فى عيد العمال.. "المرأة الريفية" نساء لا تعرف المستحيل.. قصة كفاح "صباح" صاحبة الـ67 عاما فى غيطان الشرقية.. تعزق فى الأرض بالفأس.. تحصد سنابل الخير بأجر يومى من أجل الرزق الحلال لتربية أبنائها.. وأمنيتها الحج

مع خيوط فجر كل يوماً جديد تبدأ "صباح " صاحبة الـ 67 عاما رحلتها فى العمل بالحقول الزراعية بمحافظة الشرقية، تبتسم فى وجه المعاناة متسلحة بالعزيمة والإصرار وكان عنوانها الكفاح والعمل على مدار أكثر من 50 عاما تزرع وتحصد سنابل الخير فى الغيطان بأجر يومى منذ كان عمرها 10 أعوام.
من الفجر حتى المغرب تعمل فى الحقول الزراعية بالشرقية تتحدى حرارة الجو بابتسامة الرضا والعوض الجميل الذى تأمل أن تجده مستقبلا فى زيارة الأراضى المقدسة وتأدية العمرة، رحلة كفاح تدرس للسيدة "صباح محمد عبد الرحمن توم" 67 عاما،المقيمة قرية ميت ربيعة التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، التى تخلت عن طفولتها فى العاشرة من عمرها واختارت العمل فى الحقول بالأجر اليومى لمساعدة أسرتها حيث توفى والدها وهى فى سن صغير وترك خلفه ثلاثة بنات دون عائل لهن، فكافحت من طفولتها فى العمل بالحقول الزراعية، لكى تدبر نفقات زواجها ومساعدة والدتها على المعيشة، وبعد زواجها واصلت رحلتها فى الكفاح من أجل تربية أولادها التسعة 5 بنات وأربعة صبيان، جانبا إلى جنب مع زوجها.
وقالت "صباح" ذات الـ 6 عاما، وشهرته فى قريتها " سمسمة" إنها تعمل فى الأراضى الزراعية منذ كان عمرها 10 سنوات بأجر يومى منذ كان 2 جنيهاً ، وانتصرت على كل العقبات التى واجهتها وعندما تقدم لها شخص للزواج منها لم تتخلى عن العمل بالحقول الزراعية وزقها الله بـ 9 أبناء حرصت على تزويج البنات أولا من شقاء يداها بالتعاون مع زوجها، وتأمل من الله أن يعطيها العافية لتستطيع زواج الصبيان الأربعة.
ولفتت " صباح " إلى أن يومها يبدأ مع قرآن الفجر تستيقظ مع صوت الإذاعة، للعمل فى الحقول وينتهى يومها مع آذان المغرب يوميًا بأجر، حيث فى فصل الصيف تكثر المحاصيل الزراعية والخضروات التى تحتاج أيادي عاملة عن فصل الشتاء، وحاليا تقوم باستئجار قطعة أرض لزراعتها بمحصول البامية لكي تعيش من خيرات المحصول عند نضوجه بعد شهر ونصف، كما انه تعمل فى موسم حصاد محصول القمح فى الغيطان بأجر يومى ويعاونها أبنائها على ذلك.
لخصت "صباح" رحلتها فى العمل فى زراعة وجني الخير بالأراضى الزراعية،التى تزيد عن 50 عاما، أن أحلامها أنها تنحصر فى أن يعطيها الله الصحة وطول العمر لكي تزوج أولادها الذكور، و تزور زيارة الأراضي المقدسة لتأدية العمرة لتكون تلك الرحلة عوضا لها عن كفاحها طول عمرها فى الحقول الزراعية.، لكن وضعها المادي لا يسمح بذلك لمشاركتها فى تحمل مسئولية زواج أنبائها.
Trending Plus