هل تفتح التقنيات الرقمية باب التطوير أمام المسرح أم تغلق فضاء الإبداع

ماكبث المصنع
ماكبث المصنع
شيماء منصور

ما يزيد على ألفىّ سنة قطعها المسرح فى وعى البشر، طرأت عليه تطوّرات، لكنه ما زال قريبا من تقاليده الأولى بدرجة كبيرة. البعض يرون فى الذكاء الاصطناعى فرصة لدفعه خطوات بعيدة للأمام، وآخرون يخشون من تأثير الإفراط فى التقنيات المُستحدثة على طبيعة التجربة وروحها الخاصة. وبين الرأيين أفكار عديدة، واحتمالات مُركبة، ومنافع ومخاطر لا حصر لها.

فى البداية دعونا نتحدث عن الإيجابيات التى من الممكن أن تحدث بوجود الذكاء الاصطناعى فى المسرح، فقد يوفر أدوات جديدة للمخرجين والكتاب لتطوير النصوص، واستحداث أساليب سردية مبتكرة، وتحسين عمليات الإنتاج، من إضاءة ومؤثرات، مع استخدام البرمجيات لتحليل البيانات وتطوير الأداء، بما يُضفى مزيدا من الاحترافية والاتقان، فضلا على التفاعلية مع الجمهور، بإدماجهم فى أجواء الحالة المسرحية، والتقاط البيانات المُعزّزة لقياس أثر العملية الفنية، وتحديد الاحتياجات الضرورية للتطوير ورفع الكفاءة.

يمكن أن يشهد المسرح تحولا جذريا، بإنشاء تجارب تدمج بين الأداء البشرى والذكاء الاصطناعى، وقد تُستحدث أشكال مسرحية جديدة، وأكثر عضوية وتشاركية، بما يجعل من كل عرض تجربة فريدة، وأقدر على الانتشار ومُخاطبة جمهورها على نطاقات زمنية ومكانية أكثر اتساعا.

يُمثل الذكاء الاصطناعى ثورة جديدة تفتح آفاقا واسعة للإبداع والتجديد، وهنا نحاور مخرجا استخدمه فى معالجة مسرحية «ماكبث»، ونستعرض معه تفاصيل التجربة. المخرج محمود الحسينى صاحب تجربة «ماكبث المصنع».


لماذا لجأت للذكاء الاصطناعى؟

لقد دفعنى لاستخدام الذكاء الاصطناعى أن المعالجة الجديدة لمسرحية «ماكبث» كانت تعتمد بشكل أساسى على تطبيق يسمى «إدراك»، وهو تطبيق ذكاء اصطناعى، لكى يظهر المشهد بشكل دقيق، كان من الضرورى أن يكون بلغة الذكاء الاصطناعى وليس بلغة البشر العادية، لأن التطبيق بعيد كل البعد عن طريقة تفكيرنا وكلامنا، وكذلك عن صياغة الكلمات نفسها.

حدثنا عن التجربة ومراحل تطورها؟
كنا نرغب فى تقديم رؤية جديدة لـ«ماكبث» من خلال منظور عصرى، بدأنا بالبحث عن أفكار جديدة حتى استقررنا على «ماكبث»، واستطعنا إيجاد نقاط مشتركة بين النص الأصلى لشكسبير ورؤيتنا الفردية، وحاولنا الربط بين تلك النقاط حتى ظهرت المسرحية بالشكل الذى قدمناه، بدأنا عرضها للمرة الأولى فى مسرح الجامعة، ورغم عدم نضوجها الكافى، حصلت على المركز الأول، بعد ذلك، عرضناها فى المهرجان القومى للمسرح، وأدخلنا تعديلات كثيرة بناء على آراء المسرحيين لتطويرها، حتى وصلنا إلى النسخة النهائية فى المهرجان التجريبى.

ما رسالتك الأساسية؟
الرسالة الأساسية من العرض هى أن الفرصة الثانية قد لا تتحقق، أو قد لا تصل إليك إذا ارتكبت أى نوع من الجرائم أو الأخطاء فى حق إنسان. الندم يأتى من رغبتك فى كسب كل شىء، لتجد فى النهاية أنك خسرت كل شىء.
هل يستطيع الـ«AI» التعبير عن المشاعر الإنسانية؟

لا يمكن للذكاء الاصطناعى التعبير عن المشاعر الإنسانية بشكل كافٍ، واجهنا صعوبات بسبب جفاف الذكاء الاصطناعى وحواره، لذلك كان من الضرورى إجراء معالجة فى الجانب الإنسانى، استخدمنا الذكاء الاصطناعى بشكل محدد فى المشاهد التى تحتوى على تطبيق الذكاء الاصطناعى.

وكيف يُسهم فى تطور اللعبة المسرحية؟
دور الذكاء الاصطناعى مهم وسيلعب دورا أكبر فى المستقبل، إذا نظرنا إلى بدايات انتشار الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى، سنرى أن المسرح نفسه تغير، خلال السنوات العشر أو العشرين الماضية، تطورت النصوص بشكل ملحوظ مع دخول الإنترنت، حيث أصبحت النصوص أكثر عصرية، الذكاء الاصطناعى هو محرك بحث ذكى وسيؤثر على كل شىء، أعتقد أنه تأخر نوعا ما فى الفنون، لكنه سيتوغل فى كل المجالات، لذا لا مفر من مساهمته، ويجب أن يكون لدى الجمهور والنقاد سعة صدر لما يحدث.

100
 

 

WhatsApp-Image-2024-11-04-at-4.43.44-PM-(2)-copy
 

 

WhatsApp-Image-2024-11-04-at-4.43.44-PM-copy
 

 

WhatsApp-Image-2024-11-04-at-4.43.45-PM-(1)-copy
 

 

المخرج-محمود-الحسينى
المخرج-محمود-الحسينى
p
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اتحاد الكرة يجتمع اليوم لمناقشة برامج إعداد المنتخبات لأمم أفريقيا وكأس العالم

نابولى يقترب من التوقيع مع لورينزو لوكا بعد تعثر صفقة نونيز

وزارة التعليم تواصل تصحيح امتحان اللغة العربية للثانوية العامة 2025

باريس سان جيرمان وإنتر ميامي فى مواجهة نارية بمونديال الأندية

شيرين تحيي حفلها بمهرجان موازين وسط حضور كبير.. صور


القومى لحقوق الإنسان يستعد لانتخابات 2025 بنشر ثقافة المشاركة السياسية

قبة الحرارة.. إعصار يواجه أوروبا ويسبب موجة حر شديدة.. يونيو يحطم الأرقام القياسية.. الفوضى تعم باريس ومصرع شخصين وانقطاع الكهرباء.. وفاة شخص بسبب ارتفاع الحرارة بإسبانيا.. تأهب فى اليونان وقبرص خوفا من الحرائق

استئناف مباراة بنفيكا ضد تشيلسي بعد توقفها أكثر من ساعة ونصف

مقاومة الجدار والاستيطان: إسرائيل تفرض سياسة "الأمر الواقع" بتسريع وتيرة بناء البؤر الاستيطانية بالضفة

محمد فضل شاكر يغنى لوالده ويدعو له بالفرج فى حفله بمهرجان موازين


تحفة معمارية جديدة تقدم لأهالى السيدة زينب.. "روضة السيدة 2" جاهز لاستقبال السكان.. 572 وحدة سكنية كاملة التشطيب تقدم لسكان منطقة الطيبى بعد إزالتها.. تضم ملعبا وحدائق وحضانة ومبنى إدارى.. صور

شاهد صورة سائق النقل المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى ومصرع 19 حالة

مصرع 3 فتيات وشاب فى انقلاب مركب صغير داخل نهر النيل بالمنيا

اتحاد الكرة الطائرة يعتمد ضوابط صارمة قبل بدء موسم 2025-2026

بالميراس أول المتأهلين لدور ربع نهائى كأس العالم للأندية بالفوز على بوتافوجو

أيمن أشرف يقترب من التوقيع لوادى دجلة فى صفقة انتقال حر

وزير الخارجية يجرى مشاورات سياسية مع نظيرته النمساوية

وزارة الصحة تكشف معلومات مهمة عن حملة التبرع بالدم

شاهد تجارب تشغيل جرار البضائع بشبكة القطار الكهربائى السريع.. صور

ورطة "نتنياهو".. إسرائيل تئن بسبب فاتورة الحروب الباهظة.. 78مليار دولار خلال 20 شهرًا في حروب غزة ولبنان.. مليار دولار خسائر يومية لحرب إيران.. و 40 ألف طلب تعويض أمام الحكومة الإسرائيلية من مصانع وشركات متضررة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى