العالم يرحب بـ"ليو 14" بابا الفاتيكان الجديد.. "السلام عليكم" أولى كلمته عقب اختياره.. تهانى ملكية ورئاسية على التنصيب.. وصحافة العالم: له إرث من العداء مع ترامب.. ويسير على نهج فرانسيس.. والتنس رياضته المفضلة

تصدر اسم روبرت فرانسيس بريفوست ، بابا الفاتيكان الجديد "ليو 14" الأمريكي الأصل ، صدارة اهتمامات الصحافة الغربية بعد اختياره خلفاً للبابا الراحل البابا فرانسيس، ليصبح البابا 267  فى الكنيسة الكاثوليكية،  حيث توالت التهانى من زعماء وقادة العالم.

وبدأ بابا الفاتيكان الجديد  أولى كلمته عقب اختياره من الكرادلة بالدعوة إلى السلام قائلا: "السلام عليكم جميعا" وأضاف: "ساعدونا على بناء الجسور بالحوار واللقاء، حتى نكون شعبا واحدا، ونعيش فى سلام".

وبريفوست من مواليد 14 سبتمبر 1955 في شيكاغو بولاية إلينوي، ونشأ في كنف عائلة ذات أصول متنوعة، بدأ مسيرته التعليمية بدراسة الرياضيات في جامعة فيلانوفا، حيث حصل على درجة البكالوريوس في عام 1977، وبعد ذلك، انضم إلى رهبنة القديس أوغسطين، ليواصل تعليمه اللاهوتي ويحصل على درجة الماجستير في اللاهوت من "الاتحاد اللاهوتي الكاثوليكي" في شيكاغو عام 1982.

وتوالت التهاني علي البابا ليو الـ14، حيث أشادت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلونى بتصريحاته التي تعد دعوة قوية لتحقيق السلام، وفقا لصحيفة لا ريوبليكا الإيطالية.
فيما قدم رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف - في منشور على منصة "إكس" التهنئة  واصفا اختيار البابا بـ"التطور التاريخي" وبمثابة "لحظة أمل لملايين الأشخاص في جميع أرجاء العالم".

بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن "انتخاب البابا ليو  14 كان لحظة فرح عميقة بالنسبة للكاثوليك في المملكة المتحدة.. إنه يعد أول بابا أمريكي، هذه لحظة مهمة للغاية".
من جانبها، قالت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم - في منشور على منصة "إكس" - إن تولي بريفوست لمنصب البابا يؤكد مجددا الالتزام بتعزيز السلام والازدهار في العالم.
كما قدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تهانيه للبابا ليو 14 على انتخابه كبابا للفاتيكان، قائلا إن أوكرانيا تقدر موقف الفاتيكان الثابت في دعم القانون الدولي، وإدانة العملية العسكرية الروسية على كييف، بالإضافة إلى حماية حقوق المدنيين الأبرياء.

وسلطت الصحف العالمية الضوء على علاقة البابا ليو 14، بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقالت صحيفة كونويستا البيروفية ، إنه على الرغم أنه من أنه من أصل أمريكي ، إلا أنه يتميز بحضوره القوي في أمريكا اللاتينية: ففي ثمانينيات القرن العشرين، عاش في بيرو، حيث قاد بعثة تشولوكاناس حتى عام 1999. وفي عام 2015، حصل على الجنسية البيروفية لإقامته وانخراطه في المنطقة.

وبحسب التقرير فإن اقترابه من تجارب الشعوب في أمريكا اللاتينية وضعه على خلاف مع السياسات التي ينتهجها الرئيس الأمريكى.
ويحافظ روبرت بريفوست على رؤية قريبة من رؤية فرانسيس: كنيسة للفقراء، حيث يتم تعزيز العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، ولكنه يختلف عنه فى رؤيته لدور المرأة فى الكنيسة ،ويرى أن الكنيسة لابد من أن تكون مميزة عن المجتمع.

علاوة على ذلك، فهو يدعو إلى دمج المهاجرين، وهو ما يتناقض مع عمليات الترحيل الجماعي التي أمر بها ترامب.

ورغم عدم وجود صدامات أو حوارات علنية بين الشخصيتين، إلا أن البابا ليو 14 كان من منتقدى سياسة ترامب فى العديد من الأمور وعلى رأسهم ، الهجرة ،حيث قال فى وقت سابق على وسائل التواصل الاجتماعى أنه يعترض على إجراءات ترامب وتصريحات نائبه دى دى فانس بشأن المهاجرين

وأشارت الصحيفة إلى ملف البابا ليو 14 يعتبر  معاكس تمامًا لملف المرشح المفضل لدى ترامب لتولي عرش القديس بطرس.

ووصف  صحيفة " ريخيون ديجيتال" الإسبانية  ، البابا ليو بأنه "عدو ترامب"، مشيرا إلى أنه  كاردينال ذو قيمة عالية لأنه يجمع بين صفات مثيرة للاهتمام. وُلد في أمريكا الشمالية لأم إسبانية، وكان أسقفًا عاش حياته الرعوية بأكملها في بيرو، ويمزج بين البراجماتية الأمريكية والنهج الرعوي والتقارب الذي تتميز به أمريكا اللاتينية. إنه مرشح جيد لأنه، علاوة على ذلك، قد يكون خصمًا لترامب، والكنيسة بحاجة إلى ذلك الآن: أن تنأى بنفسها عن الإمبراطور الذي ارتدى حتى زي البابا،" قال، في إشارة إلى الصورة التي أنشأها الجمهوريون باستخدام الذكاء الاصطناعي والتي ظهر فيها البابا الأعلى.

ووصفته صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية بأنه "الأقل أمريكية  بين الأمريكيين"، في إشارة إلى ضبط النفس في كلماته.

وسلط تقرير لموقع أونو الأسباني الضوء على جوانب من الحياة الشخصية للبابا الجديد، ومن بينها رياضاته المفضلة، مشيراً إلى أن "ليو 14" لا يحب كرة القدم بعكس الراحل فرانسيس الذي كان من مشجعي فريق سان لورينزو الأرجنتيني، حيث أنه من مشجعي رياضة التنس ، كما أنه كان لاعب محترف بها.

ونقلت عن البابا الجديد مقابلة سابقة مع أحد الصحف فى عام 2023 قال خلالها: "أعتبر نفسي لاعب تنس هاوٍ جيد ، ومنذ مغادرتي بيرو، أتيحت لي فرص قليلة للعب، لذا آمل أن أعود إلى الملاعب"، وأضاف "التنس يساعدنى على الأسترخاء ، ولا يوجد وقت للاستمتاع بها".