الاستعداد أولاً

د. داليا مجدي عبد الغني
د. داليا مجدي عبد الغني
بقلم: د. داليا مجدي عبد الغني

من أكثر الأمور المُزعجة في حياة بعض الناس، عدم قدرتهم على توصيل وجهة نظرهم، أو عجزهم عن إقناع الآخرين، فهذا الأمر شديد الإحباط بالنسبة للكثيرين، لدرجة أنهم قد يُصابوا بحالة من الانفعال أو الغضب، فيتناسون أن الإقناع ما هو إلا مجرد محاولة قد تصيب أو تخيب ويتناسون كذلك أن لكل إنسان قناعاته ومعتقداته التي يصعب تغييرها بسهولة، وبالمناسبة لو حدث التغيير لا يكون لقدرة المُقنع، بقدر رغبة المقتنع في الاقتناع، فالإنسان هو الذي يكون لديه الاستعداد للتغيير من عدمه، وكما قال "فريدريش فون شيلينغ": "الإنسان لا يعرف إلا ما يُريد أن يعرفه، من غير المُجدي أن نجعل الناس يفهمون شيئًا ليس لديهم الرغبة في فهمه"، إذن فالمسألة مُرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالشخص الذي يرغب في استيعاب أمر ما، أو تعلم شيئًا ما، لأن القضية نابعة من الداخل، وصدق الله العظيم عندما قال في كتابه العزيز: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)، إذن فالمسألة تبدأ من صاحب الشأن، لذا فإذا كنت على قناعة من أنك على حق، وتريد تحقيق الصواب، ولا تبتغي سوى المصلحة النبيلة، فكل هذا لا بأس به على الإطلاق، ولكنه وللأسف الشديد وثيق الصلة بالطرف الآخر، فلابد أن يكون لديه ولو قدر قليل من الاستعداد النفسي والذهني، والبدني كذلك في تفهم هذا الأمر والاقتناع به، وإلا ستذهب كل مُحاولاتك سدى.


وهذا يُؤكد أن الإنسان هو الذي يختار مساره، فهو الذي يقرر تفهم الأشياء واستيعابها أو إعطائها ظهره وتجاهلها، لذا فمهما كان الأستاذ قدير، فقدراته لا يُمكنها أن تظهر وتنجح وتُثبت قوتها إلا باستعداد التلميذ، بل إنني لا أبالغ إذا قلت أن حاجة الأستاذ إلى التلميذ لا تقل في أهميتها عن احتياج الأخير للأول، لأن الأستاذ يشعر بقوته وقدراته عندما ينجح التلميذ ويتفوق، ولكن هذه القدرات قد تقف عاجزة تمامًا أمام تلميذ ليس لديه أدنى استعداد للنجاح والاستيعاب والتقدم، وهذا يؤكد أن المُتلقي هو الأداة التي تجزم بقدرات المقدم، لأنه يُترجم كل إمكانياته من خلال مُتلقي المعلومة.


وأخيرًا، فعلينا أن نُؤمن أن الاستعداد هو الأول والأساس لكل شيء، لذا فإن الطبيب دائمًا ما يُؤكد أن نجاحه في علاج المريض مرتبط باستعداد الأخير في تلقي العلاج واستكماله حتى نهاية المطاف.


وعليه، فإذا أردنا أن ننجح في أحد الأمور، لابد أن يكون لدينا استعداد حقيقي، وإرادة قوية، وقدرة عالية، حتى نُكمل الطريق الذي بدأناه.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حسين الجسمي يحيى حفلاً غنائيًا في المغرب الليلة

المصري يواصل استعداداته للموسم الجديد بمعسكر بورفؤاد

المتهمان بالاتجار فى المخدرات: بنستخدم دراجة نارية في توزيع الأستروكس

استئناف مباراة بنفيكا ضد تشيلسي بعد توقفها أكثر من ساعة ونصف

البرلمان الأوكرانى يعمل على إعداد مشروع قانون حول الانتخابات


160 مليار جنيه لدعم السلع التموينية والخبز في موازنة 2025/2026

مواعيد مباريات اليوم الأحد 29-6-2025 والقنوات الناقلة

محمد فضل شاكر يغنى لوالده ويدعو له بالفرج فى حفله بمهرجان موازين

معلومات بشأن عصابة استولت على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني

شاهد صورة سائق النقل المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى ومصرع 19 حالة


مفيدة شيحة تحتفل بزواج ابنتها منة الله عماد وسط حضور كثيف.. فيديو وصور

7 معلومات كشفتها النيابة العامة بتحقيقات حادث الإقليمي بالمنوفية.. إنفوجراف

الصين: نعارض إبرام أي اتفاقات تجارية مع أمريكا على حساب مصالحنا

وزير الخارجية يجرى مشاورات سياسية مع نظيرته النمساوية

عبير صبري تعلن انفصالها عن زوجها بعد 7 سنوات: ربنا يوفقنا وانفصلنا بكل هدوء

أخبار مصر.. ارتفاع بدرجات الحرارة غدا والعظمى بالقاهرة 37 درجة

مشهد يهز القلوب.. بتر ساق رضيع فلسطينى بسبب غارة إسرائيلية على غزة.. صورة

حقائق لا تفوتك قبل موقعة بنفيكا ضد تشيلسي فى كأس العالم للأندية

حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز تكلفته أكثر من 20 مليون دولار وخاتم الزواج 10 ملايين دولار.. فستان الزفاف بتوقيع دولتشي آند جابانا.. والعروس تغير اسمها على إنستجرام وتحذف منشوراتها القديمة

بعد أوفا ودويدار.. محمد حامد يرحل عن إنبى بعد نهاية مشواره

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى