منعت روسيا من المشاركة فى الألعاب الأولمبية 2024 بسبب الحرب على أوكرانيا، وأيضا منعت من المشاركة فى عام 2018 بسبب سياستها المنهجية في تعاطي المنشطات برعاية الدولة، ربما لم تكن هذه الخطوة جريمةً جسيمةً ضد الإنسانية كإشعال الحرب، لكنها تعارضت مع الرسالة الأولمبية المتمثلة في بناء عالم أفضل من خلال المنافسة الرياضية العادلة والنزيهة.
وعلى مر التاريخ تم استبعاد العديد من الدول، ومن أوائل وأشهر الدول التي حرمت من المشاركة كانت الدول المعتدية في الحرب العالمية الأولى، ففي عام 1920، لم تدع خمس دول - النمسا والمجر وألمانيا وتركيا وبلغاريا - إلى الألعاب.
يقول فيليب باركر، عضو اللجنة التنفيذية للجمعية الدولية لمؤرخي الألعاب الأولمبية: "كانت الدعوات تأتي من المدينة المضيفة، لقد غيروا ذلك الآن، لذا تأتي الدعوات من اللجنة الأولمبية الدولية".
وفى عام 1948 بعد الحرب العالمية الثانية، استُبعدت ألمانيا واليابان بالمثل، ويقول "باركر"، الذي يشير إلى أن العداء استمر في بريطانيا لعقود، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى معاملة اليابان لأسرى الحرب.
في عام 1946، منعت جنوب أفريقيا من المشاركة في ألعاب طوكيو بسبب نظام الفصل العنصري فيها، واستمر هذا الحظر قرابة 30 عامًا، وخلال ستينيات القرن الماضي، برز منافس للألعاب الأولمبية ألعاب القوى الناشئة الجديدة (GANEFO) التي أقامتها إندونيسيا، وشاركت كوريا الشمالية أيضًا، وحظرت اللجنة الأولمبية الدولية مشاركة الرياضيين الذين شاركوا في تلك المسابقات، ومنعت أفغانستان من المشاركة في ألعاب سيدني عام 2000 بسبب تمييز نظام طالبان ضد المرأة.
إن انتهاك قواعد اللجنة الأولمبية الدولية، وليس فقط القواعد الأخلاقية الدولية، قد يوقع الدولة في ورطة كبيرة، ففي دورة ألعاب لندن 2012، وجزء من دورة ألعاب سوتشي 2014، منعت الهند من المشاركة بسبب فساد في اللجنة الأولمبية الهندية.
Trending Plus