زيارة الرئيس السيسي لموسكو.. مكاسب مشتركة

عادل القليعى
عادل القليعى
عادل القليعى

تتزامن زيارة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لروسيا مع احتفالات الشعب الروسي وقيادته بالذكري الثمانين لانتصارهم على النازية.


ففي كل عام في شهر مايو، وبالتحديد في يوم التاسع من مايو تحتفل روسيا بعيد النصر على ألمانيا التي اعترفت بهزيمتها أمام الإتحاد السوفيتي آنذاك في الحرب العالمية الثانية عام ١٩٤٥م.
فتقام الاحتفالات فى الساحة الحمراء عن طريق تقديم العروض العسكرية التي تبهر العالم بمدى قدرة روسيا وترسانتها العسكرية.


ليس هذا وحسب بل وتعم الاحتفالات جميع روسيا احتفاءا بهذا اليوم الذي تعتبره روسيا عطلة رسمية.
وتطلق الأعيرة النارية من الأسلحة الخفيفية والمدفعية الثقيلة، وتطلق الألعاب النارية في كل ساحات وميادين موسكو.


وهذا جد أمر مهم أن تتبادل الدول التهاني في ما بينها لما حققته من انتصارات وانجازات، وتلك سنة جرت عليها العادة وبروتوكولات تنظيم العلاقات بين الدول.


ونحن كمصريين وأبناء الشعب المصري العظيم لنا كل الفخر والشرف أن تكون مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي وجهت لها الدعوة لحضور احتفالات عيد النصر في روسيا.


وأن هذا التشريف لم يأت من فراغ، بل نتيجة جهود مضنية قامت بها قيادتنا السياسية حتى تتبوأ مصر مكانتها التي تستحقها في كل محافل التمثيل الدولي، سواء فى المؤتمرات والندوات العالمية أو فى الاحتفالات الرسمية، فلنفخر بذلك.
لكن احتفال مجلس الدومة والكرملين هذا العام مختلف بعض الشئ، لماذا ؟!، لأن العالم يغلي على فوهة حمم بركانية افتعلتها وتسببت فيها سياسات لا أقول شعب الولايات المتحدة الأمريكية، فالشعوب ليس لها ذنب، الشعوب تود العيش في سلام ومحبة وهذا ما ألمح إليه بابا الفاتيكان الجديد في أول خطاب له بعد تنصيبه قائلا (السلام عليكم)، فلا أحد يبغي الحروب اللهم إلا النازيون الذين يحرقون الناس أحياء.

نعم ليس شعب الولايات المتحدة الأمريكية يحب الحروب، حتى وإن كانت بعض طبقات هذا الشعب تحمل ما تحمله من العنصرية والطائفية والنازية، والجميع يعلم من هؤلاء بالتحديد، إنهم أولئك الذين لا يريدون الخير للعالم، لا يريدون إلا مصالحهم.

هل علمتموهم، نعم إنهم اللوبي الصهيوني الذي يسعى بشتى الطرق لتنفيذ مخططاته الدنيئة، السيطرة على الشرق الأوسط عن طريق إقالة أحجار العثرة الذين يقفون أمامهم، غزة وناصروها، الشوكة التي دوما ما تقف في حلوقهم.
ثم مصر التي هي الجائزة الكبرى، وسيناء العصية الأبية على هؤلاء المجرمين.

هذه واحدة ، أما الثانية أن تثبت روسيا للعالم أجمع مدي قدراتها العسكرية بعد أن فقد العالم إيمانه بقدرات السوفييت العسكرية، فأصبح الأمر بمثابة كارت إرهاب لأعداء روسيا، وعدوها اللدود، أمريكا، ليس هذا وحسب بل وإرهاب أوكرانيا التي أصبح لها صوتا استمدته من قوة الإتحاد الأوروبي.
أما الثالثة، فإن توجيه الدعوة لزعيم عربي للمشاركة في هذا الإحتفال يحمل ما يحمله من المكر والدهاء السياسي، سواء من الداعي أو المدعو.
أما الداعي فيريد أن يقول للعالم نحن لنا حلفاء في منطقة الشرق الأوسط، وحليف قوي هو مصر، ليس هذا وحسب، بل ويريدون أن يوجهوا رسالة إلى إسرائيل وأمريكا ومن شايعهم، أننا يقظون لكم نحن، روسيا، مصر، الصين ، كوريا الشمالية، بل وكما أن لمصر حليف قوي هو فرنسا، فصرنا نحن حلفاء أقوياء لمصر، ومصدر قوى وكتلة لا يستهان بها.

أما المدعو، فهو مصر ضيف لا يستهان به، لها ثقلها من حيث موقعها الاستراتيجي في الشرق الأوسط، فضلا عن تمثيلها في كل المحافل السياسية الدولية، ناهيكم عن قوتها التي لا يستهان بها.
ومن ثم فضرورة ملحة أن تلبي مصر الدعوة، ففضلا عن عمق أواصر الصداقة بين الزعيمين المصري والروسي ، إلا أن سياسات الدول وبروتوكولاتها لا تدار بالصداقات الشخصية وإنما بالعمل.
فالمدعو يريد أن يثبت للعالم بما لا يدع مجالا للشك ، قدرته على كآفة الأنشطة والمستويات سواء السياسية، أو الإقتصادية أو العلمية والثقافية، فضلا عن القدرة العسكرية.
أما بالنسبة للمجال السياسي عن طريق تفعيل الدور المصري الروسي في شحذ همم المجتمع الدولي عن طريق توجيه ولفت أنظاره إلى جرائم الإحتلال الصهيوني في غزة بمباركة أمريكا وحلفائها.
ومن ثم الوقوف في وجه هذا العدوان الآثم وتحريك المياه الراكدة من أجل اعتراف جميع دول العالم بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس وعدم تهجير أهل غزة من أراضيهم.
وتحقيق الدعم اللوجستي الكامل لمصر، فروسيا ظهير لا يستهان به، فروسيا اليوم خلاف الأمس.

أما على المستوى الاقتصادي، فغاية مصر توطيد العلاقات والتبادل التجاري بين البلدين عند طريق زيادة التبادل التجاري استيرادا أو تصديرا فكما نستورد من روسيا القمح فإننا نصدر إليهم منتجات ومحاصيل زراعية كثيرة وهذا بدوره يدعم الاحتياطي النقدي المصري من العملات الأجنبية.

كذلك الأمر بالنسبة للنشاط العلمي، ففى الآونة الأخيرة وقعت اتفاقيات علمية بين مصر وروسيا ، بين المراكز والبحوث العلمية والجامعات المصرية ونظيراتها الروسية، كذلك النشاط النووي السلمي مفاعل الضبعة الذي يشرف على بنائه خبراء روس.

إن زيارة فخامة الرئيس المصري لروسيا هي خير دليل على أن مصرنا الحبيبة دولة لها كيانها ولها قوتها التي لا يستهان بها في الشرق الأوسط ويعمل لها ألف حساب.. حفظ الله مصر وشعبها وقادتها.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

القاهرة الإخبارية: رصد صاروخ ثان أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل

بيراميدز يعود للانتصارات فى الدورى ويهزم الزمالك بهدف إبراهيم عادل.. فيديو

أفضل 10 إطلالات للنجمات على السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائى.. صور

وفاة "سما عادل" المصابة فى حريق خط غاز طريق الواحات

رئيس الوزراء يرأس اجتماع الحكومة الأسبوعى غدا ويعقبه مؤتمر صحفى


جدول ترتيب الدورى بعد مباراة الأهلي وسيراميكا وقبل لقاء الزمالك وبيراميدز

الأهلي يحافظ على قمة الدوري بفوز صعب أمام سيراميكا.. صور

لجنة التخطيط بنادى الزمالك توافق على ضم سام مرسى بشرط

البيت الأبيض: السعودية ستستثمر 600 مليار دولار فى الولايات المتحدة الأمريكية

شاهد الداخلية تكشف ملابسات فيديو مشاجرة السلاح الأبيض داخل مسجد بالسلام


ولى العهد السعودى وترامب يشهدان التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية

القبض على الفنان محمد غنيم لتنفيذ حكم 3 سنوات فى اتهامه بتهديد طليقته

موعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025

إيقاف مباريات الدوري الليبي في طرابلس.. والبدري ممنوع من مغادرة الفندق

جدران ذهبية ومكتب خاص وتسع لـ90 راكبا..قصر ترامب الطائر يثير الجدل"صور"

مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلى

لا يمكنك اختيار صلاح.. هداف الدورى الإنجليزى يثير الجدل بين ثنائى تشيلسى

مشكلة أمنية.. واشنطن بوست تفجر مفاجأة حول الطائرة القطرية المهداة لترامب

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الدورى والقناة الناقلة

الأمم المتحدة: الطائرات المسيرة تلحق أضرارا بالغة بمحطات الطاقة فى بورتسودان

لا يفوتك


مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025

مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025 الثلاثاء، 13 مايو 2025 09:25 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى