لماذا طرد الملك فيليب الثالث المسلمين من إسبانيا عام 1609؟

تحل، اليوم، ذكرى طرد الملك فيليب الثالث فى التاسع من أبريل من عام 1609 الموريسكيين أحفاد المسلمين الذين قررت السلطات تنصيرهم ابتداء من عام 1502، والذى قال المؤرخون عنه إنه أدى إلى عواقب اقتصادية خطيرة، وأنه أكثر الأعمال الوحشية فى تاريخ إسبانيا.
عاش الموريسكيون وهم المسلمون الذين بقوا في الأندلس بعد سقوط الدولة الإسلامية هناك، فى القرن السادس عشر والسابع عشر فى مستوى ثقافي متدن، وعلى الرغم من أن المسلمين تمكنوا من أن يكونوا في مهن مميزة داخل المجتمع الإسبانى إلا أنهم عانوا اضطهادا.
وقد عملوا فى مهنة الطب لكن عندما رأى الأطباء الموريسكيون أن المجتمع يعتبرهم أطباء دجالين على الرغم من تكوينهم المهني الذي لا يستهان به حاول بعضهم الوصول إلى أعلى درجة من الاحتراف لكن عندئذ تدخلت الحواجز العنصرية.
وبحسب كتاب "تاريخ الموريسكيون.. حياة ومأساة أقلية" تأليف الإسبانى أنطونيو دومينجير هورتز والفرنسى برنارد، فإن الطبيب الموريسكى كان يعالج الطبقات الفقيرة لأن الطبقة الأرستقراطية كانت تفضل أن يعالجها طبيب من المسيحيين القدامى وليس موريسكى "مسيحى حديث"، ولكنهم كانوا يذهبون إلى الطبيب الموريسكي عندما تكون حالة المريض ميئوس منها.
وقد كان للطبيب الموريسكى "خيرونيمو باتشيت" مرضى يتداون عنده من أرقى طبقات المجتمع من بينهم تجّار أغنياء إيطاليون وقد أدّى نجاحه الكبير إلى أن تتم دعوته للمجالس البرلمانية وأن يصطدم كثيراً بزملائه المسيحيين القدامى، وهو كذلك أحد الأطباء الموريسكين الكثيرين الذين مثلوا أمام محاكم التفتيش التى اتهمته بأن لديه شيطاناً من الأسرة وبفضله قام بشفاء الحالات المستعصية التى أعطته صيتاً كبيراً.
ومن المفارقات العجيبة أن الطبيب الموريسكي "خيرونيمو باتشيت" لجأ إليه الأمير "فيليب الثالث" عندما مرض وعجز الأطباء عن إيجاد علاج له فى حين نجح "باتشيت" في شفائه من مرضه، وأصبح "فيليب الثالث" ملكا لإسبانيا فيما بعد وقام بطرد الموريسكيون من الأندلس.
Trending Plus