تصعيد عسكرى بين نيودلهى وإسلام آباد.. باكستان تطلق عملية "البنيان المرصوص" ضد الهند.. ورئيس الوزراء يدعو لاجتماع "أعلى هيئة نووية" فى البلاد.. والعالم يكثف اتصالاته من أجل وقف الحرب بين "القوتين النوويتين"

تتسارع وتيرة الاشتباكات العسكرية بين الهند وباكستان، منذ الأسبوع الماضي، حيث قصفت الأولى مواقع عدة في الثانية، قالت إنها "معسكرات إرهابيين" رداً على هجوم دام على سياح هندوس في منطقة كشمير المضطربة، الشهر الماضي، رغم نفى "إسلام آباد" ضلوعها في الهجوم، لكن البلدين يتبادلان إطلاق النار والقصف عبر الحدود، ويرسلان طائرات مسيرة وصواريخ إلى مجالهما الجوي، ما أقلق قوى عالمية تدعو إلى ضبط النفس.
وأدى العمل العسكري المتبادل إلى رفع التوترات بين البلدين إلى أخطر مستوياتها منذ عقود، إذ أطلق الجانبان صواريخ وطائرات بدون طيار فوق مدن مكتظة بالسكان، ما دفع العديد من الدول إلى البحث عن حل دبلوماسي ومنع حرب شاملة بين دولتين نوويتين تضمان حوالي خُمس سكان العالم.
أعلن الجيش الهندي، السبت، استهداف العديد من المسيرات المسلحة "التابعة للعدو"، في إشارة إلى باكستان، تحلق فوق مدينة أمريتسار الحدودية، موضحاً أن وحدات الدفاع الجوي اشتبكت معها على الفور ودمرتها، وذلك في أعقاب إطلاق الجيش الباكستاني، عملية عسكرية تحت اسم "البنيان المرصوص".
وقال الجيش الهندي" على منصة "إكس"، إن ما سماه "تصعيد باكستان السافر بالهجوم بمسيرات وغيرها من الذخيرة"، "مستمر على طول حدودنا الغربية"، وأضاف: "محاولة باكستان السافرة لانتهاك سيادة الهند وتعريض المدنيين للخطر، غير مقبولة، والجيش الهندي سيحبط مخططات العدو".
وأضاف الجيش الهندي: "باكستان تعزز انتشار قواتها على الحدود، إذ استخدمت صاروخاً عالي السرعة لاستهداف قاعدة جوية في البنجاب وحاولت التوغل جواً في 26 موقعاً"، موضحاً أن باكستان استهدفت منشآت طبية وتعليمية في الشطر الهندي من كشمير، ورداً على ذلك استهدفت الهند أنظمة رادار وقواعد تقنية في باكستان.
وأكد الجيش الهندي في بيان، أن "أضراراً محدودة بالمعدات والأفراد لحقت في بعض القواعد العسكرية الهندية، جراء استهداف باكستان لها". وأردف: "الهند ألحقت أضراراً بالجيش الباكستاني، رداً على استخدامه نيران المدفعية. نؤكد التزامنا بعدم التصعيد شريطة أن يفعل الجيش الباكستاني المثل".
في السياق نفسه، أعلنت الشرطة الهندية، أن 5 أشخاص في منطقة جامو بالشطر الهندي من إقليم كشمير، لقوا مصرعهم في هجمات شنتها باكستان، صباح السبت.
ودعا رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف السبت "هيئة القيادة الوطنية" المسؤولة عن الإشراف على برنامج الصواريخ والأسلحة النووية والأصول الإستراتيجية الأخرى إلى الاجتماع، وذلك بعد هجوم هندي استهدف قواعد عسكرية في بلاده التي أطلقت عقبه عملية "بنيان مرصوص" ردا على الهند وسط تصاعد القلق.
وذكرت وسائل إعلام باكستانية، أن إسلام آباد تستهدف مواقع عسكرية هندية ضمن المرحلة الأولى من عملية "البنيان المرصوص"، فيما نفى وزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، عقد اجتماع لهيئة القيادة الوطنية، أعلى هيئة نووية في البلاد، بعد أن أشار الجيش الباكستاني إلى أن رئيس الوزراء شهباز شريف، دعا إلى عقده.
وقال إنه لم يتم تحديد موعد لاجتماع هيئة القيادة الوطنية، وهي أعلى هيئة عسكرية ومدنية تشرف على الترسانة النووية للبلاد، في أعقاب عملية عسكرية على الهند جرت في وقت مبكر صباح السبت.
وفي السياق ذاته، نفذت باكستان هجوما إلكترونيا، استهدف العديد من المواقع الإلكترونية الهندية الرئيسية، بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الباكستانية السبت.
وأفادت مصادر أمنية، بأن الموقع الإلكتروني الرسمي لحزب بهاراتيا جاناتا (BJP)، الحزب الحاكم في الهند، كان أحد الأهداف الرئيسية. ومن بين المواقع الأخرى التي تأثرت بالهجوم: وكالة تحقيقات الجريمة، وشركة ماهاناجار تليفون نيجام المحدودة (MTNL)، وشركة بهارات إيرث موفرز المحدودة، وجمعية موظفي الإشراف الفني البحري لعموم الهند.
أفادت التقارير بمحو كميات كبيرة من البيانات من هذه المواقع الإلكترونية. كما سُرّبت معلومات حساسة من مؤسسات هندية رئيسية، مثل شركة هندوستان للملاحة الجوية، وقوات أمن الحدود، وهيئة تحديد الهوية الفريدة الهندية (UIDAI).
وقالت الوكالة، إن الاختراق الإلكتروني وصل أيضًا إلى قواعد بيانات القوات الجوية الهندية ولجنة الانتخابات في ماهاراشترا، بالإضافة إلى ذلك، سيطر القراصنة على أكثر من 2500 كاميرا مراقبة في جميع أنحاء الهند، مما يظهر النطاق الواسع للعملية.
وعن الجهود الدبلوماسية لوقف التصعيد العسكرية بين البلدين، أعلنت الخارجية الأمريكية، أن الوزير ماركو روبيو، تحدث مع قائد الجيش الباكستاني، عاصم منير، السبت، قائلة في بيانها: "واصل (روبيو) حث الطرفين على إيجاد سبل لخفض التصعيد، وعرض مساعدة واشنطن في بدء محادثات بناءة بهدف تجنب صراعات مستقبلية"، كما أجرى اتصالات هاتفية بنظيريه وزير خارجية الهند وباكستان.
وقال بيان الخارجية الأمريكية، إن روبيو "اقترح دعم واشنطن في تسهيل المناقشات المثمرة لتجنب النزاعات المستقبلية، كما تحدث إلى وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار حول الحاجة إلى تهدئة التوتر مع باكستان والتواصل بشكل مباشر".
وقال وزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، في مقابلة تلفزيونية: "الدولة الوحيدة التي يمكنها أن تلعب دوراً فعالاً بين الهند وباكستان هي أمريكا"، فيما قال وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار: "أخبرت وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أن الكرة في ملعب الهند، عندما يتعلق الأمر بتهدئة الوضع الأمني"
في سياق متصل، أجرى وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، السبت، اتصالين هاتفيين بنظيريه الهندي والباكستاني، بحث خلالهما الجهود المبذولة لتهدئة التوترات ووقف التصعيد وإنهاء المواجهات العسكرية الجارية.
وجاء في بيان الخارجية أوردته وكالة "واس"، أن الأمير فيصل بن فرحان "أكد لنظيريه الهندي والباكستاني حرص المملكة على أمن واستقرار المنطقة"، مشيراً إلى علاقات بلاده الوثيقة والمتوازنة مع كلا البلدين.
كما ودعت مجموعة السبع، الهند وباكستان إلى الانخراط في حوار مباشر للتوصل إلى حل سلمي، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وسط تصاعد التوترات بين الجارتين الآسيويتين المسلحتين نووياً.
وذكرت المجموعة، في بيان صحافي، "نحن، وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى (G7) لكل من كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، ندين بشدة الهجوم الإرهابي في باهالجام في 22 أبريل".
كما حثت الصين كلا من الهند وباكستان، على ضبط النفس والعودة إلى مسار التسوية السياسية من خلال الوسائل السلمية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية - في تصريحات صحفية أوردتها شبكة تلفزيون الصين الدولية (سي جي تي إن) السبت، إن بلاده تدعو الهند وباكستان إلى التصرف بما يخدم المصلحة العليا للسلام والاستقرار، وإلى ممارسة الهدوء وضبط النفس، والعودة إلى مسار التسوية السياسية من خلال الوسائل السلمية، والامتناع عن القيام بأي عمل من شأنه أن يزيد من حدة التوترات.. مضيفا أن ذلك هو ما يرغب المجتمع الدولي في رؤيته، مؤكدا استعداد بكين القيام بدور بناء لتحقيق هذا الهدف.
Trending Plus